د. إسماعيل النجار ||
واشنطن تعيش هاجس الحرب بين إسرائيل وحزب الله فأرسلت هوكشتاين على عَجَل إلى بيروت.
على وَقع الأحداث المتفرقة على طول الشريط الحدودي بين لبنان وفلسطين وما طرأَ مؤخراً على الوضع الأمني هناك نتيجة بناء المقاومة لخيمة داخل الأراضي اللبنانية المحتله وتواجد عناصر عسكرية مسلحة فيها، وإقتراب مقاتلي الرضوان من الشريط بشكلٍ واضح وجَلي وجريء يقومون بمراقبة تحركات جيش العدو وتصويرها وتسجيل ملاحظات ساعةِ بساعة وانتزاع كاميرات المراقبة الإسرائيلية،
فإن الخوف الصهيوني تفاقمَ من إختلال موازين القِوَىَ وتآكل الردع الإسرائيلي وعجز الجيش عن القيام بأي رد فعل على الإستفزازات الحاصلة ضده من جهة عناصر المقاومة حسب تعبيرهُ،
ونتيجة الخوف من وقوع أي خطأ قد يشعل الحدود ويأخذ الأمور إلى معركة واسعه تتيح لحزب الله تنفيذ وعيده بإحتلال الجليل فإن الأميركي أصبح ملزماً بإنقاذ ربيبته من الموقف المحرج الذي وضعتها المقاومة فيه واخراجها من المأزق العالقه بهِ، فأرسلت هوكشتاين إلى لبنان وعلى عَجل ليحاول إنقاذ الموقف وسحب فتيل التفجير جنوباً خوفاً على أمن الكيان الصهيوني،
وكانت المقاومة قد أرسلت منذ مدة طائرة مسيَّرَة دخلت الأجواء الفلسطينية واختفت حيث بدأت إسرائيل رحلة البحث عنها بلا فائدة او اي نتيجة تُذكَر فكانت رسالة قاسية للعدو ان المقاومة ليست عاجزة ولا هي مكبلة الأيدي وأنها قادرة على تحريك السماء كما الأرض وبأي وقت،
الأميركيون يحاولون إنقاذ الموقف الصهيوني بمعالجته عبر بيروت، وفي أجندة هوكشتاين أيضاً حديث سِرِّي بحثه مع قائد الجيش خلال عشاء يُبَرر "اللقاء" وُصِفَ بالعائلي كانَ قد سبقه لقاء آخر في مكتبه في اليرزة قبل ب ٢٤ ساعه،
في التقديرات الأولية أن هوكشتاين بحث مع عَون مهام اليونيفيل وتعاون الجيش اللبناني معها، واستكمال ترسيم الحدود البرية لنزع فتيل أي حرب إقليميه وموضوع ترشيحه إلى الرئاسة بوجه سليمان فرنجية،
أيضاً نستطيع القول بأن الأميركيين أرادوا إستباق زيارة لودريان إلى لبنان المقررة الشهر المقبل بتشكيل جبهة قوية تستطيع مقاومة حزب الله وفريقه عبر طرح مرشح قوي يضاهي مرشح حزب الله الذي لا ترفضه واشنطن بشكل حاسم إنما تحاول ابتزاز حزب الله عبر المساومة عليه إذا نجحت بذلك فسيصبح إسم قائد الجيش خشبه محروقه،
ومن وجهة نظر اميركا فإن إسرائيل مضطرة أن تتعايش مع وجود قوة عسكرية قوية شمال حدود فلسطين تهدد وجود كيانها الغاصب شرط أن لا يُنفذ هذا التهديد، وهذا القبول هوَ لشراء الوقت بإنتظار متغيرات طارئة، وفي الداخل اللبناني تحاول واشنطن خلق توازن مع الثنائي الشيعي عبر طرح إسم جوزف عون، وضمان قيادة الجيش ومديرية المخابرات وحاكمية مصرف لبنان ورئاسة الجمهورية، للإبقاء على مصالحها على قيد الحياة،
ومن المعروف ان لبنان في الواقع هو مستعمرة أميركية بالكامل رغم الحديث الكاذب عن سيطرة حزب الله عليه،
إذاً لدينا وقت قصير لينكشح الضباب عن ما ستؤول إليه الأمور في لبنان داخلياً هو الربع الأخير من شهر أيلول أما يكون هناك رئيس في قصر بعبدا وأما سيعيش لبنان جسد بلا رأس لغاية نهاية ولاية المجلس النيابي الحالي، وليسَ بالإمكان إجراء إنتخابات نيابية مبكرة في ظل الإنقسام العامودي وعدم الإتفاق،
فرنسا إنكسرت شوكتها مقابل صلابة الموقف السعودي الأميركي، والمسترزقين يعرفون تماماً العصا بأي يَد والجزرة بأي يَد، وحزب الله في موقع القوي والمرتاح.
بيروت في...
31/8/2023
https://telegram.me/buratha