د. إسماعيل النجار ||
تكتيكات وليد جنبلاط السياسية لَم تَمُر على نبيه بِرِّي مرور الكِرام
ودفتر الحسابات فُتِحَ بين الجانبين،
أخطأ سيد المختارة هذه المَرَّة لأنه لم يضبط ساعتهُ جيداً على توقيت سيد عين التينة، أو ربما تناهىَ له بأن الأخير قَد هرِمَ سياسياً وَوَهَنْ!
عجيب أمر وليد جنبلاط الذي إتهم سوريا بقتل والده بعد أربعين عام قضاها على سُفرَة الرئيس حافظ الأسد والرئيس بشار،
واليوم يطعن ب ٤٠ عام من الكفاح المسلح والسياسي كانَ فيها تحت عباءَة أبو مصطفىَ على الدوام!، وهو الذي يعرف تمام المعرفه أنه لولا الرئيس بِرِّي والطائفه الشيعيه تحديداً لَم يستمر في حياته السياسية لغاية هذا اليوم، ومآ كانَ بكتلتهِ هذه بيضَة قبَّان لثلاثين عام، ولو كانَ لدىَ الرئيس بري نوايا سوداء اتجاهه لتقزيمه لكانت ظروفه مختلفه تماماً عما هو ولما وصلت كتلته لأكثر من خمسة نواب،
ولكان إقليم الخروب خارج معادلة الإشتراكي منذ زَمَن،
وليد جنبلاط يتذاكىَ في السياسة ولكن الأصول تقتضي أن لا يعلو رأس التلميذ فوق رأس مُعلمه،
إعلان الحزب التقدمي الإشتراكي إنتخاب جهاد أزعور كانَ واحدة من الأخطاء الجسيمة القاتلة التي فَجَّرَت الوداد بين عين التينه وكليمنصو، وتذاكي جنبلاط الأب لَم يَمُر على الرئيس بِرِّي وفي إتصال أجراه معهُ أثناء وجوده في باريس أكَّدَ له فيه أن خطوتهُ عرجاء وأنَّ التصويت لأزعور كانَ الجدار السميك العالي بين الرجلين لكن كلام جنبلاط الأب الغير مقنع للرئيس بري كانَ بأن ولده تيمور إختار هذا الطريق لأنه قريب من الطرف الآخر بعقلهِ السياسي وهو لم يتدخل!
التبرير برُمَّته لم يُقنع الرئيس بري الذي اعتبر ان ما حصل كانَ بإيحاء من وليد لتيمور وأنه أخطأ لأنه أورثه خلاف مع كامل الطائفه الشيعيه في لبنان، وانتهى الامر عند رفضهِ اعطاء تيمور جنبلاط موعداً في عين التينه،
هذا وتشير المعلومات أن تَوتراً يُخَيِّم على العلاقه بين النائب بلال عبدالله وتيمور جنبلاط بسبب كثرة إطلالاته التلفزيونية وتصريحاته التي فسرها جنبلاط الإبن أنها توحي للناس بأن عبدالله هوَ رئيس الحزب الإشتراكي الفعلي، بعكس هادي أبو الحسن الذي يدلي بتصريحات مقتضبه وبعيدة المسافه فيما بينها، الامر الذي أثار غضبه ودفع به الإيعاز لعلاء ترو لكي يمثلهُ في الإقليم في أكثر من مناسبه كرسالة قوية للعبدالله،
بدورِه النائب مروان حمادة خففَ من إطلالاته التلفزيونية تفادياً لغضب تيمور بيك وحتى لا يلحق برُكَب النائب بلال عبدالله،
بالنسبةِ للرئيس بري سيبقى التباعد قائماً مع جنبلاط حتى تنفيذ أمرين،
الأول.. هو العودة إلى حضن عين التينة وصحنها،
والثاني رسم خارطة طريق لتيمور تمُر عبر كليمنصو عين التينة والمختارة عين التينة وبعدها تصل إلى أي مكان في لبنان،
بيروت في...
21/6/2023
https://telegram.me/buratha