د. إسماعيل النجار ||
قررنا أن نلتزم الصمت حتَّىَ لا يُقال أننا طائفيون فأجبرونا على الكلام،
أرادونا عبيداً وخُدَّام،
إخترناهم شُركاء في الوطن، إستكثروا على أبنائنا الجامعات والوظائف المحترمَة، فبنينا الصروح العلمية لنا ولهم،
بيار الجمَيِّل العميل الجِدّْ صَرَّحَ وبعضمَة لسانِهِ بأن الموارنة بحاجة إلى الشيعه لأن كسروان لا تستطيع العيش من دون خَدَم وحَشَم،
واليوم يُعترف فارس سعَيد الكسرواني إبن بلدة قرطبا بأنه يكرَه إيران لأنها نقلت الشيعة من مستوَىَ متدني إلى مستوَىَ آخر بعيد جداً كُل البُعد عن ما كانوا عليه منذ تأسيس دولة لبنان الكبير حتى سبعينيات القرن الماضي،
معَكَ حق فارس نهاد سعَيد، لقد كُنَّا كما قُلت خَدَم وعُمَّال تنظيفات وفلاحين ونواطير مباني،
ليسَ لأن هذا هوَ مستوانا وهذا ما نستحِق؟
بل لأننا عشنا في وادي الذئاب التي لا ترحم ولا تحترم جيرانها ولا تمتلكُ من الأخلاق الإجتماعية والسياسية أي ذَرَّة تُرَىَ بالعين المُجَرَّدَة،
وادي سُرِقَت فيه أرضنا بعدما إئتمنا الذئاب عليها،
عشنا مُهَمَّشين في وطن قدمنا فيه خيرة أبنائنا من معركة المالكية عام ١٩٤٨ إلى الشهيد عبدالساتر الذي إقتلع العلم الفرنسي عن قبة البرلمان اللبناني وقتلته للأسف أيادٍ عميلة للإستعمار؟ ويا ليتهُ قُتِلَ برصاص أسياد أبائَك المستعمرين الفرنسيين لكان ذلك أفضل،
ما أُوَد إخبارَك إيَّاه يا سيد سعَيد أنتَ وكل مَن يُفَكرون بعقل بيار الجميل المؤسس للعمالة في لبنان، أن الشيعه يمتلكون من المُقدرات العقلية والجسدية والعقائدية والمالية ومن الشجاعة أكثر مما ينقصَكَ منها بملايين المَرَّات، وأنَّ خروجهم من القُمقُم كان منذ إن أتىَ السيد موسى الصدر رحمه الله إلى لبنان، لاحقاً جاءت إيران بعد إختفاء الإمام لتقَدِّم لنا ما كنا نحتاجه لكسر القيود والخروج إلى الحرية من داخل سور العبودية للمارونية السياسية التي كنت تريدنا أن نبقىَ بداخلهِ خَدَم وحَشم لأمثالكم،
سَيد فارس سعَيد نحنُ إستخدمنا مقدراتنا أولاً لنثبت وجودنا في لبنان ونجحنا،
ثُمَّ إنتقلنا إلى مرحلة فرض الإعتراف بنا كَمُكَوِّن أساسي من نسيج المجتمع الوطني اللبناني نجحنا أيضاً،
بعد ذلك إنتقلنا إلى مرحلة فرض أنفسنا كشركاء في القرار السياسي أيضاً وأيضاً نجحنا، وأكملنا السير في مشروعنا ألآ وهو بناء وطن لجميع أبناؤه كما أوصانا الإمام الصدر، منعنا الإستسلام للصهاينة فجئتُم بجيشها لكي يحتل لبنان قاتلناهم وطردناهم وأدبنا العملاء الذين تعاملوا معهم، لكننا لم نذبح على الهوية أبناء وطننا يا سيد فارس، ولم تحرضنا إيران على شركائنا في الوطن من جميع الأديان والمذاهب،
ولم تستخدمنا كأدوات، مَددنا يد العون والمصافحة للجميع لكنكم عضضتموها،أصبحنا أسياد هذا الوطن وأسياد عند الولي الفقيه،
سيد فارس سعَيد إني لآسف إني أُضيعُ وقتاً لأخاطبك وأنت لا تستحق كل هذا الوقت الذي هدرت، ولكن لا بأس أن تكون الأخيرة كما هي الأولىَ،
انتَ تنعتنا بأننا كنا نتوسل وظيفة شرطي أو جندي في الجيش أو بأي مؤسسة رسمية لأنكم كنتم بحُكم سلطانكم الجائر مُهيمنون،
يعني جُل ما صنعتوه من الشيعه جندي أو دركي،
أنظر الفرق يا فارس بيننا وبينكم،
اليوم نحن نصنع رؤساء جمهورية لبنان،
ونصنع رؤساء حكومات لبنان،
ولا مقارنة بمستوى الصناعة وقدرات المُصَنعين القدامىَ والجُدُد، لأن الجوهرجي لا يشبه الأنتكجي يا فارس،
صانع الذهب ليسَ كصانع القاشوش،
وأجمل ما صنعنا في هذا الوطن هوَ التحرير، وحماية الثروات، وعَفَونا عند المقدرَة، ووضعنا لبنان على طاولة كبار قادة العالم بعدما كان مربوطاً بزيل حصان المندوب السامي سيدكُم،
يا سيد فارس نحنُ صنعنا بضاعة لا تعرفون عنها شيئاً،
العُزَّة للبنان،، الكرامة للبنان،، الهيبة للبنان،،
أنتم لا تعرفوها ولن تتعرفوا عليها لأنكم قررتُم أن تُبقوا أنفسكم عملاء وغلمان سفارات،
بزيادة عليك هلقد رَد على تصريحاتك يا أبو الفوارس.
10/10/2022
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha