سوريا - لبنان - فلسطين

لبنان/ هل بدأت عقارب الساعه بالعودة إلى الوارء؟!


د.إسماعيل النجار ||

 

·        هل بدأت عقارب الساعه بالعودة إلى الوارء نحو آذار 2005  و5 أيار 2008؟

وهل ينتظرهم ٧ و ١١ أيار من نوع آخر؟

 

الأمور تزداد تَأَزُماً وإنحدار، والإنقسام الشيعي المسيحي أصبَحَ حاداً وعامودياً وخطِراً بإستثناء خيط رفيع مربوطاً بحزب الله حصراً أبقىَ عليه مؤسس التيار الوطني الحُر ميشال عون، الذي إستنجَدَ بدمشق التي زارها بالأمس  وعآدَ منها "بخُفَي" "حُنَين" حيث رفض الرئيس الأسد الغوص في الملف اللبناني بعُمق وكانَ الحديث سطحياً بإمتياز،

وحول الرئاسة أبلغَ الرئيس الأسد عَون أن المخرج الوحيد للأزمة اللبنانية يكون بالحديث المباشر مع السيد حسن نصرالله وأنه وضع ملف بلاده أولويه بالنسبة له ولن يتدخل بالشأن اللبناني بتاتاً،

في الوقت الذي تقوم بهِ ما يُسَمَّىَ بالقِوَىَ السيادية بتجميع نفسها لخوض معركة إسقاط ورقة فرنجية من لائحة الترشيحات عبر حرقها بترشيح جهاد أزعور،

وكأن ما يحصل اليوم يعود بنا في الذاكرَة إلى شهر آذار عام 2005 عندما عقدت قُوَىَ 14 آذار مؤتمرها الأول في فندق البريستول وكانوا حينها يضمون بين صفوفهم لأول مَرَّة قطاعات من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار. فكُنا نَجِد بينهم شيوعيين وإشتراكيين، إلى جانب إنعزاليي "القوات اللبنانية" والأحرار، والتيار الوطني الحر. كما كان بينهم نواباً سُنـّة كمصباح الأحدب وغيره في مركبٍ واحد يرفع علم أميركا.

أيضاً ضَمَّ مؤتمر البريستول سياسيون "موسميون" كجنبلاط، البارع في التقاط التحولات الإقليمية والدولية، وعبقري في معرفة متى وأين يجب أن تُـؤكل كتف التوازنات الجديدة.

من هنا دارت تساؤلات كثيرة حول موقف هذا الرجل اليوم من الإستحقاق الرئاسي وبالتحديد إلى أي جهة سيُهدي أصوات كتلتهُ، وخصوصاً أنه جاهرَ برفضهِ إنتخاب فرنجية مُرَشَح نبيه بري حصراً وهُمآ الإثنين الحليفين الأقوَىَ لهُ،

يهمس البعض في صالونات السياسة الخاصة، هل من المعقول أنه إتفقَ أي "وليد" "جنبلاط" مع الرئيس "نبيه" "بِرِّي" على موقفهُ الحالي الذي يتَخِذَهُ، وهل سيُفَجِر جنبلاط بالإتفاق مع بري قنبله أثناء التصويت لصالح فرنجية ويفاجئ 14 آذار ويقلب الطاولة، أَم أنه تَمَرَّدَ فعلياً عليه في أواخر أيامهُ السياسيةُ وسيذهب إلى خيار إنتخاب جهاد أزعور للهروب من العقوبات الأميركية والملاحقات الأوروبية على مقولَة اللَّهُمَّ نفسي؟،

أيضاً هناك إحتمال ثالث أن يكون جنبلاط إستقال من رئاسة الحزب الإشتراكي ودعا لمؤتمر عام لإنتخاب رئيس له في 25/6 هروباً إلى الأمام من الحَرَج الذي يشكلهُ له هذا الإستحقاق وقَد يُصَوِت في الورقة البيضاء او يمتنع عن التصويت؟

بكل الأحوال حال الغموض القاتمة التي تُخَيِّم على الملف الرئاسي لدىَ جميع الأطراف تخفي نوايا مُبَيَّته من كل طرف إتجاه الآخر وأن مفاجئآت كبيرة ستحصل، وحتى يحين موعد جلاء الضباب سيكون للفوضى كلمتها وإرتفاع سعر صرف الدولار فضاءَهُ مفتوح،

 وستكون البلاد أمام عدَّة إحتمالات مفتوحة أحلاها مُر إذ لَم يتدارك المسؤولون اللبنانيون مخاطر المرحلة ودقتها،

وإلا فنحنُ ذاهبون نحو خضَّة داخلية غير محمودة العواقب لن يخرج منها لبناني منتصِر ولو إنتصر على الأرض وستترك آثارها السلبية لعقود طويلة وهذا ما تريده أميركا للبنان في ظل تقارب عربي إيراني وعربي سوري،

اللبنانيون قد يكتشفون قريباً أن واشنطن لا تريد في الواقع أن يكون  لبنانهم نموذجاً للسيادة والديمقراطية كما يَدَّعون، بل يريدونهُ حلبة ملاكمة لتصفية حسابات مع سوريا والمقاومة، العديد من هذه الحسابات موضوع في خدمة الأمن الاستراتيجي الصهيوني.

لذلك علينا أن نَعي جيداً بأن مصلحتنا تكون بتفاهمنا وليسَ بانقسامنا وتحدي بعضنا أو التغاضي عن هواجس بعضنا البعض،

.. السياديون يأخذون لبنان إلى الهاوية، عقود طويلة

 

بيروت في...

                7/6/2023

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
آخر الاضافات
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك