ناشد سماحة السيد محمد بحر العلوم في بيان صحفي، القيادة السياسية العراقية والكويتية بضرورة التحلي بالصبر والتزام الحوار وسيلة لحل المشاكل العالقة كي لا تعود الامور -لاسمح الله- الى المربع الاول، واشاد سماحته بثقته العالية بالقيادة السياسية للبلدين في معالجة القضايا بروح اخوية وشفافية عالية تضمن حقوق الطرفين، وهذا نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
من المؤسف جداً أثيرت في الآونة الأخيرة تصريحات على مستوى مسؤولين كويتيين وعراقيين تنطوي على قدر كبير من الإخطار الجسيمة، اذ ليس من مصلحة الشعبين الشقيقين إثارتها في مثل هذه الظروف القاسية إلتي تمر بها منطقتنا العربية والإسلامية، والتي تتطلب مزيداً من وحدة الصف العربي، والتماسك الإسلامي، والوقوف بجمعنا في وجه التلويحات الإسرائيلية الخطيرة التي برزت ضمن مناوراتها الكبيرة، وعلى كل مستويات أجهزتها العسكرية، وآلياتها المتطورة التي تملكها للقيام بعمل مبيت ضد هذه المنطقة وشعبها الكريم.
إن القضايا العالقة بين العراق والكويت نتيجة "غزو طائش " قام به نظام صدام المباد ضد الشقيقة الكويت يمكن حلها بالحوار والمباحثات والطرق السلمية، وأشراف الأمم المتحدة بعد أن تخلصنا جميعا من نظام بغيض أضر بالشعب العراقي والكويتي قبل شعوب المنطقة، ودمار البنية التحتية للبلدين بما ارهقهما من معاناة طويلة، وشاقة للغاية.
واعتقادنا أن مسؤولي البلدين على اتفاق جاد بأن إعادة أثارات عميقة، وأحداث مشاكل "غزوعام90" تهدم الجسور التي بنتها المحبة الأخوية، والإسلامية، حيث لا مصلحة في تأجيجها من جديد، خاصة وان العراق الجديد مهتم كل الاهتمام في بناء علاقات قوية ومتينة مع جيرانه، وعلى كل الأصعدة، وفي مقدمتها الكويت.
واننا في الوقت الذي نثمن فيه مواقف القيادة السياسية لكلا البلدين حيث اكدا على "التزام التهدئة والحوار بين الجانبين الامر الكفيل بحل كل المشاكل الموروثة من عهد النظام المباد". وجاءت مبادرة دولة رئيس الوزراء المالكي بلقائه العاجل مع السفير الكويتي في بغداد ومبادرة صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الصباح امير دولة الكويت بالطلب من الجهات المعينية تهدئة الامور وعدم تصعيد التصريحات الاعلامية واعتماد الحوار البناء في معالجة المشاكل العالقة بين البلدين كلها منسجمة مع موقف رئيسي البرلمانين العراقي والكويتي الأستاذ أياد السامرائي، والأستاذ جاسم الخرافي اللذين ابديا حرصهما على معالجة القضايا بروح أخوية وشفافية عالية بما يضمن حقوق الطرفين.
وإننا إذ نطالب كل الإطراف المسؤولة في البلدين العزيزين الشقيقين أن تتذكر الظروف القاسية التي مرّ بها شعبنا العراقي والكويتي في فترة حكم صدام، وما جرت علينا من ويلات ومصائب لازلنا نلعق جراحها، ولا ننسى شهدائنا وضحايا "العنجهية العسكرية" ونعمل بجد وحزم بتفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه بإثارة الفتن التي لا تخدم إلا الدساسين الذين يتربصون بشعبنا العربي المسلم الشقاق والمآسي، خاصة وان اللحمة الأخوية أخذت تقرب في كثير من وجهات الاختلاف إلتي حدثت بين شعبينا، كما تحدث بين كثير من الدول المتجاورة تطفو ثم تنقشع.
فيجب علينا أن نضع نصب أعيننا العلاقات الوطيدة، والتشابك العائلي، والجوار الطبيعي بين العراق والكويت، ونعمل على أن لا تعتريها مطبات تراشق الكلام والتهم الجوفاء، ولا تثيرها أيد تمزق أواصر الإخوة بين شعبين لايمكن فصلهما على حساب مطامع وأغراض ترفضها القيم الإنسانية والاعراف الأخلاقية، والتاريخ العميق، والتراث الموروث، و الاصالة الكريمة.
ولنا كل الأمل بقادة الدولتين الحكيمة ان يكونوا بمستوى المسؤولية، ويدفعوا عن الشعبين الأخوين ما يحيكه المبطلون الذين لا همّ لهم إلا بث الفرقة والإفساد والكراهية والفتنة. اللهم جنب شعبنا العربي المسلم في الدولتين، أخطار الفرقة والعصبية كي لا نعود إلى المربع الأول فننبش التاريخ المؤلم، إنك مجيب الدعوات..
محمد بحر العلوم
https://telegram.me/buratha