بحقيقة مغادرة الامريكيين هي المشكلة المحيرة بالنسبة للسفير الامريكي الجديد كريستوفر هيل، فهو يتولى منصبه في وقت التغيير المهم للوجود الامريكي في بغداد مع نهاية مرحلة الاحتلال العسكري وبدء مرحلة الدبلوماسية المدنية. الامر المهم في الموضوع هو التأكيد على تسليم السلطة بشكل ناجح من الجيش، الى المدنيين وايضا على عدم نظر العراقيين الى ذلك كتخفيض او اقلال من التأثير الامريكي او اهتمامه بل اخذه ببساطة مسألة تغيير فقط في كيفية تقديم الامريكيين انفسهم في العراق، هذا ما قاله السفير الامريكي واصفا مهمته في مقابلة أجريت مؤخرا مع النيويورك تايمز. او كما اوضح ذلك جوست هيلتيرمان من مجموعة الأزمة العالمية والخبير في العراق ان مهمة هيل هي اغلاق الباب بلطف آي لا يحدث ضجة عالية تؤدي الى انهيار البيت.
والمشكلة التي تواجه السفير وادارة اوباما هي ان القتال لم يتوقف وان خرج العراق من نطاق السيطرة مجددا، فان ذلك يعود عليهم ولا يمكن اللوم، وعلى الرغم من ان الامريكيين يرغبون في العكس، فان العراق ما زال مجتمعا غير مستقر وليس بلداً موحداً او حتى مكانا يتفق فيه المواطنون على تشكيل حكومة، بحسب التقرير. واضاف ان السفير الامريكي يحاول التأآيد للاصدقاء والذين تساورهم الشكوك من ان الولايات المتحدة ستفي بوعدها. وهو مثل السفراء الثلاثة السابقين الذين تولوا المسؤولية خلال الحرب، يدرك جيدا ان لا شيء في العراق سهل ابدا.
https://telegram.me/buratha