د. إسماعيل النجار ||
ما لم يكُن بالحُسبان لدى قادة الكيان الصهيوني حصلَ في الضفة الغربية في فلسطين،
6000 كلم مرَبَّع تنشر القلق على مساحة القارتين الاوروبية والأميركية بعد ورود تقارير إستخبارية صهيونية تؤكد تفاقم الوضع الأمني نتيجة العمليات الفدائية في القُرىَ والمُدُن الخاضعه لسلطة محمود عباس وخاصَةً مخيم جنين ونابلس،
قوَّة الردع الإسرائيلية تآكلَت نتيجة صلابة المقاومين وإصرارهم على مواجهة الغزوات العسكرية للجيش وأذرُعِهِ الأمنية والعسكرية،
الحكومات الإسرائيلية الحالية والسابقة دائماً كانت تُعَوِّل على نشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية والتطبيع الأمني الكامل بينهما، لكن التمَلمُل الكبير الحاصل لدى كثير من ضباط وأفراد الأجهزة الأمنية والعسكرية للسُلطة والناتج عن تصرفات الجيش الصهيوني والتمادي بعمليات القتل والإغتيالات والإعتقالات والمحاكمات والتوقيف الإداري وسط صمت رسمي فلسطيني دفعَ بهؤلاء الضباط والأفراد الي التراخي في تنفيذ تعليمات قادتهم والعمل ضد المقاومة، لت بَل قاموا في كثير من الأحيان بالتعاون مع المقاومين من أبناء جلدتهم،
الأمر أدَّىَ إلى تراخي قبضة محمود عباس عن الإمساك المُحكَم بالأجهزة الأمنية الفلسطينية، وتراجع منسوب التعاون الأمني مع الصهاينة وفقدان السيطرة الفعلية على الكثير من مناطق الضفة خصوصاً بعد بروز نجم عرين الأسود وكتائب جنين وتصاعد وتيرة العمليات العسكرية ضد الجيش الصهيوني والعكس أيضاً،
إسرائيل تعتبر أن ما يحصل في الضفة من أحداث هو رَد إيراني على تل أبيب التي أمعنت في العَبَث داخل الجمهورية الإسلامية من الإغتيالات وصولاً إلى تجنيد المخربين وانزالهم الى المظاهرات، من دون تقديم أي أدِلَّة أو إثباتات تدين طهران،
المفاجئة أو التطَوُر الحاصل في الضفة لم يَكُن في حُسبان الصهاينة قَط، ولكن اليوم بدء العقل الصهيوني يُفَكِر ملياً بحَل دائم لما يحصل،
ويبقى السؤال :
هل تجتاح إسرائيل الضفة الغربية في ظل حكومة نتانياهو والمتطرفين وتقوم بتهجير الفلسطينيين نحو الأردن على غرار النكبة في ظل تطبيع وانبطاح عربي غير مسبوق؟، وثم العبَث بأمن المملكة الأردنية الهاشمية عبر ضرب اقتصادها وإشعال حرب أهليه مع الفلسطينيين تهدف الى انشاء وطن بديل لهم في الأردن؟
هل ما حصل من محاولة انقلاب العام الماضي كان سينفذها ولي العهد الأمير حمزة بدعم سعودي صهيوني كانت من أجل التأسيس لمرحلة احتلال الضفه الغربية وتهجير سكانها نحو الضفه الشرقية؟
أيضاً كيف ستتصرف تل أبيب إذا ما ازدادت العمليات العسكرية الفلسطينية ضدها واتسعت رقعة سيطرة المقاومة الجغرافية وتآكل هيبة السُلطَة،
أسئلة وجيهة تحتاج إلى أجوبَة لا أحد يمتلكها إلَّا أصحاب القرار في الدوائر الصهيوسعودية والأميركية الضَيِّقَة،
الأردن في طريق خطر الإنهيار الأقتصادي والحرب الأهليه،
من هنا نرى التركيز الأميركي الصهيوني السعودي على مسألة تدمير بيئة المقاومة في لبنان والإنقلاب عليها من أجل الخلاص من السند الحقيقي لفلسطين الذي يستطيع منع الصهاينة والبعران من تنفيذ مخططاتهم المشؤومة بإبتلاع مهد الأديان،
بيروت في...
17/12/2022
ــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha