سوريا - لبنان - فلسطين

سوريا..آخر ايام الأمريكان؟!


 

د. إسماعيل النجار ||

 

هل سيشتعل شمال وشرق سوريا مُجدَّداً وتكون آخر أيام الإحتلال الأميركي ونهاية دولة إقليم كردستان؟.

سؤالٌ بديهي يخطر على بال كُل مراقب ومتابع للمعارك الجارية في أوكرانيا ألتي تتطاير شراراتها نحو منطقتنا ولأن الأحداث التي تدور فيها تشير إلى تحدي أكبر وعلى نَحوٍ متسارع بين القِوَىَ المتصارعة روسيا والناتو وخصوصاً بعد إعلان بريطانيا نيتها تزويد كييڨ بقذائف تحتوي على اليورانيوم المُنَضَب، وَرَدّْ موسكو بأن لديها أسلحة لم تستخدمها بعد وأنها تمتلك الكثير من قذائف اليورانيوم أيضاً، وبأن عدد دباباتها التي تطلق هذه المقذوفات تبلغ ثلاثة أضعاف ما تمتلكه أوكرانيا وتهديدات متبادلة لا تُبشر بالخير،

فانسحبت الشرارة الأولى التي تطايرت من أوكرانيا إلى منطقتنا والتي أشعلت وبشكلٍ مُفاجئ جزء من الشرق الأوسط وتحديداً جبهة شمال وشرق سوريا لمصلحة روسيا إشغال أميركا ورد الضربة لها في المنطقة، حيث إشتعلت معركة بين قوات الحرس الثوري الإيراني من جهة والقوات الأميركية من جهة أُخرَىَ وجرىَ تبادلٌ لقصف صاروخي عنيف بين الطرفين تَطَوَرَ نحو تدخل مباشر لحلفاء إيران من داخل الحدود العراقية وحصول مواجهة بَرِّية على مسافه قصيرة مع الجنود الأميركيين قرب مواقع أميركية في منطقة الجزيرة ودير الزور، في ظِل خروقات جوية روسية متكررة ويومية لأجواء التنف المحظورة أميركياً في أكبر رساله روسية لواشنطن تؤكد فيها موسكو نسف كل الإتفاقيات المُوَقَّعَه بينهما بخصوص منطقة حظر الطيران على شعاع 55 كلم،

التطورات الحاصلة ليسَت صُدفَة لا بَل مدروسة بدقَة من قِبَل أطراف عدة ومنها أمريكا التي إدَّعَت أنَّ طائرة مُسَيَّرَة إيرانية الصنع قصفت موقعاً لجنودها وتسببت بوقوع ضحايا لتبرير قيامها بإعتداء جوي على مخازن حبوب ومواد غذائية تابعه للحرس الثوري وحزب الله،

الأمر صَبَّ في مصلحة روسيا وإيران وأعطاهما مبرراً لإشعال النيران في المواقع الأميركية المنتشرة في عمق المنطقة الشمالية والشرقية،

أما الذي كانَ غير مُتَوَقَّع أميركياً هو الرَد السريع والقاسي على جميع المواقع التابعه لهم من قِبَل الحرس الثوري وفصائل المقاومة داخل العراق وسوريا ثُمَ جاءَ الرَد على الرَد ليتفاقم الوضع أكثر ويصبح أكثر خطورة ويتحول إلى معركة بكل معنى الكلمة تبادلَ خلالها الطرفين قصفاً صاروخياً عنيفاً ومدمراً، وأنسحبت أجواء المعركة على المواقع الأرضية القريبة من بعضها البعض ليحصل إشتباك بَرِّي على مسافات قريبة جداً سقط خلالها قتلَىَ وجرحى بينهما تكتَم الجانب الأميركي على خسائِرِه فيها،

المعركة هناك تدور تحت أنظار الدب الروسي، والخوف الأميركي أصبَحَ واضحاً من خطر تدحرج كُرَة النار ضدهم مع الإيرانيين وحلفائهم، الأمر الذي دفعَ بهم إلى تحريك بعض الجبهات الأخرىَ في ريف حماه وإدلب وحلب في محاولة لإشغال الجيش السوري وحلفاؤهُ وضرب وإفشال المفاوضات السورية التركية الجارية برعاية إيرانية روسية حيث شنت بعض الجماعات الإرهابية هجمات شَرِسَة على مواقع تابعه للجيش العربي السوري وتم التصدي لها ومنعها من تحقيق أهدافها،

معركة تحرير الشمال السوري فتحها الأميركي بنفسه على نفسه، في الوقت الذي تتجَنب فيه قيادته إنفجار بركان الشرق الأوسط لأولوية ما يحصل على الساحة الأوكرانية، وخصوصاً أن متغيرات كبيرة وكثيرة حصلت هذا الشهر وستحصل قريباً في المنطقة تحت مِظَلَّة الحِراب الدولية المتناحرة على الأرض الأوكرانية،

بدءً من توقيع الرياض إتفاق إطار مع طهران برعاية بكين والذي ألقى بظلاله على كل المنطقة التي خَمَدَت براكينها الوهابية والشيعية وأعطت موطئ قدم للتنين الأحمر غرب آسيا، ثانياً :تقارب القاهرة وأنقرَة،

بالإضافة إلى إنشغال تل أبيب في أزمتها التاريخية التي تهدد وحدة الكيان وبقاؤه على قيد الحياة، أضِف إلى ذلك التقارب السعودي السوري والإماراتي السوري وإعلان صنعاء قرب نفاذ صبرها أزاء ما تقوم بهِ جماعات الرياض وأبو ظبي في الجنوب ويهدد بعودة القتال واتساع رقعته وتهديد مصادر الطاقة في ظل الأزمة العالمية،

كل هذه المتغيرات تصب في صالح قِوَىَ محور المقاومة التي تتحيَن الفُرَص لفرض تغيير جغرافي وديمغرافي في سوريا والعراق لن تكون في مصلحة الأميركيين ولا حلفائهم في المستقبل القريب،

يبقى السؤال الأهم هل ستشتد عمليات المقاومة إنطلاقاً من العراق وسوريا ضد الأميركيين ليجبروهم على الإنسحاب من سوريا والعراق تاركين خلفهم أيتامهم من قسَد وداعش وغيرهم كما حصل في سايغون وكابول، ليكتمل المشهد بإطاحة الحشد الشعبي بإقليم كردستان العراقي الذي يشكل بؤرة للموساد الصهيوني وأجهزة المخابرات العالمية التي تحيك المؤامرات وتصدِّر الإرهاب والإرهابيين إلى الجمهورية الإسلامية والعمل ضدها وضد حلفائها في المنطقة،

ملفات كبيرة يتم ترتيبها بين موسكو وطهران وبغداد ودمشق بحسب الأولويات ستجر تركيا الى حلف صيني روسي إيراني هديتهُ قسد وكردستان فيخرجها من الناتو وتتغيَّر إثرها ملامح المنطقة.

هذا ليس حلم هذا واقع يُعمَل عليه ليل نهار أنتظروا نتائجهُ قريباً.

 

بيروت في...

           28/3/2023

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك