الأخبار

من مترجم عراقي إلى جندي أمريكي !

6262 15:25:00 2009-06-08

مهند حبيب السماوي

نشرت صحيفة ( ( USA today الأسبوع الماضي تقريراً قام بترجمته الصديق حسين خاني يتحدث عن حالة جديدة ظهرت في العراق تتعلق بالمترجمين العراقيين الذين فر بعضهم من العراق وحصل على اللجوء عن طريق برنامج التأشيرة الخاصة للعاملين مع القوات الأمريكية ثم عاد بعض منهم ليعمل كمجند في القوات العسكرية الأمريكية . ويتحدث التقرير عن مترجم عراقي، سنطلق عليه أسم سامر ، كان يعمل كمترجم مدني مع القوات الأمريكية، وقام سنة 2007 بالهرب إلى أمريكا حيث حصل على اللجوء  هناك بعد أن أستقر في مدينة(Pawtucket)، ثم أتخذ قراراً ليصبح جندي في الجيش الأمريكي الاحتياطي في العراق ثم يعود ثانية إلى بلده بعد سنة من تركه له .

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل ميلنك أشار بأن العدد الحقيقي للعراقيين الذين يخدمون في الجيش الأمريكي غير معروف بصورة دقيقة وذلك لان سجلات الموظفين لا تشترط ذكر جنسية العامل في الجيش الأمريكي.وفي الحقيقية لم يخف سامر العائد كجندي أمريكي بان البعض قد يستغرب من عودته للعمل مع القوات الأمريكية حيث يذكر سامر ، في مقابلة مع أحدى وسائل الإعلام، رغبته الشخصية السابقة بالعمل كجندي أمريكي وهو أمر بسيط بالنسبة له باعتباره يملك فكرة لا باس بها عما ينبغي أن يكون عليه الجندي وكيف تكون الحياة مع الجيش الأمريكي .

كما يعترف سامر بأنه واجه، في بادئ الأمر، معارضة من قبل بعض المدربين الأمريكيين. وكان يشار إليه مع اثنين آخرين من المتطوعين الذي يعملون كمترجمين ب " ليما 9" وهو الرمز الذي يطلقه الجيش الأمريكي على تخصصهم المهني بدلا من مناداتهم بأسمائهم الأخيرة ، مثلما كان يفعل مع المتطوعين الآخرين . ولكن بعد فترة وجيزة اجبر المترجم العراقي المدربين على احترامه وتقديره لكونه من بين أكثر الجنود انضباطا.

وقد لعب المترجم العراقي سواء كان العسكري أو المدني دور مهم ومفيد للقوات الأمريكية في العراق ، فترى الملازم ديفيد بير قائد الكتيبة المحمولة جوا الثانية والثمانون والتي ينتمي لها سامر الآن يقول " لقد اعتمد الجيش الأمريكي كثيرا على المترجمين المدنيين في العراق ولكنه لم يوفر لهم نفس المهنية التي يتمتع بها الجندي الأمريكي".

وأما الآن وبعد أن أصبح سامر جندي أمريكي...فهو ما زال ذو فائدة كبيرة ولعلها اكبر من السابق حيث يقول بير أن الذي يجعل سامر مهما وذا قيمة بالنسبة لنا هو الألفة التي نراها بينه وبين السكان المحليين في المنطقة فضلاً عن فهمه للثقافة العراقية ، ولهذا نرى بير يؤكد بأنه يستدعي سامر ، الذي يرافقه تقريبا في اغلب مهامه، بعد اجتماعه مع وجهاء المجتمع وقادة القوات الأمنية العراقية المحلية، لمكتبه لكي يتعرف على انطباعه وأفكاره حول ما قاله بين السطور ، بل لا يكتفي عمل سامر عند هذا فقط بل نجد انه يقضي اغلبه وقته في إجراء اتصالات مع القادة العراقيين بالنيابة عن قائده بير أو يقوم بالاتصال بأصدقائه للحصول على فهم أفضل عن ما يجري في الشارع.

ولهذا ترى بير يعترف بأنه على الرغم من أن سامر لم يكد ينهي سنة في المعسكر وحمله رتبة أولية إلا أنه يحمله العديد من المسؤوليات كما يفعل مع بعض من الضباط في الجيش الأمريكي بل أنه يعتبره مستشارا يثق به على حد تعبيره !. ويشير سامر إلى قضية مهمة تتعلق بمناقشة قام بها مؤخرا مع ضابط في الشرطة العراقية تحدث معه بصراحة حول النشاطات الإجرامية المحتملة من قبل أعضاء الشرطة الآخرين. وعندما أتضح لضابط الشرطة العراقي بان الجندي الأمريكي هو عراقي ، عبر عن قلقه حول التحدث معه بصراحة فالعديد من المسئولين في القوات الأمنية يخشون الحديث عن الفساد ضمن صفوفهم خوفا من الانتقام. وفي هذا يقول سامر باني قلتله " أنني جندي أمريكي وليس هناك ما تخشاه مني".

ويرى سامر أخيرا بأنه حينما عمل كمترجم مدني ، تعلم بان هناك ثلاثة قواعد أساسية للنجاح في الجيش وهي تتمثل في الحضور في الوقت المناسب وارتدائه الزي العسكري الصحيح والقيام دائما بالأشياء الصحيحة . ومع ذلك فانه لا يزال الأمر بالنسبة له مختلفا كونه يعود للعراق كجندي أمريكي، ولهذا يقول "ومع كل شيء نفعله ونقوله تبقى هنالك الكثير من الأمور على المحك ".  ولان غرضنا من هذا المقال ليس تغيير لغة التقرير من الانكليزية إلى العربية ..فإننا ألان نود أن نطرح ،كعادتنا، بعض الأسئلة المهمة حول هذا الموضوع ..ما هو الحكم الشرعي للجندي أو المترجم سامر ؟ما هو موقف العرف والتقاليد من هكذا موقف يتخذه سامر وأمثاله ؟وما هي الهوية التي يحملها سامر ؟هل سيعتبر نفسه عراقي ؟ أم أمريكي ؟ أم يعتبر نفسه عراقي الداخل أمريكي المظهر ؟وكيف ينظر الجندي الأمريكي الأصل إلى نموذج سامر ؟

انه موضوع يستحق الدراسة وتسليط الضوء عليه وتحليل جوانبه المختلفة سواء كانت نفسية أو اجتماعية أو دينية أو وطنية وما يمكن أن يترتب على ذلك من نتائج تتعلق بالشخص الذي يتخذ هكذا موقف مهم وخطير .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
true iraqi sun
2009-06-12
الحقيقة ان المترجم سلاح ذو حدين ولكن الخطورة من ان يجند حسب الثقافة الشوفينية التي كانت سابقا لدينا ويكسر رقاب الكثير من ابناءنا ظلما لذا ينبغي الحذر من هؤلاء .ابن العراق الحقيقي
حيدر العراقي
2009-06-09
على الاقل امريكا ما بيها واحد مثل عدنان الهازوز لو حجة البلي ستيشن والأتاري او الوزراء والمدراء العامين الذين يشفطون ثروة العراق والعراقيين وكأنها ملك خاص للخلفوهم.... بالعافية عليك يابه سامر... خلصت والله خلصك
Zaid Mughir
2009-06-09
المترجم هو حلقة وصل بين الجيش الأمريكي والمواطن العراقي وكذلك في مراكز تدريب الجيش العراقي يكون واجب المترجم هو ايصال المعلومات من الجيش الأمريكي للجنود العراقيين لتطوير القابليات القتالية وخير دليل قوات العقرب التي استبسلت ودكت رؤوس الأرهاب في مناطق جنوب بغداد . ما أعنيه إن المترجم العراقي مكمل لدائرة متكاملة من أجل تطوير قابليات الجندي العراقي . والجيش العراقي اليوم أثبت فعلا أنه جيش قوي واجه أكبر موجة ارهاب بالعالم
ahmad
2009-06-09
السلام عليكم, كنت ممن اطلع على المقابله التلفازيه مع المدعو سامر وببساطه فقد عانى من البطاله بعيد قدومه الى امريكا حيث سكن مع احد زملائه من الجنود الامريكان الذين عمل معهم في العراق وكان السبب في قبول سامر تحت التعديل الجديد للفيزا الاميريكيه لشمول المتعاونين مع الجيش الامريكي بحق اللجوء وقد شجع هذا الجندي الامريكي صديقه سامر بالعوده للعمل كمجند مع القوات الامريكيه لفشله ببساطه في التأقلم مع واقعه الجديد كلاجئ بدون مصروف يومي او مرتب وعاطل عن العمل, فهرويه من واقعه العراقي ادخله في هذا الحال
حسن السويعدي
2009-06-09
اعتقد ان سامر لم يهرب من بلده العراق خوفاً على نفسه او ما شاكل والدليل انه عاد اليه مره اخرى لكن هروبه كان من الانظمة والقوانين واللوائح المعتمدة داخل اجهزة الدولة العراقية (وحتى بعض الطباع بين الناس في الشارع) والكل يعرف مايكتنف هذه الانظمة ولو قارناها بما متبع ضمن نطاق الجيش الامريكي او اي مؤسسة غربية فالفرق اكيد شاسع وكبير وهذا هو سبب الهروب بأعتقادي. والجيل الشاب العراقي لم يعد يقتنع بكهول الادارة والمالية لدينا والمخضرمين على السرقة والفساد والروتين وتحطيم الطاقات وروح الابداع الخلاق.
SABAH
2009-06-08
تجربة ولكن !! حقيقة اني احترم هذا الجندي وأكل له كل التقدير لأنه تمكن ان يفتح باب جديد لحياته من خلال هذا الأنخراط وأعتقد انه توصل الى حالة يأس وأحباط من بلده وما يمكن ان يقدمه هذا البلد لأبناءه لذا فهو الآن موضع ثقة وتقدير لدى الأجنبي قبل بلده فهذه الظاهرة فعلا تستحق الدراسة من قبل الحكومة كي تقف على الأسباب الحقيقية لهروب العراقيين من واقعهم المرير فألف تقدير وتحية مني لهذا الشخص وأدعو الحكومة وكافة الجهات السياسية ان يطرحو ما بجعبهم من البرامج الوطنية للحول دون هروب العراقيين اسوة بالآخرين
ابو زهراء
2009-06-08
الاقتصاد = النقود = الابتكار = حداثة =لاثوابت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك