نفى الشيخ علي الحاتم سليمان رئيس الجبهة الوطنية لانقاذ العراق وجود أية مباحثات مباشرة مع الحزب الإسلامي بل تمت عن طريق جهات عراقية كالبرلمانيين والدكتور محمود المشهداني والحكومة العراقية حتى الجانب الأميركي تدخل في الموضوع. واكد الحاتم أن المشكلة المطروحة مع الحزب الإسلامي واضحة، واتهمه بتسلم محافظة الأنبار الى "تنظيم القاعدة"و المسؤول عن هدم الأنبار كما أن هذا الحزب لم يأت الى مجلس المحافظة عن طريق الأنتخابات والتي لم تحصل نهائيا في المحافظة ، وتساءل "كيف أتى؟"
وقال" ليس لدينا أي مانع اذا كان السياسيين يريدون ان ننسحب من الشارع ونعيدهم تحت سيطرة القاعدة فاما يريدوا ارادتنا او ننسحب ويمكنكم أن تروا الآن كم هي عدد الهجمات التي تشن على المنطقة الخضراء هي صفر وسابقا كانت تتعرض باستمرار للهجمات وأكرر الأمر عائد لهم بقبول تواجدنا على الساحة العراقية" .
وشدد الحاتم بانه لا يريد ادخال اهالي الانبار بمشكلة جديدة ، بعد تحريرها من تنظيم القاعدة ، لكن الاهالي والعشائر فيها تدعم مطالب جبهته الثمانية ، والتي تبدأ بخروج الحزب الإسلامي من محافظة الانبار ، واضاف "ما أود قوله أن محافظة الانبار ولسنتين كانت بيد القاعدة وقد ترك الحزب الإسلامي المحافظة وهرب وبعد أن تم تحريرها، يدعي أنه أنتخب بصورة شرعية وهذا كلام فارغ ، أين المشاريع لاعادة اعمار الانبار وأين مواد البطاقة التموينية وما وعدوا به أبناء المحافظة واتساءل أين التعويض للمواطنين الذين تضرروا ؟؟. وأضاف "اقسم بالله لو أن الأرصفة لديها لسان وتتكلم لصرخت الغوث من الصبغ فكل يوم بلون وهذا ما قبضناه من الحزب الإسلامي ، ولذا اكرر دعوتي لهم بأن يغادروا المحافظة ولا تراجع عن هذا الكلام" .
وندد الحاتم بموقف الحكومة العراقية لعدم أتخاذها موقفا حازما ضد مجلس محافظة الأنبار رغم المناشدات المقدمة قائلا "لم نر تحركا جادا من قبلها لتجميد هذا المجلس كما أن رئيس الوزراء له الصلاحية التامة حسب قانون الطوارئ أن يحل المجلس ويعيد من جديد لكنه لم يتحرك كما أن القوات الأميركية على علم ويقين بالسرقات والممارسات الخاطئة التي يمارسها مجلس المحافظة عن طريق الحزب الإسلامي الذي يمتلك عصابات في محافظة الأنبار تمتهن عمليات الأغتيال ضد رؤساء القبائل والعشائر وقيادي الصحوة والأنقاذ" . وشدد على أن العشائر التي طردت تنظيم القاعدة ،قادرة على طرد الحزب الإسلامي لأنهم أناس حتى الأسلام بريء منهم حتى لا يعرفون معنى الأسلام لأننا لم نرى منهم الخير يوما .
وعن اسباب خلافه مع الحزب الإسلامي ، هل مبني على أساس المصلحة العامة أم لخلافات شخصية قال" ليس هناك أية علاقات ما بيننا وبينهم حتى نعتمد الموضوع لاسباب خلافات شخصية ولثبات حسن النية نحن لا نرغب بالوصول الى كرسي الحكم أو منصب حكومي غايتنا فقط خدمة المحافظة ودعني أقول فلينفذوا طلبتنا ويعلموا باخلاص للمحافظة ونحن نعفو عنهم" .
وبدأت حدة السجال العشائري بين تشكيلات الصحوة ، وبين الحزب الإسلامي ما بعد نجاح تشكيلات الصحوة التي تدعمها هذه العشائر، مع قيادات الحزب الإسلامي في المحافظة ، والتي تتهم بالفساد الاداري والمالي ، ويلفت شيخ عشائر الدليم ، الى ان الاوضاع الحالية في هذه المحافظة " غير جيدة " ، مشددا على انها " تقف على حافة متدنية جدا فليس هناك اي حركة لعجلة الأقتصاد ما بعد التحرير من القاعدة ، ابناؤنا بحاجة الى عمل وهذا ما يقوله الواقع و حتى يستبشر اهالي الانبار بالخير حتى الآن،ولا يوجد أي شيء ممكن لبناء الأمل عليه". ويبقى الوضع مختلا ببقاء الحزب الإسلامي في الأنبار، من وجهة نظره، ويطالبه بمغادرة هذه المحافظة بدون مشاكل او ان يعيد الأنتخابات بصورة سريعة او يقدم لنا كشف بالميزانيات التي صرفت، متسائلا "أين هذه الاموال،وحتى المواطن الآن يتساءل أين حقوقي؟؟" .
ويركز الحاتم على اهمية حل مجلس المحافظة وبناءه من جديد وكشف شفاف لصرف الميزانية المخصصة لمحافظة الانبار، وتطبيقها على أرض الواقع ، مشيرا الى ان قيادات الحزب الإسلامي في المحافظة غير موجودين فيها، حسب قولهم، بل كانوا متواجدين في الأردن وسوريا وقسم منهم في بغداد. مبينا ان جميع الخدمات معدومة في المحافظة من المشتقات النفطية أو الماء و الكهرباء بل ان ميزانيات تلك المشاريع وباعتراف عدد من الضباط الأميركان تسلم الى مجلس المحافظة وتتحول الى الأردن في حسابات شخصية .
وعن الشروط التي اعلن عنها الشيخ حميد الهايس للصلح مع الحزب الإسلامي قال ان الشيخ حميد الهايس والشيخ احمد ابو ريشة وباقي القياديين الموجودين في المحافظة كلنا على أتفاق تام والتواصل مستمر بيننا والشروط الثمانية طرحت ولم ينفذ منها أي شرط وقد مضى شهر ونصف عندما أعطى الشيخ ابو ريشة لهم المهلة المحددة .
لافتا من أهم االشروط التي حددت هي توزيع الدرجات الوظيفية التي تم الحصول عليها من رئيس الوزراء نوري المالكي والبالغة 6000 درجة وايضا حل مجلس المحافظة وبناؤه بصورة صحيحة ومتوازنة فضلا عن تقسيم المشاريع على أساس المناطق ليستفيد منها المواطنين بالأضافة الى كثير من الأمور التي لم يلتزم بها الحزب الإسلامي ولن يلتزم بها ، على حد قوله .
وعن صحة المعلومات التي تفيد قيام تنظيم القاعدة بتوزيع منشورات واقراص مدمجة في المحافظة نفى الحاتم ان تكون القاعدة من قام بذلك بل هي" حماس العراق" الجناح العسكري التابع للحزب الإسلامي وقال "سبق ان ذكرت ، ليس من المعقول ان نعلق كل شيء على القاعدة فالقاعدة هي هدف رئيسي نحاربه ولكن الأخطر من القاعدة هم هؤلاء التابعين لبعض الكيانات السياسية فالحزب الإسلامي يقود عصابة في الأنبار والمنشورات هم من اعطاها للصحفيين ولبعض رجال الدين مؤكدا انهم يمارسون دورهم الحقيقي في طريق العصابات" .
وقال في حال رفض الحزب الإسلامي المغادرة أننا لسنا بعاجزين عن شيء ولكن لا نريد الخروج عن القانون كما أن الحزب الإسلامي عليه أن يفهم شيئا محددا ليس كل شيء نضعه في اطار القانون فلدينا عرف عشائري وثالثا نحن لا نريد غير حقوقنا فليخرج الحزب من الأنبار فهل هو منزل من السماء حتى نرضخ له، محذرا في كلامه اذا لم يخرج الإسلامي عند تلك الساعة سيرى ماذا نفعل دون ان يحدد ما الذي سينفذ مكتفيا بالقول الذي يقدرنا الله عليه سنفعله وفق القانون والشرع .
مشددا في الوقت نفسه اننا لا نريد ان نجر ابناء الأنبار الى أي مشكلة وحتى العشائر مع علمنا انهم يساندون موقفنا ولكن المشكلة نحن نعرف كيف نتعامل معها بحكمة واما أن ندخل المحافظة في مشكلة جديدة بعد أن أخرجناها من مشاكل سابقة فهذا شيء لن نرضاه.
وقال " الأنبار الآن بحاجة الى الدعم وليس اعادتهم الى نقطة الصفر وأؤكد لن نسمح باعادة محافظة الأنبار الى العهد السابق والمشاكل وتصرفنا مع الحزب الإسلامي سيكون وفق شيء مدروس والكثير من الطرق التي ستجعل الحزب نادما لأنه دخل محافظة الأنبار" .
وعن الدعم الحكومي للمحافظة قال انه جيد جدا ولكن الحزب الإسلامي لا يريد للمواطن ان يعيش براحة بل يريد أبقاءه في قلق دائم حتى يسيطر على المحافظة وممتلكاتها وأعطي مثلا على ذلك بعد مفاتحتنا ولقاءاتنا مع كثير من الوزراء تم الأتفاق على نقل المنتوجات النفطية للمحافظة لكن الحزب الإسلامي رفض ذلك وطالب بان تكون عن طريقه،مشيرا الى حصول الانبار على منحة بقيمة 50 مليون دولار الى قطاع الصحة، وقال "جاء رافع العيساوي والذي لا نعرف ما هي وظيفته وناقش مع مدير الصحة ضمن أجتماع سري حتى يروا كيفية تبويب وتأطير هذا المبلغ حتى يحول الى حسابات خارجية"
الجدير بالذكر ان العيساوي يراس مجلس الانبار للاعمار ، وهو تشكيل قيادي للاشراف على اعمال مجلس المحافظة من قبل الحزب الإسلامي ، الامر الذي ترفضه جبهة الحاتم ومساندوها من العشائر في الانبار .
وفيما لو تم دعوة مجلس انقاذ الأنبار للتمثيل الحكومي على اثر الرغبة بترميم الحكومة قال " أتصلت برئيس مجلس النواب وبعض اعضاء جبهة التوافق وتكلمت معهم واعطيتهم مهلة أسبوع حتى يرجعوا للحكومة وما طرح من الجبهة غير مقبول بهذه التصرفات بأن الحكومة فيها خلل وبنظري الخلل الحقيقي هو ان السياسيين بينهم غير متفقين والآن القوة الحقيقية التي تفرض على السياسيين هي الشارع العراقي" ، مشيرا الى ان التضحيات التي قدمها اهالي الانبار وعشائرها ومحاربة القاعدة وبالتالي يأتي السياسي ويرغب بعودتنا الى نقطة الصفر فهذا" لا نقبل به" . ودعا جبهة التوافق ان تعود الى مكانها الحقيقي ولكن ليس بوزرائها وقال" لن نسمح لأي برلماني أن يصبح وزيرا بل من خلال ترشيحنا نحن ابناء المحافظة يتم اختيار الوزراء" . ونفى الحاتم ان تكون جبهة التوافق هي الممثل الوحيد للعرب السنة فهناك أتفاق ما بين محافظات الأنبار وصلاح الدين وبغداد ليس هناك ممثل لنا مؤكدا أن الجبهة الوطنية لأنقاذ العراق هي كيان سياسي مفتوح مدعوم من قبل العشائر القوية في العراق موضحا ان الجبهة لا تعتمد على المذهبية او العنصرية بل على الكفاءة والوطنية وهي مفتوحة .
وتابع "اكملت الجبهة استعدادتها للأنتخابات المقبلة المحلية والبرلمانية و لن يكون هنالك تصادم مع جبهة التوافق بأعتبارنا القوة الشعبية ، وممكن عندما تشكل الأمانة العامة للجبهة فالأمر متروك للسياسيين في الجبهة وربما يتم التحالف مع التوافق أو مع الأكراد وهذا شيء سابق لأوانه" .
وعبر الحاتم عن عدم اكتراثه فيما لو رحبت القوى السياسية أو لم ترحب بالجبهة قائلا "لدينا ما يؤهلنا وساهمنا في الكثير قياسا للسياسيين الحاليين فماذا فعلوا فقط اتوا على ظهور الدبابات ودمروا العراق ".
وقال" سندخل بقوة ولن نكترث لأحد وربما اتى الكثير من الشخصيات من الخارج ويحمل معه شهادة طولها ( متر ) ويتبجح بها ولكن هناك احد منهم قاتل ووقف بوجه الكثير من الصعاب فنحن أهل العراق ولسنا ممن كان في الخارج أو مستوردين او حصلنا على دعم خارجي ". وبين ان الجبهة الوطنية هي ليست فقط للأنبار بل هي مفتوحة لكل العراقيين وفي طموحنا وذاتنا نريد بناء عراق حقيقي ليس على أساس الفيدرالية او المادة 140 و لا خربطة العلم أو مشاكل البرلمانيين الذين يناقشون قضايا بعيدة عن حياة .
ورفض الحاتم تنفيذ أي قانون من القوانين التي صدرت من قبة البرلمان بقوله " ليس لدينا أي كنلة تمثلنا في البرلمان فعلى أي أساس يتخذ البرلمان هكذا خطوات لأن التوافق والحزب الإسلامي غير ممثلين لنا" .
ودعا الحكومة والبرلمان الى تنفيذ المادة 65 من الدستور وهي المجلس الأتحادي الذي طالب به طيلة الفترة الماضية ،مؤكدا اي مشروع يقر سنتصدى له في الشارع ولن نكترث الى ما يقولون وهذا حق طبيعي للعراقيين .
الملف برس
https://telegram.me/buratha