قال سماحة الشيخ جلال الدين الصغير قي خطبة الجمعة إن طابع الحكم في العراق عبر السنين السابقة كان طائفيا ظالما وبإمتياز وأن السنوات الستة المنصرمة شهدت وجود إرادات ممانعة تستهدف التغيير الذي حصل في العراق ، حيث أن هناك أجندات اقليمية كبيرة جندت ولا زالت وسبقى , وأجندات دولية مدعومة بأموال طائلة عملت وتعمل على وقف المسيرة التي تقطع دابر القوى الظالمة التي تعمل لتحقيق مصالها وبأي ثمن وبالشكل الذي يتوافق مع تلك الأجندات .
وقال الشيخ الصغير محذرا العراقيين ( إياكم وأن تـُستغفلوا فتنسوا ما أنتم فيه لأن الأنسان الذي لا يحس بوجود العدو سوف يذبح وهو في لحظة ما وهو لا يشعر ) , كما أشار الى ما أسماه ( الطامة الكبرى ) وهو نسيان الشعب للمآسي التي مر بها عبر تلك السنوات نتيجة الطيبة التي عرف بها العراقيون وتسامحهم ولكن هذه الصفات الحميدة لا تجدي نفعا في زمن التكالب المجحموم على قتل هذا الشعب وسلب إرادته وإعادته الى زنزانة الظلم والطغيان التي عاشش فيها لعقود طويلة .
كما عبر عن أسفه للقائلين بأن الزمن السابق أفضل من الآن حيث أن من يقول هذا الكلام لم يذق مرارة الظلم والسجن والتعذيب ولم يعرف حجم المعاناة التي كان يعانيها شعب العراق في تلك الأيام وأن الذي لم يعرف قدر كرامته التي إسترجعها من الممكن أن يشتاق الى الذل الذي كان يعيش فيه ، واعتبر أن هناك من يستخدم التشويق لأيام صدام نتيجة الوضع الذي هم من وضع البلد فيه حتى يقولوا للناس ان العراق كان أفضل حالا من وضعه بعد التغيير .
وأضاف سماحته أن هناك مؤامرة كبرى تجري بطرق متعددة ويتم النرويج لها بشعارات عظيمة مثل الوطنية والأستقلال وغيرها وهي نفس الشعارات التي كان صدام يحرك الناس بها والتي أتخمت آذاننا طيلة ثلاثة عقود وكنا نذبح تحت مظلة تلك الشعارات . وقد أكد سماحته على وسائل الأعلام عموما ووسائل الأعلام العراقية خصوصا بوجوب التذكي ر بتلك الجرائم حتى تبقى شاخصة في أذهان الناس لكي لا تختلط عليهم الأوراق ويتمكنوا من التمييز بين الحقبتين حقبة ماقبل وما بعد النظام السابق .
وقال الشيخ جلال الدين الصغير في ذات الشأن ( كم من الوقت قد مضى على تخلص اليهود من النازيين وبغض النظر عن صحة أو كذب أدعاءهم بأن النازيين قد ذبحوا اليهود الا أنهم ما زالوا الى هذا اليوم يستذكرون تلك الوقائع ويحيون ذكراها بالبكاء والحزن ويستنفرون كل أمكاناتهم الأعلامية لأبرازها الى العالم ، وأن أي شخص يشعرون أن له يدا في تلك الأحداث يحاكموه محاكمة دولية ) وعزى السبب في التزامهم في بهذا الأمر لأن فيه بناء ورص لصفوفهم قائلا ( إن الأمة تجتمع على مظلوميتها للحيلولة دون تكرارها وإذا نسيت ما مر بها فأنها ستتفرق وتتشتت وتصبح أمة ضعيفة غير قادرة على انتزاع أبسط حقوقها .
وقال سماحته : أن المؤامرة القائمة الآن هي الدعوة الى إقامة تجمعات سياسية خارج إطار الأحزاب التي حكمت في السنوات الماضية , والمقصود هنا الأحزاب والقوى التي حاربت وجاهدت ضد النظام السابق , وأن ما يحصل من تلكؤ في الأداء كان في غالب الأحيان هو اعاقة متعمدة لعمل تلك القوى . وأن الخلل يكمن في أن ثلاثة أرباع الدولة أو أكثر هم من الذين علمهم صدام على الأختلاس والرشوة حيث كان يطلب منهم تأمين رواتبهم التي لم يكن قادرا على دفعها لهم من المواطنين وتحت مسميات عديدة .
واستطرد الشيخ الصغير قائلا ( منذ عام 2005 ونحن في كل سنة ندفع أموالا لبناء مجمعات سكنية والى الآن لم ينفذ مجمعا واحدا والسبب أن هيئة الأعمار في وزارة الأسكان غالبتهم العظمى من مجموعة قصور صدام حسين , فهل أن هؤلاء سينفذون تلك المجمعات وهل أن من مصلحتم تنفيذها !!؟ بل أنهم يوقفون المشاريع لأتفه الأسباب ولمدة شهر أو شهرين وحتى لسنوات فالمهم عندهم هو اعاقة العمل وأيقاف الأنجازات , وقد وجدوا مجالا واسعا بسبب عدم المحاسبة مضافا اليها موجة إعادة البعثيين الى دوائر الدولة مما أدى الى اتحاد العدوين بدلا من أن نكون بمواجهة عدو واحد حيث اتحد الأرهاب مع الفساد والفساد المالي مع الفساد السياسي فتشكلت قوة واحدة ذات تأثير كبير على أداء الدولة بمجملها .
وأشار سماحته : أن المؤامرة تكمن في تشتيت الأصوات بإسم الوطنية حيث ينخدع البعض بهذه الشعارات مما سيأتي بكتل ضعيفة وغير قادرة على الأمساك بزمام الأمور وبالنتيجة ستكون المعادلات الدولية هي صاحبة السهم الأكبر في التحكم بالبلد . وأوضح أن ما جرى في الأنتخابات السابقة يعطي صورة واضحة فبرغم أن هذه الجهة خسرت وتلك الجهة ربحت ولكن المحصلة النهائية أن قواعد الأئتلاف هي التي فازت .
وقال الشيخ الصغير : تحدثنا في البرلمان عن منظمات تحت أسم منظمات مجتمع مدني تسعى الى نشر الفساد في الشارع , فأخذت قناة الحرة الأمريكية وراديو سوا تدور في مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني وتجري لقاءات واستطلاع مفادها أن الشيخ جلال الدين الصغير يتهم منظمات المجتمع المدني بنشر الفساد !!!!ألسنا نحن نمتلك مؤسسات ومنظمات مجتمع مدني ؟ إذن كيف يعقل أن نتهمها بهذا الأمر . نعم هناك عدد من المنظمات ولها ارتباطات مشبوهة حيث أنها تمنح عشرون ألف دولار لكل محل يفتح لبيع الخمور وتمنح ثلاثون ألف دولار لللملهى فهل من الممكن أن نحملها على محمل البراءة ؟! وعندما أرى ان ما بين الباب الشرقي والكرادة ثلاث وسبعين حانة ومحل لبيع الخمور تفتح في فترة قياسية فهل من الممكن أن يكون الأمر طبيعيا ؟!وتساءل سماحته :لماذا قناة الحرة " الأمريكية " وراديو سوى تتبنيان عملية تشويه سمعة الأسلاميين ؟ ثم أجاب عن هذا التساؤل بقوله ( أن هؤلاء لديهم سياسة مرسومة وتدار من قبل جهات رسمية أمريكية الغاية منها تسقيط الأسلاميين لأن معركة الأسلام وغير الأسلام معركة معروفة ولكن الوسائل التي تستخدم فيها هي وسائل غير منظورة ونسميها " الحرب ناعمة أو الحرب اللينة " وأهم الأسلحة المستخدمة فيها هي المؤامرات والأكاذيب والتشويه والتشويش , ومن ثم إبراز وجوه جديدة تكون قادرة على خوض الأنتخابات والفوز فيها ليستلموا الحكم وتنتهي الأغلبية المسحوقة بكل آلامها وتضحياتها ويرجع البعثيون الى سدة الحكم وتتكرر المأساة من جديد .وأضاف سماحته : أننا كنا في داخل الأئتلاف مختلفين فيما بيننا في إنتخابات مجالس المحافظات وهذا أمر معروف ولكننا كنا مصممين من ذلك الوقت على توكحيد المواقف في الأنتخابات التشريعية لما تحمله من أهمية كبيرة , وقد راهن أولئك على تلك الخلافات وحاولوا تعميقها وتوسيع الفجوة ولكنهم رجدوا أن الطريق قد قطع عليهم سريعا ورجعت الأمور الى وضعها الطبيعي .
وفي قضية الرلمان وعمله الرقابي والأستجوابات التي جرت قال الشيخ الصغير : ان الأمور بدت وكأن المستهدف وزراء الأئتلاف حيث عندما تطرح مسألة رفع الحصانة عن بعض النواب تقوم الدنيا ولا تقعد ويقولون " لماذا تتجهون الى طرف واحد " ؟! علما أن هذه القضية تتم بموجب مذكرة قضائية ولا دخل للبرلمان والكتل البرلمانية فيه وهذه المذكرات تقوم على أساس جرائم قد أرتكبت وأن الحصانة الممنوحة للأعضاء هي لغرض أعطاءهم افقا واسعا من الحرية في الرقابة على ؟اجهزة الدولة وليست حصانة مطلقة . وننا ضد الفساد ومن أي شخص كان واذا كان وزراء المجلس الأعلى لديهم فسادا فنحن أول من سيحاسبهم , ولكن اذا بدأت القضية تأخذ منحى سياسي آخر فسوف يكون لنا موقف آخر . كما أعرب عن استغرابه لتصريحات مفوضية النزاهة بأن لديها تسعة الآف قضية فساد !! فأين كانت المفوضية عنها طيلة الفترة السابقة ؟! وقال سماحته ( اذا لم يضرب بيد من حديد على رؤوس المفسدين فلن نتمكن من الضاء على الفساد بأشكاله المتعددة السياسي والامني والمالي .
كما تعرض الشيخ جلال الدين الصغير في خطبته الى أداء القضاء العراقي الذي قال أنه بدأ يثبت عدم كفاءته وأقل من أن يوثق به في مجال محاربة الأرهاب ، حيث ذكر أن أحد المجرمين عليه مئة وثلاثة وستون قضية مابين قتل وأختطاف وتهجير وغيرها من الجرائم وبالأمس أخبرت أن مئة وخمسين قضية من تلك القضايا قد أسقطت عنه !!! والأغرب من هذا كله أن أمرأة شهدت بأنها رأته يختطف ابنها من أمام بيتها ولم يرجع اليها حتى الآن فيقولون لها " أجلبي لنا شاهدا على هذا الأدعاء " !! . وقاض آخر يقدم اليه شخص كان يحتفظ برؤوس الشيعة في ثلاجته وعند القاء القبض عليه وجدوا رأسا فيها فأخذوه كدليل على جرائمه فيقول القاضي ( من الذي يقول أنه هو الذي ذبحه ) !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! .
كما وجه سماحته الكلام الى وزارة الخارجية منسائلا عن موقفها تجاه العراقيين في الدنمارك حيث أتفقت مع الحكومة الدنماركية لأعادتهم الى العراق رغما عنهم وعملت على كحرمانهم من مبالغ التعويض التي ارادة حكومة الدنمارك منحها لهم . كما حذر من أن دول اللجوء الأخرى قد تتخذ نفس الأجراء مع العراقييم اذا ما وجدوا أن المسألة تأخذ بهدذه البساطة وعدم المبالاة بمصير الفرد العراقيين من قبل حكومته . وقد وجه سماحته مناشدة الى السيد وزير الخارجية والى السيد رئيس الوزراء لأتخاذ موقف عاجل وفوري لحماية هؤلاء المواطنين .وفي قضية العراقيين المعتقلين لدى الحكومة السعودية قال سماحتها ( هل أن حكومتنا تعلم بأن الحكومة السعودية تقوم الآن بالحكم بالأعدام على العراقيين السجناء لديها أم لا ، وأين الأجراءات المتخذة بهذا الصدد ؟ علما أن المحاكمات التي تتم بحقهم لا يحضرها أي ممثل للحكومة العراقية . كما تساءل عن تسليم عدد من المجرمين السعوديين الى حكومتهم من قبل العراق فلماذا لم تفعل السعودية ذات الشيء بالمقابل .
كما أشار الى المواقف التآمرية التي تقفها الحكومة السعودية من العراق والتي لم تتغير رغم التصريحات التي يطلقها بعض المسؤولين فيها . وأختتم الشيخ الصغير خطبته بالقول ( إن كرامة الأنسان العراقي أعظم من كل سياسة , وسياسة العراق يجب أن تبنى على أساس حفظ كرامة المواطن العراقي وفي أي مكان في العالم لأن كرامة العراقي مقدسة بالنسبة لنا ) .
https://telegram.me/buratha