قال مدير العمليات في وزارة الدفاع العراقية، الخميس، إن العمليات العسكرية التي تنفذ في البصرة تستهدف من اسماهم "حيتان البترول" الذين يمارسون نشاطاتهم "الإرهابية"، والخارجين عن القانون من الميليشيات. مشددا على أنها ليست موجهة ضد "جيش المهدي" كتيار أو أي كتلة معينة.
وأضاف مدير العمليات اللواء عبد العزيز محمد جاسم العبيدي، خلال مؤتمر صحفي عقده في بغداد اليوم (الخميس)، أن "العمليات العسكرية التي تنفذ حاليا في محافظة البصرة مستمرة في استهداف حيتان البترول، الذين يشكلون مافيا النفط في الموانىء ويمارسون عمليات التهريب والنشاطات الأخرى الإرهابية، تحت غطاء الدين والسياسة."وذكر أن تلك العمليات موجهة أيضا " لمحاربة الخارجين عن القانون من الميليشيات"، مشددا على أنها "لاتستهدف جيش المهدي كتيار، أو أي كتلة سياسية أو دينية معينة."
وكشف العبيدي أن العمليات العسكرية "جاءت بعد تشكيل قيادة عمليات البصرة، منذ أربعة أشهر، وتولي اللواء موحان الظاهر القيادة فيها، والذي قدم تقريره الأمني عن الوضع في المدينة، عن الأربعة أشهر الماضية، إلى القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء نوري المالكي."
وأشار إلى أن المالكي، بعد تلقيه التقرير الأمني من اللواء الظاهر، طلب "تقديم الأسلحة والمعدات والتعزيزات لقوات الأمن في البصرة، وصولاً إلى تنفيذ العملية العسكرية" الحالية. وأوضح مدير عمليات وزارة الدفاع أن العمليات العسكرية في البصرة "بدأت في الخامسة من فجر (25) آذار/ مارس الجاري، بدخول قوات الأمن العراقية إلى منطقة الجمهورية وسط المدينة حيث عملت على تطويقها وتفتيشها بحثاً عن السلاح، بناء على معلومات استخبارية ومذكرات قبض بحق بعض المطلوبين."
ولفت إلى أن قيادة عمليات البصرة "لديها أسماء لأشخاص معينين مطلوبين للقضاء العراقي نتيجة قيامهم بعمليات مسلحة"، مضيفا بأن هؤلاء المطلوبين "ينتمون إلى منظمات غايتها عدم استتباب الأمن في محافظة البصرة، وتعميم الفوضى"، دون أن يكشف عن تلك المنظمات.
وذكر العبيدي أن فرقتين من الجيش العراقي "تشاركان في العمليات التي تجري بالبصرة"، معتبرا أن تلك العمليات "حرب مدن ضد عصابات أعضائها من الميليشيات الخارجين عن القانون." وقال إن القوات أثناء تنفيذها العمليات "تتوخى الحذر في التعامل مع المواطنين، ولاتبادر بالهجوم بإطلاق النار إلا بعد مهاجمتها من قبل المسلحين." وشدد اللواء جاسم العبيدي على أن الوضع الإقتصادي في البصرة، المتمثل بعملية تصدير النفط "لم يتأثر جراء العمليات العسكرية التي يجري تنفيذها" حاليا.
ودعا العبيدي الفضائيات العراقية إلى الحرص في نقل المعلومات الأمنية، بقوله " أدعو القنوات الفضائية العراقية إلى توخي الحذر في نقل المعلومات والأخبار، خاصة الأمنية منها." وضرب مدير عمليات وزارة الدفاع مثلا على تلك الأخبار "غيرالحقيقة"، قائلا "فهناك خبر نقل عن ضرب مسلحين لمركز للشرطة في الكوت، وتذيعه بعض القنوات الفضائية على أن الميليشيات المسلحة تفرض سيطرتها على المحافظة الكوت"، مشددا على أن ذلك "غير صحيح."
وفي رده على سؤال، خلال المؤتمر الصحفي عن الإشتباكات التي تجري في البصرة بين القوات الحكومية وجيش المهدي قال العبيدي "العملية العسكرية والأمنية التي تنفذ في البصرة لا تستهدف تيارا أو كتلة سياسية معينة."وتابع "بل العملية مبنية على أساس مطاردة المجرمين المتواجدين في المحافظة، من خلال تطويق وتفتيش المناطق التي ينشطون فيها." وشدد على أن العملية "ستستمر، في حالة عدم استجابة المسلحين المغرر بهم لدعوة رئيس الوزراء بإلقاء السلاح خلال ثلاثة أيام، كشرط لشمولهم بقانون العفو العام، وإلا عرضوا أنفسهم للمساءلة القانونية."
وكان رئيس الوزراء دعا، في بيان صدر أمس الأربعاء، من اسماهم " المغرر بهم ممن حملوا السلاح بوجه القوات الأمنية، أن يقوموا بتسليم أنفسهم وأسلحتهم، خلال (72) ساعة، إلى أقرب مركز للشرطة أو نقطة أمنية."واشترط رئيس الوزراء أن يقدم هؤلاء " تعهدا خطيا بالتزامهم وحفاظهم على القانون"، وقال إنه "بخلاف ذلك، سيتعرضون للعقوبات وفقا للقانون."
وعن إلقاء اللوم على القوات البريطانية في تدهور الوضع الأمني بالبصرة، بعد تسليمها ملف المدينة الأمني للسلطات العراقية، قال العبيدي "نحن لانلقي باللوم على القوات البريطانية، لأننا تسلمنا الملف الأمني منها بالفعل، وشكلنا قيادة عمليات في المحافظة." وإردف قائلا " إلا أن القضية بالتحديد تتمثل في أن مصالح اقتصادية وسياسية وأمنية لجهات معينة ضربت وتلك الجهات هي التي تغذي الإرهاب وتنفذ سياسات لأجندات خارجية تريد بالبلاد الإنزلاق إلى الهاوية، والعيش داخل دوامة العنف."
وحول أحداث العنف التي شهدتها بغداد، خلال اليومين الماضيين، قال مدير العمليات والحركات إن العمليات العسكرية والأمنية التي تنفذ في العاصمة "تستهدف المسلحين الذين يمنعون المواطنين من الذهاب إلى أعمالهم، ويوجهون العصيان المدني السلمي إلى عمليات مسلحة تستهدف حياة المواطن." وشدد العبيدي على ضرورة أن يميز المواطنون "بين العصيان المدني في حالة الوضع الأمني المستقر، والعصيان المدني في حالة عدم الإستقرار في البلاد والتي نتعامل معها على أنها إرهاب، بسبب استخدام السلاح."
وكان عدد من قيادات التيار الصدري دعوا، منذ الإثنين الماضي، إلى تنظيم حملة عصيان مدني في جانب الكرخ من العاصمة بغداد، للمطالبة بالإفراج عن أعضاء وأنصار التيار المعتقلين منذ فترة، ولوقف ما اسموه بـ "المداهمات والملاحقات" من جانب الأجهزة الأمنية لمؤيدي التيار.
https://telegram.me/buratha