د. إسماعيل النجار ||
{ هيَ أخطر مرحلة يَمُر بها وطن الأرز العطشان اليابس، حيث وصلَت الأمور فيه إلى حَد الإنفجار الكبير الذي تُخَطِط وترسُم له واشنطن وتل أبيب بهدف تهجير المسيحيين وإفراغ لبنان منهم وهذا المخطط قديمٌ جديد، وثُمَ إتهام الشيعه بالأمر تبريراً للقضاء عليهم وتهجيرهم أيضاً،
اليوم مجنون يكتب وعلى العاقل أن يقرأ ويفهم بعدما يُشَرِّح الأمور ويدرسها جيداً،
{ وجود الشيعه في لبنان أصبَحَ مشكلة عقيمة بالنسبة لكثيرين لا يستسيغون سياساتهم وطُرُق معالجتهم للإحتلال الصهيوني لأجزاء من أرض لبنان وفلسطين،
حيث عَجِزَ الأميركي والصهيوني عن معالجة هذا الوجود وهذا الحضور،
هذا الوجود الذي حَرَّضَ اللبنانيين على مقاومة الإحتلال وتَصَدَّرَ هذا العمل لا بَل قَدَّمَ الدعم لُمن يرغب أن يكون إلى جانبهم في مسيرة قتال الإحتلال لدحرهِ،
هذا الوجود المتمثل بحركة أمل وحزب الله الذي يعتبره الصهيوني وجهان لعُملَة واحدة لا يمكن إزالته عبر المواجهة المباشره معه، إن كان عبر الجيش الصهيوني او الجيوش الغربية لأنه سيلقىَ تعاطفاً عربياً وإسلامياً كبيراً ويُفشِل كافة المخططات التي رُسِمَت لإزالتهم،
{ لذلك لا بُد من وضع خِطَة مُحكَمَة ولوقتٍ طويل تأتي أُكُلها من الداخل اللبناني وتنجح في إزاحة هذا الخطر عن كاهل إسرائيل والكامن في وجود المقاومة على الحدود مع فلسطين،
{ إسرائيل حاولت كثيراً وخاضت حروب ولم تَتَعِظ من نصائح الأميركيين أنفسهُم الذين جَرَّبوا الأمر عامَي 1982 و 1983 عندما تصدَت لهم وخاضت معهم قوات أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) معارك طاحنة في منطقة الإوزاعي وحول مطار بيروت وعلي مِحوَر الكوكودي والحدث كلية العلوم، وكانت النتيجة 100/0 لصالح أبناء الإمام الصدر،
مجدداً تجدد الصراع بين ابناء الإمام الصدر من رجال امل والمقاومة الإسلامية {حزب الله} على إمتداد وجود الصهاينة فكانت النتيجة 1000/0 لصالح المقاومة،
من هنا كان اليقين ان هؤلاء يجب تدميرهم من الداخل،
بدءَ العمل مع أعوانهم التقليديين في لبنان فكانت القوات [اللآ] لبنانية رأس حربَة هذا المشروع القائم،
وثاني أدواته هم النازحين السوريين الذين مَهَّدَ البرلمان الأوروبي لبقائهم بقرار ثبيت وجودهم دون إرادة اللبنانيين شعبياً ورسمياً بهدف تغيير الخريطة الديمغرافية للبلاد عبر تثبيتهم وتجنيسهم وإشعال فتنة داخلية يكون العنصر السوري أحد أهم عناصرها، للضغط على المسيحيين عبر هذا التغيير ويتم بموجبها ترحيلهم وتهجيرهم،
وثمَ إستخدام القوة الفائضة لدى الطرف الآخر المناوئ للمقاومة لقتالها وإزالة وجود الشيعه كما يكون قد حصل مع المسيحيين وترحيلهم عن لبنان نهائياً عبر إستخدام النفَس المذهبي السني الشيعي في هذا الصراع،
المسألة تحتاج إلى وقت طويل تحتاج لتنفيذها زيادة الضغط الإقتصادي على اللبنانيين لإركاعهم وإخضاعهم، والمراهنة على الأيام عبر هذا الضغط لتنفَض الناس من حول المقاومة، وثم الضغط على الحكومة الللبنانية،
الإنفراج الإقتصادي والمساعدات مقابل تجنيس السوريين ودمجهم في المجتمع وهذا العنصر اهم من تجنيس العنصر الفلسطيني الذي لم تعُد تهتم له أميركا،
وبعد التجنيس سيحصل تغيير سياسي يقضي على الإمتيازات المسيحية حيث تصبح الطائفة السُنَية ثُلثَي عدد سكان لبنان، وبذلك سيرحل المسيحيين طوعاً ومَن يبقىَ يتم ترحيله بالضغط والترهيب قبل أن تدير أميركا سهم البوصلة بإتجاه الشيعه لتنفيذ المرحلة الثانية من اللعبة بإسم الديمقراطية كون الشيعه حينها سيصبحون أقلية تشبه المسيحيين والدروز وهناك سيكون الصدام العسكري هو الحاضر الأوحَد وتصبح الغلبَة لُمَن سيصمد في هذه الحرب،
كل ما ذكرت اولَىَ طلائعهِ بدأَت من قرار البرلمان الأوروبي،
إحذروا توطين السوريين، وإحذروا التجنيس،
مع العلم أن المقاومة عينها لا تنام في الداخل والخارج ومخطط بإذن الله لن يَمُر.
بيروت في...
20/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha