كشف القضاء، اليوم الثلاثاء، عن اعترافات أفراد عصابة "يدّعون أنهم من دولة خليجية" ويمارسون عمليات النصب والاحتيال في البصرة عبر استبدال عملات "بلا قيمة" بملايين الدنانير.
وقال قاضي محكمة تحقيق البصرة الثالثة التابعة لرئاسة استئناف البصرة الاتحادية عوني سعد، بحسب بيان للقضاء تلقت السومرية نيوز نسخة منه، إن "المحكمة صدقت أقوال متهمين يمارسون عمليات النصب والاحتيال، أحدهم انتحل شخصية تاجر من دولة البحرين يستخدم الزي العربي الخليجي وادعى بأنه يبحث عن جمعية خيرية لغرض التبرع، فيما يدعي المتهم الثاني أنه يعمل في مكتب صيرفة لإيهام الناس بأن هذه العملة لها قيمة مالية كبيرة، من ثم يتم استخدام شخصين آخرين أحدهم يشتري هذه العملة أمام الضحايا والمتهم الرابع هو سائق سيارة نوع سايبا".
وأضاف سعد، أن "هؤلاء المتهمين وخلال تدوين أقوالهم اعترفوا أنهم يمارسون النصب والاحتيال في مناطق عدة من محافظة البصرة وتكون الأدوار موزعة على كل واحد خلال كل عملية"، مبيناً أن "أحدهم يمثل أنه يبحث عن جمعية خيرية ويروج على أنه تاجر من دولة خليجية ويسعى للتبرع بمبالغ مالية كبيرة لغرض إيهام الضحايا، إذ يعرض على الضحايا شراء عملة اجنبية عديمة القيمة وإيهامهم مستعينا بمتهم آخر بعد الذهاب اليه برفقة الضحايا بأنه صيرفي والذي يؤكد للضحايا بأن هذه العملة تساوي 275 ألف دينار عراقي، فيما يقدم متهم آخر وهو الشخص الثالث على شراء هذه العملة لإغراء الضحايا بشراء أكبر كمية منها".
وتابع القاضي، أن "هذه العمليات شكلت حالات كثيرة ومنتشرة في المحافظة منذ أكثر من عشر سنوات والتي يكون ضحيتها من النساء والرجال المسنين، وأن أكثر المناطق رواجاً لمثل هكذا عمليات تكون في مركز محافظة البصرة"، مشيراً إلى أن "المحكمة صدقت أقوالهم وفقا لأحكام المادة 456 من قانون العقوبات العراقي وبصدد إحالتهم الى محكمة الموضوع ليناولوا جزاءهم العادل، وأن المحاكم المختصة في البصرة أصدرت أحكاما مختلفة بحق مدانين عن دعاوى مشابهة لهكذا حالات".
من جانبه، قال أحد المتهمين المدعو (ف.ع.ك) وهو من مواليد 1975 من أهالي البصرة، بحسب البيان، إنه "كان يعمل سابقاً شرطياً منسوباً إلى مديرية أفواج البصرة وتم فصله بسبب الغياب"، واعترف بأنه "مع متهمين آخرين قاموا بثلاث عمليات في البصرة".
وتحدث المتهم عن العملية الأولى التي "كانت قبل حوالي 3 أشهر تقريباً حيث كان يتجول في سيارته نوع سايبا في مناطق البصرة لغرض التنفيذ، وفي الساعة التاسعة صباحا وعند مرورهم في منطقة الطويسة شاهدوا امرأة كبيرة بالسن كانت تسير فيما قام أحد المتهمين بالترجل والتقرب منها حيث ادعى بأنه من دولة البحرين، موضحاً بأن لديه مبالغ مالية كبيرة وأنه يروم تصريفها من أجل دفع تلك المبالغ كمساعدات للفقراء والمحتاجين".
ومضى المتهم إلى القول إن شريكه "قام بالحديث معها وإعطائها عملة أوروبية لاقيمة لها (لا يتم التداول بها) والتي كان يجلبها من بغداد وقد تم خداع تلك المرأة وإيهامها بان تلك العملة قيمتها أكبر من قيمة الدولار الأميركي ويمكنها تصريفها والاستفادة من قيمتها بعد الاستعانة بمتهم آخر بحجة أنه يعمل في (مكتب صيرفة) وقد تم الاتفاق معها على أخذ المصوغات الذهبية العائدة لها وقيمتها تقدر بحوالي سبعة ملايين دينار عراقي وإعطائها تلك المبالغ المزيفة".
وفي حديثه عن العملية الثانية، قال المتهم إنه "قام مع المتهمين أنفسهم بالتجول أيضاً بسيارته في منطقة الجمعيات شاهدوا رجلا متوسط العمر يسير بالقرب من الشارع العام في منطقة الجمعيات، وأثناء ذلك ترجل المتهم الذي يدعي أنه من دولة البحرين وكان يرتدي الزي العربي وبين له بأن لديه مبالغ مالية كبيرة ويروم تصريفها لدفع تلك المبالغ كمساعدات للفقراء والمحتاجين فقام بالحديث معه وخداعه وإيهامه بأن تلك العملة قيمتها أكبر من قيمة الدولار الأميركي ويمكنه تصريفها والاستفادة من قيمتها وقد جرى إقناعه وأخذ مبلغاً قدره ثلاثة ملايين دينار من ذلك الرجل".
ولفت إلى أن "العملية الثالثة كانت قبل شهرين حيث قام مع نفس المتهمين بالتجول بسيارته نوع سايبا في منطقة المعقل لغرض تنفيذ إحدى عمليات النصب والاحتيال، وعند الساعة التاسعة صباحاً شاهدوا رجلاً متوسط العمر يسير في منطقة حي الشهداء بالقرب من نادي الميناء الرياضي وترجل المتهم الذي يرتدي الزي العربي وحسب الاتفاق معهم ادعى بانه شخص خليجي وكان يجيد اللكنة الخليجية وأوضح لذلك الرجل بأن لديه مبالغ مالية كبيرة وأنه يروم تصريفها والاستفادة من قيمتها وتم أخذ خمسة ملايين دينار عراقي بعد أن جلب الضحية أمواله التي كانت مودعة لدى مصرف المعقل".
https://telegram.me/buratha
