جعفر التلعفريأستذكر أهالي مدينة تلعفر، اليوم الأكثر دمويةً في تاريخ المدينة، اليوم الذي استشهد فيه أكثر من (100) شخص بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، وأصيب أكثر من (350) آخرين وتهدم أكثر من (100) منزل و(50) سيارة مدنية جراء انفجار شاحنة مفخخة في حي الوحدة وسط المدينة في 27-3-2007م..وأقيمت احتفالية تأبينية بالمناسبة في موقع الحادث برعاية رابطة قلعة تلعفر الثقافية (التجمع الثقافي) حيث بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء..ألقى بعدها المهندس جاسم محمد يونس العباسي كلمة الرابطة، وأكد فيها على عمق المأساة التي يعيشها سكان المنطقة بعد التأخر في تقديم التعويضات لذوي الضحايا، محذراً من المخططات الإرهابية التي تحاول إشعال نار الفتنة الطائفية في المدينة، داعياً إلى التكاثف والوحدة من أجل تشخيص العدو المشترك، ورصّ الصفوف من أجل تحقيق الأمن والبناء والاعمار، واختتم العباسي كلمته بدعوة الحكومة العراقية إلى الإسراع في النظر في قضية المتضررين من الانفجار وإنصافهم أسوةً بالمناطق المنكوبة الأخرى..ثم ألقى الأستاذ علي نقي البياتي كلمةً باسم ذوي الضحايا أشار في بعض جوانبها إلى المعاناة الكبيرة والمأساة التي تعانيها عوائل الضحايا من تدهور الوضع الإنساني لها، وانعدام الخدمات في المنطقة، وافتقار الكثير منها إلى سكن، مع وجود حالات مستعصية لبعض الجرحى تستوجب العلاج خارج العراق..ألقى بعدها العميد نجم عبد الله الجبوري قائممقام مدينة تلعفر كلمةً أعلن فيها عن نية الحكومة العراقية بمعالجة جرحى انفجار حي الوحدة من الحالات المستعصية خارج البلاد، وطالبَ قائمة بأسماء الجرحى والتقارير الطبية التي تؤكد كل حالة إصابة.. وأكد الجبوري: أننا إذ نستذكر الفاجعة الأليمة يجب أن تكون الذكرى حافزاً على أن نكون أكثر يقظة وتلاحماً مع الأجهزة الأمنية لمنع وقوع مثل هذه العمليات الإرهابية.. وكرر الجبوري قوله: ما دام هناك إرهابيٌ واحدٌ في العراق ستكون عينه على تلعفر لان تلعفر مملكة سُلبت من الإرهاب ولن تعود لهم أبداً.. وقال القائممقام: إن الأمن شراكة بين المواطن والمؤسسات الأمنية ولا يمكن تحقيق الاستقرار التام دون تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية.. مضيفاً أن: غاية الإرهاب هي زرع الفتنة الطائفية فنراه يستهدف مناطق معينة بهدف خلق رد فعل انتقامي، مقدماً محاولة تفجير إرهابيَين نفسيهما داخل مسجد الصادق في تلعفر قبل أيام مثالاً واضحاً على ذلك، وعزى تمكن الإرهابيَين من الوصول إلى داخل المسجد إلى عدم تعاون أهالي المنطقة مع القوات الأمنية، ورفض الجبوري إساءة البعض على رجال الشرطة واعتبرها تعاوناً مع الإرهاب، مشيداً بدور القوات الأمنية من الجيش والشرطة..وطالبَ القائممقام أعضاء مجلس النواب من أبناء تلعفر بدورٍ موحد من أجل مدينتهم التي انتخبتهم، والعمل على أن لا تؤثر خلافاتهم السياسية على مساعدة تلعفر.. وقال الجبوري: إن الدم العراقي غالٍ بغض النظر عن الطائفة أو المذهب أو الاتجاه السياسي، فكما لا نقبل بالاعتداء على (السنة) لا نقبل بالاعتداء على (الشيعة).. واختتم الجبوري كلمته بدعوة الأهالي إلى الوحدة وإفشال المخططات الرامية إلى النيل من النسيج الاجتماعي لأبناء المدينة..ألقيت بعدها عدة قصائد بينها قصيدة للشاعر التركماني رضا جولاق اوغلو بعنوان (انفجار حي الوحدة) حيث وصفً الكارثة بـ(هورشيما)، وقصيدة للأستاذ علي محو بعنوان (ابن الشهيد) عبرت عن حالة أم فقدت طفلها الرضيع.. ثم ألقيت عدة كلمات لعدد من مكاتب الأحزاب السياسية واتحاد عشائر تلعفر، حيث أكد ت على التعاون والتكاثف لإعادة بناء المنطقة المهدمة، وإعادة العوائل التي تسكن العراء إلى منازلها، مطالبةً وسائل الإعلام بأداء دورها المطلوب ونقل معاناة الضحايا إلى المسؤولين والرأي العام ليتم تعويضهم ومواساتهم ومعرفة حجم معاناتهم..وأقامت عوائل الضحايا معرضاً لصور الشهداء والجرحى والمنازل المدمرة جراء الاعتداء، التقطت لحظة الانفجار..هذا وحضر الاحتفالية التأبينية العميد إبراهيم الجبوري مدير شرطة تلعفر، واللواء الركن قيس خلف رحيمة آمر اللواء الثاني في الجيش العراقي، والشيخ والي جولاق رئيس مجلس إسناد عشائر مدينتي تلعفر وسنجار، والأستاذ إبراهيم الخانم الأمين العام لرابطة قلعة تلعفر الثقافية، وعدد من شعراء المدينة وشيوخ العشائر والوجهاء ورجال الدين وممثلي الأحزاب السياسية والتجمعات والمنظمات والروابط الثقافية، وجمهور غفير من أبناء السنة والشيعة تعبيراً عن التضامن مع الضحايا وتعزيزاً للوحدة الوطنية بين الطوائف المختلفة..
موسوعة النهرين
https://telegram.me/buratha