المكتب الإعلامي-حازم خويرالجمعة/28-3-2008م
وصف سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد صدر الدين القبانجي المسؤولين عن الاعمال الاجرامية التي تجري من قبل الخارجين عن القانون في البصرة وبقية المحافظات انهم يخافون من حرية الشعب العراقي ومن الانتخابات ومن تجربة أمة مستقرة، كما وصف من يقف وراء تلك الأحداث بأعداء الشعب وعناصر حزب البعث المقبور ومجموعات لا تريد مسيرات الصلاح والتقوى للشعب العراقي.
جاء ذلك في خطبتي صلاة الجمعة التي أقيمت في الحسينية الفاطمية الكبرى في النجف الأشرف بحضور جمع غفير من المؤمنين والمؤمنات. وتناول إمام جمعة النجف في الخطبة السياسية ثلاثة محاور هي: الأحداث والاضطرابات الأخيرة في العراق، وذكرى سقوط الطاغية صدام، وذكرى شهادة المفكر الإسلامي آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(رض).
حيث أشار في المحور الأول إلى سبعة حقائق في تقييمه للاحداث الاخيرة في العراق هي: الأولى: أن العنف يفتقد إلى المبرر الشرعي والقانوني مهما كانت أسبابه، وقال: استهداف المستشفيات، ومراكز الشرطة، والمجمعات السكنية، بالقذائف يفقد هذا العمل مبرره الشرعي والمسؤولين عنه فاقدي الوجدان، كما يفقد مبرره القانوني باستهدافه النفط والكهرباء لأنه سيسقط شعب بأكمله وليس الحكومة، مشدداًّ في الوقت نفسه على ضرورة أن يدين الجميع هذا العمل.
وفي الحقيقة الثانية، أشار السيد القبانجي أن الشعب العراقي هو الذي يدفع الضريبة ببقائه بلا وقود أو كهرباء أو طعام. وأكد في الحقيقة الثالثة إن هذه الأعمال والأساليب خاسرة ولن تحقق النصر، وأن العناصر التي تقف وراءها مخترقة للعديد من المكونات وإنها بدأت تتضح، ووصفهم بالمفلسين في بعض القوائم السياسية ويعلمون أنهم لن يحصلوا على شيء في الانتخابات القادمة.
وفي الحقيقة الرابعة دعا إمام جمعة النجف الأشرف إلى اعتماد السبل القانونية كالحوار وتبادل السلطة كما يجري في كل العالم. مؤكداً بالقول: إن قدوة تلك العناصر والمجموعات هو بلا شك( صدام) الذي كانت أساليبه القتل والرعب وإطلاق صواريخ أرض-أرض على المناطق الآهلة بالسكان، وأن هذه الأساليب اليوم لا تمت بصلة لا إلى الديمقراطية ولا إلى الإسلامية بل تمت إلى صدام. ودعا سماحته إلى عدم إعطاء الفرصة لأعداء العراق لينفذوا إلى الوسط الملتهب عبر الخلاف.
و في الحقيقة السادسة دعا امام جمعة النجف التيار الصدري إلى الوقوف سويا مع قوى الدولة ضد العنف والإرهاب والقاعدة وقطع الرؤوس والمذابح، كما دعا جميع المكونات السياسية للوقوف مع الدولة لمواجهة العنف والإرهاب وعناصر حزب البعث.
على الصعيد ذاته دعا في الحقيقة السابعة دول الجوار التي ستحضر مؤتمر دمشق إلى الوقوف مع الشعب العراقي ومع الشرعية وأضاف: لا نقبل منهم الوقوف متفرجين أو الوقوف إعلامياً أو غير إعلامي مع العنف والإرهاب والعناصر المتمردة.
وفي المحور الثاني دعا سماحة السيد القبانجي بمناسبة الذكرى الخامسة لسقوط صدام وتحرر العراق والعراقيين الى تصحيح اعلامي حول ما يقال عن سقوط صدام ،واضاف:السقوط ليس سقوط بغداد بل نجاة بغداد ونجاة العراق والعراقيين،مشيرا إلى أن عدّة سقوطات قد تتالت هي: سقوط حزب البعث، وسقوط فكر البعث المتمثل بالعنف والحديد والنار، وأضاف: ننتظر سقوط أخلاق البعث التي تأثر بها الكثير كالرشوة، والفساد الإداري، وضرب الناس، وضرب المصالح العامة، مشدداً في الوقت نفسه على ضرورة محاربة وإسقاط تلك الأخلاق، وان على العراقيين أن يشنوا حرباً ثالثة ضد الفساد الإداري بعد نجاحهم في حربهم ضد الإرهاب.
إلى ذلك فقد دعا إمام جمعة النجف الأشرف السلطتين التشريعية والتنفيذية في محافظة النجف الأشرف خصوصا وفي العراق عموما إلى التصدي وإعلان حرب حقيقة وجادة ضد الفساد الإداري وليس بالشعارات ، كما دعا الجمهور إلى الوقوف إلى جانب مؤسسات الدولة المختلفة بإتجاه مكافحة الفساد الإداري والمالي، وأضاف: نحن منتصرون في حرب الفساد الإداري بإذن الله تعالى.
وفي المحور الثالث وهو ذكرى استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر(رض) واخته العلوية المظلومة بنت الهدى(رض) أشار سماحة العلامة والمفكر الإسلامي السيد صدر الدين القبانجي (دام عزه) إلى عدّة مفردات في خطاب الشهيد الصدر الإعلامي والسياسي منها: الوحدة، وتحرير العراق وتأسيس نظام جديد عادل مستقر، وان المرجعية الدينية هي الحصن الواقي عن كثير من ألوان الضياع والانحراف، واعتماد الجماهير، والصبر والتضحية.
ودعا سماحته إلى ضرورة العمل بإتجاه بناء نظام سياسي حر عادل بعيد عن الفوضى والاضطرابات، مشيرا إلى ان التجربة العراقية لم تصنعها أمريكا ولا الغرب ولا الاحزاب السياسية بل صنعها الجمهور بتوجيه المرجعية الدينية واشتراك المكونات السياسية ودخول العامل الدولي.
وفي الخطبة الدينية تحدث إمام جمعة النجف الأشرف عن قانوني البلاء والدعاء في القرآن الكريم بعد أن يرسل الله تبارك وتعالى نبياً على أمة من الأمم، مؤكداً أن الله سبحانه يريد بذلك اكتشاف صبر وتضرع تلك الأمة، مستشهداً بعدد من آيات القرآن الكريم بهذا الشأن.
إلى ذلك فقد اعتبر سماحته ان الأحداث الداخلية الأخيرة التي يشهدها العراق ليست بعيدة عن قانون البلاء وقانون الدعاء، مشيراً في الوقت نفسه إلى فرح الكثير من الشامتين في العالم العربي لتلك الاضطرابات، داعياً سماحته إلى توحيد كلمة العراقيين وجمع شملهم في مقابل أولئك الذين تكالبوا على العراق والعراقيين لخمس سنوات مضت في الوقت الذي لم يتكالبوا حتى على إسرائيل.
https://telegram.me/buratha