د. إسماعيل النجار ||
هَل هناك ما يُقلُق حزبُ الله فعلياً حتَّى تَشدَّدَ بهذا المستوَىَ في موضوع الإستحقاق الرئاسي؟
ما الذي يُقلِقُهُ فعلياً من المرحلة القادمة؟
ما هيَ هواجسُهُ وما هي الضمانات التي يريدها ويسعى إليها لكي يتهاوَن ويتعاوَن في إنتخاب رئيس للجمهورية؟
يقولون أن حزب الله قَلِق ومُتَوَجِس من وصول رئيس إلى قصر بعبدا يكون مناوئ للمقاومة لذلك هو يسعى بالتصلُب والضغط لقَونَنَة سلاحهُ؟
جُملَة أسئِلَة تُطرَح في السِر والعَلَن همساً وبصوت مرتفع فهل يجيب عليها هذا الحزب الفولاذي الصلب المُغلَق؟
الجواب نعم يُجيب، ولا يترَدَّد في الإجابة على أي سؤال وهوَ مستعد لإيضاح أي فكرة تُشَكِل تساؤلاً لدى اللبنانيين بكل أطيافهم،
حزب الله عندما يقلق من وصول رئيس جمهورية مناوئ له إلى قصر بعبدا، يرفض لأنه لا يريد صدام داخلي معه ولأنه يُشَكِل رأس هرم الدولة وحامي الدستور ولكي لا يرتاح عدونا الأساسي ويستغل أي ثغرة قد يَنفُذ منها إلى الوضع اللبناني الداخلي كما حصلَ في عهد الرئيس السابق ميشال سليمان،
وخصوصاَ أنه الحزب الوحيد الذي أسس مسيرته على شعار شعب وجيش ومقاومة،
ولأن هذا الحزب مُمَثلاً في البرلمان والحكومة ويمثل طائفة كبيرة في البلاد يشعر ومن موقع المسؤولية بأنه معني بتصويب البوصلة الوطنية بإتجاهها الصحيح عندما تنحرِف، ولكي نتفق جميعاً في هذا الوطن على مَن هو الصديق ومَن هو العدو لا بل أصبحنا بحاجة أن نُعَرِّف أجيالنا المُضَلَّلَة مَن هو العدو الحقيقي للبنان، ويجب أن نُشير بأصبعنا إلى إسرائيل وليسَ إلى إيران،
بدليل أن الرئيس السابق ميشال سليمان لم يكُن يعتبر كما كانَ أسلافه أمين الجمَيِّل. وأخيه بشير لا يعتبران إسرائيل عدو! وهو بشخصهِ لم يَكُن يعتبر أن إسرائيل عدو ولو إنه لم يعتبرها صديق،
هذا مِثال بسيط عما سَلَف،
الأمر الآخر لِمَن يَدَّعي بأن حزب الله يريد ضمانات داخلية بهدف قَونَنَة سلاحه فنحنُ نقول له بأن شرعية هذا السلاح حصلَ عليها من خلال معركة تصفية الحساب والرصاص المسكوب وعناقيد الغضب وحرب لبنان الثانية كما أسماها العدو الصهيوني، ومعركة الوعد الصادق كما أسماها الأمين العام للحزب ، أيضاً السلاح استكمل استمداد شرعيته من محاربة الإرهاب وتحرير الجرود والدفاع عن حدود لبنان مع سوريا عندما غزتها جحافل جبهة النُصره وداعش،
من هنا إستَمَدَ سلاح حزب الله شرعيته وهوَ لا يحتاج أن يطلبها من أي جهةٍ أخرى مهما علا شأنها وأياً تَكُن،
إذاً المقاومة التي دافعت عن لبنان وحَمَت ثروته الوطنية وحدودهِ وحررت أرضه وهزمت العدو فلا تحتاج إلى مَن يُحدد هويتها أو يُثني عليها أو يعطيها شهادة بالوطنية وشرعية،
الذين تخاذلوا وتآمروا وخانوا وتعاونوا مع العدو والسفارة الأميركية وغدروا في المقاومة واعترضوا شاحنات سلاحها وصادروها هُم مَن يحتاجون عفواً منها وسماحاً وقبولاً أن يُبقَىَ عليهم حاملين للجنسية اللبنانية، المقاومة مَن يقرر وليسَ هم،
أما للواهمين للمتوجسين للحالمين بأن يجردوها من السلاح نقول استفيقوا قبل أن تَغُطُّوا بنومٍ عميق لا تصحون فيه إلَّا يوم القيامة،
سلاح هذه المقاومة ليسَ مُلكاً لأحد ولا يستطيع أن يقرر عنه أحد صاحبه ولي الأمر وصاحبُ الزمان فلا تُتعبوا أنفسكم فيما لا ينفعكم ولن يوصلكم إلى قرار،
لذلك حزب الله يُفضل الصبر والتريُث قليلاً لإيجاد حلول ترضي الجميع، لأن ذلك أفضل بالنسبة له من الصدام والفوضى التي تريدها أميركا وإسرائيل وللمسترزقين نقول لا تستعجلوا الأمر أيامكم عدد،
تحياتي لكم وحَيْاكم الله،
بيروت في...
6/7/2023
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha