نعيم الهاشمي الخفاجي
لم يشهد تاريخ السبعين عام الماضية أن الجيش الإسرائيلي احتل أراضي عربية سواء في فلسطين او الاردن او سوريا او مصر أو لبنان او من السعودية وانسحبت قواته ابدا، بل بقيت القوات الإسرائيلية تحتل أراضي جميع تلك الدول وحتى لو تنسحب توقع اتفاق تجعل الأرض منزوعة السلاح مثل سيناء، انسحبت القوات المحتلة الإسرائيلية من سيناء وجعلتها منطقة معزولة تنشط بها العصابات الوهابية التكفيرية، إلا لبنان فقد انسحبت منها القوات الصهيونية تحت وطأة قصف المقاومة اللبنانية التي صنعت اول نصر بتاريخ العرب ضد القوات الصهيونية الغازية، بعد الاكتشافات للغاز والبترول في شر مياه البحر الأبيض المتوسط، تم اكتشاف حقول غازية هائلة مقابل السواحل اللبنانية وضمن المياه الإقليمية اللبنانية، إسرائيل كالعادة تطمع في السيطرة على حقول الغاز اللبنانية، وهناك قوى لبنانية متصهينة مستعدين في تسليم حقوق الغاز والبترول اللبنانية إلى إسرائيل وعلى رأسهم سمير جعجع ربيب الموساد الصهيوني ومعهم بعض الفئات المسلمة من حركة الإخوان المتوهبة، اسراىيل تخشى من سلاح المقاومة، لذلك طوال عقدين من الزمان تحرض ليل نهار على نزع سلاح المقاومة وشنت حروب مباشرة وفشلت، قبل عدة أيام تم نقل خبر
دخول سفينة استخراج الغاز الطبيعي المسال وتخزينه، التابعة لشركة «إينرجيان» اليونانية، إلى حقل «كاريش»، وتجاوزها حسب قول لبنان الخط البحري 29، ودخولها في مناطق لبنانية تريد إسرائيل السيطرة عليها، مع دخول السفينة المياه الإقليمية اللبنانية أصبح لبنان دولة لها صراع حدودي واضح مع اسرائيل، ورغم استبشار فيالق الإعلاميين العربان بفتح الفتوح كما يسميه فيصل القاسم مقدم برامج بقناة الجزيرة القطرية لكن خلال الايام القادمة يصل مندوب أمريكي معني بتسريم حدود إسرائيل مع لبنان إلى لبنان، بكل الأحوال سلاح المقاومة يكون له دور مهم في سيادة لبنان على ثرواته في مياهه الاقليمية، ولامكان إلى الحثالات المتصهينة المؤيدة للقوات الصهيونية المحتلة، مايحدث في لبنان والعراق والخليج واليمن وليبيا وسوريا هو صراع مابين قوى الانبطاح والخنوع ومابين قوى الصمود والمقاومة، نعم لدينا «شرقين أوسطين اثنين»، واحد يمثل كل القوى الرافضة للذل والانبطاح من قوى المقاومة واصدقائهم من بيروت ودمشق إلى موسكو، وآخر تقوده دول الرجعية البدوية الوهابية المتصهينة وحسب قول مستكتب مرتزق لبناني يكتب في صحف دول الخليج، حيث وصف معسكر دول الرجعية والتصهين في ( قوى الاعتدال العربي بالتحالف المباشر أو غير المباشر مع إسرائيل).
الحمد لله الذي جعل المرتزقة نفسهم يعترفون بتبعيتهم للمعسكر الصهيوني وبالعلن وبشكل واضح ومباشر، في كل الأحوال دول الخليج ليست من الدول التي لها وزن اقتصادي عالمي وإنما تبقى دول الخليج والعراق ومصر وليبيا والجزائر أسواق لتصريف بضائع منتجات الشركات الغربية، بعد أن اجبر الحلاب ترامب دول الخليج بالإعلان بوجود علاقات مباشرة مع إسرائيل، التجار الاسرائيليين جعلوا دول الخليج سوق لهم حيث تم الإعلان عن اتفاق التجارة الحرة بين الإمارات وإسرائيل كأول اتفاق معلن بشكل رسمي نوعه مع دولة عربية، رغم أن إسرائيل وقعت اتفاق مع مصر منذ أكثر من ٤٤سنة لكن لم تقوم الشركات الصهيونية في العمل بمصر بسبب الوضع الاقتصادي البائس في مصر، الصهاينة يستفيدون من دول الخليج لجعلها أسواق لتصريف بضاعتهم بسبب عاىدات أموال البترول والغاز الخليجي.
في حرب ١٩٦٧ القوات الإسرائيلية وجدت جزر متروكة في البحر الأحمر في مضيق تيران اسم الجزيرتين تيران وصنافر وقبل عدة سنوات المصريين قالوا هذه الجزر سعودية، تصوروا منذ ١٩٦٧ لم نسمع ان إسرائيل احتلت أراضي سعودية ولم نسمع يوما الإعلام السعودي طالب بتحرير الجزيرتين، وبسبب الانبطاح والتطبيع وللضحك على الدقون تم الإعلان أن إسرائيل تريد إخلاء جزيرتي تيران وصنافير في البحر الأحمر من المراقبين الدوليين، وأن تسلم للسعودية وتتولى الرياض مسؤولية تأمين الجزيرتين اللتين سلمتا إلى مصر ومصر تسلمهن إلى السعودية.
سبق ان صرح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمجلة «ذي أتلانتيك»، والذي يصف فيه إسرائيل بـ«الحليف المحتمل» وهو فصح بوجود علاقات كانت سرية والان أصبحت علنية.
هناك حقيقة مطبقة على انظمة الحكم العربية التي بات غالبيتهم يسيرون تحت المظلة الغربية، قبل فترة تم توقيع اتفاق تم وصفه في الاتفاق التاريخي بين إسرائيل والأردن والإمارات للطاقة مقابل المياه، الموقَّع في دبي في نوفمبر الماضي، تنص الاتفاقية على أن يعمل الأردن على توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية لصالح إسرائيل بمعدل 200 ميغاواط، بينما ستعمل إسرائيل على تحلية 200 مليون متر مكعب من المياه سنوياً لصالح الأردن الذي يعاني من الجفاف.
واذا توقفنا عند هذا النص في الاتفاق عندها لانتفاجىء عن سر مد انبوب تصدير بترول من البصرة إلى الاردن رغم وجود سواحل الخليج في محافظة البصرة او يمكن مد انبوب للتصدير إلى راضي الكويت الجارة او إيران الجارة، عندها نكتشف ان مد الأنبوب إلى الاردن هو بأوامر أمريكية لدعم الاقتصاد الأردني على حساب أموال الشعب العراقي، ونكتشف سر في عدم إقامة الحكومات العراقية سدود لحجز المياه والاستفادة منها بالزراعة ونكتشف سر عدم اهتمام الحكومات العراقية بإعادة فتح وتأهيل مصانع الدولة وفتح مصانع جديدة للقطاع الحكومي وتشجيع صناعات القطاع الخاص ليبقى العراق سوق تصريف بضائع الشركات الغربية، ونكتشف سر الاتفاقات الاقتصادية مابين العراق والاردن ومصر كانت بسبب كرم أمريكي إلى الاردن ومصر على حساب الشعب العراقي، انا لست ضد التعاون مع الاردن ومصر لدينا إمكانيات ولنفتح مصانع ومعامل ونرحب بالعمال الأردنيين والمصريين للعمل بالعراق،
الصراع البنان الإسرائيلي على الحدود البحرية يستمر بظل وجود أدوات لبنانية تعمل على تسليم حقول الغاز اللبناني إلى الصهاينة لكن يبقى التيار المقاوم وسيلة ناجحة في إجبار الصهاينة على الاعتراف في سيادة لبنان على كل مياهه الاقليمية، نعم هناك حقيقة أن لبنان المقاومة، يمارس دور صادق في المقاومة في مواجهة التوغل البحري في حقل كاريش، على عكس الخونة سمير جعجع ومعسكره معسكر العملاء بائعي الأرض مقابل حفنة دولارات.
المشاريع الاستعمارية الصهيونية بالمنطقة يمكن كشفها من خلال هراء فيالق مرتزقة الإعلام العربي البدوي المتصهين، الوضع العراق كل قوى الشر تحلم أن سيد مقتدى الصدر سوف يقف مع معسكر المطبعين وينهي لهم قوات الحشد ويسلم مفاتيح العراق لخونة فلول البعث وهابي، بعد قيام الكتلة الصدرية في تشريع قانون تجريم التطبيع مع الصهاينة، آثار هذا القرار ذعرا لدى فيالق المرتزقة حتى أحدهم كتب بالقول التالي( في العراق، بعثت إيران برسائل أخرى عبر تصويت البرلمان العراقي لصالح قانون تجريم التطبيع وإقامة العلاقات مع إسرائيل، والذي تتراوح العقوبات المنصوصة فيه ما بين الإعدام والسجن المؤبد والمؤقت، ولئن كان هذا القانون من اقتراح رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر الذي تتميز علاقاته بإيران بتوترات دائمة ولو متقطعة، فإنه جاء دليلاً على حجم المصادرة الإيرانية للسردية السياسية والوطنية في العراق، بحيث تلجأ كل القوى فيه، كما في لبنان، لأعلى درجات المزايدة في الموضوع الإسرائيلي).
الأخ ماعاجبه تبني سيد مقتدى الصدر قانون تشريع تجريم التطبيع، تمنيت لو أن أحد من الاخوة القراء يوصل هذا المقال إلى سيد مقتدى الصدر ليطلع على خسة عقليات العربان المتصهينيين،
ويضيف هذا التافه، حول قانون تجريم التطبيع وانتقاده إلى السيد الصدر بالقول التالي( إنه دليل آخر على مستوى التسمم الذي يصيب العقل السياسي بسبب الدعاية الإيرانية في العراق ولبنان، بما يمنع أي انخراط جدي وواقعي بالنقاشات حول السلام الذي يقوده محور الاعتدال).
نعم لم ولن يقبولوا بما فيهم السيد الصدر بالتطبيع المجاني مع بني صهيون، بغض النظر عن اوصاف مرتزقة الإعلام البدوي المتصهين، بكل الأحوال العالم وبالذات الشرق الأوسط يعيش صراع دولي بأدوات وهابية بدوية طائفية، هناك حقيقة توجد قوى شر وهيمنة وظلم بمقابلها توجد قوى صمود وتصدي وان قل عددهم، لايمكن قهر قوى الصمود صحيح القوى الرافضة للتطبيع تتعرض للقتل والحصار والتجويع والتدمير لكن الكرامة فوق العيش بذل وخنوع، معسكر التطبيع والذين يسمون أنفسهم في شرق أوسط السلام والاقتصاد، منهم تم نشر أفكار التكفير والكراهية والقتل والذبح والسبي، منهم تم اشعال الحروب وفرض حصار ظالم تجاه شعب العراق ومن بعده محاصرة ومقاتلة شعب اليمن طوال ثماني سنوات عجاف، مهما قدم المطبعين من تنازلات يبقون ابقار حلوبة محتقرة، وكل الوعود وجود فرص استثمارية هائلة، وفرص عمل، واستراتيجيات شراكة تواجه المخاطر الحديثة من أمن غذائي وتغيير مناخي، كذبة كبرى تذكرنا بتصريح وزير الخارجية الأمريكي كولن بأول بحقبة إسقاط نظام صدام الجرذ الهالك قال توجد عاىدات أموال كثيرة من مبيعات البترول العراقي ونحن محتارين كيف نوزع الأموال على الشعب العراقي، النتيجة بوش نفسه قال جعلت العراق ساحة لحروبنا مع تنظيم القاعدة التكفيري، المتغطي تحت عبائة الامريكي عريان ولنا بقضية وجود عشرات آلاف الأفغان الذين عملوا مع أمريكا بصدق ظنا منهم بدعم التحويل الديمقراطي النتيجة سلموهم إلى حركة طالبان التكفيرية بين ليلة وضحاها.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
9/6/2022