إعترف «أبو محمد»، الارهابي السعودي المعتقل السابق لدى القوات الأميركية في العراق، بخطأ ذهابه إلى هذا البلد، على رغم أنه فعل ذلك رغبة منه «في نصرة إخواني العراقيين»، لكنه اكتشف بعد وصوله أنه ليس سوى سلعة تبيعها هذه العصابة من تلك، وفق ما جاء في اعترافاته التي بثتها القناة الأولى في التلفزيون السعودي ليل أمس في اطار برنامج «همومنا».
وقال «أبو محمد» الذي أمضى نحو ثلاثة أعوام في سجون القوات الأميركية في العراق: «ذهبت إلى هناك لنصرة إخواني، لكني وجدت نفسي أمام وسيط لأمير الدولة الإسلامية في العراق طلب مني أن أبايع أبو عمر البغدادي، وبعدما أعطيت الوسيط البيعة، طلب مني أن اختار بين أن أكون مقاتلاً في الدولة الإسلامية أو استشهاديا».
وأضاف أبو محمد: «في بداية الأمر خيروني بين أن أكون مقاتلاً أو استشهادياً، لكنهم استدركوا وأوضحوا لي أنهم وفي هذه الأيام لا يستقبلون مقاتلين وإنما انتحاريين». وزاد: «ولكوني أمضيت شهوراً عدة قبل أن أصل إلى هذا المكان حيث أُخذ مني جواز سفري ونقلت إلى أكثر من مكان في الصحراء، اضطررت الى القبول بتسجيل اسمي في قوائم الانتحاريين، خصوصاً وأن التراجع أصبح صعباً في ظل الضغوط النفسية التي تعرضت لها قبل ذلك وبعده».
وأشار «أبو محمد» في شهادته إلى أن غالبية الانتحاريين في العراق من السعوديين، لافتاً إلى أنه أمضى نحو شهر بعد تسجيل اسمه في قوائم الانتحاريين ينتقل من منزل إلى آخر، وفي نهاية المطاف استدعي لتسلم المهمة، وفي اليوم المحدد «سلمني الشخص المسؤول عني الى أشخاص (عراقيين) آخرين، أحدهم سلمني بدوره إلى الشرطة العراقية التي سلمتني إلى القوات الأميركية». وأوضح أنه عرف بأن المسؤول عنه «باعه إلى الشرطة العراقية في مقابل مبلغ مالي»، مشيراً إلى أنه أمضى في المعتقلات الأميركية نحو سبعة شهور، وقال: «ظروف السجن سيئة... والحقيقة ما مسّوني (الأميركيون) بأذى، لكن الضغط النفسي كان شديدا، خصوصاً أنهم كانوا يقولون لي إنني سأعدم أو سأسلم إلى وزارة الداخلية العراقية.
ووصف «أبو محمد» الوضع النفسي والصحي للشبان السعوديين الذين التقاهم في السجون بأنه «سيء جداً» وقال: «معظمهم يتمنى لو يعود به الزمن إلى ما قبل ذهابه إلى العراق» بحجة الجهاد، مشيراً إلى أن أعمارهم تتراوح بين 20 و 26 عاماً، والى ان بعضهم فكّر جدياً في الانتحار، بسبب ظروف الاعتقال ولبعده عن أهله
الحياة
https://telegram.me/buratha