سوريا - لبنان - فلسطين

حزبُ الله صادق عندما يقول نريد دولة مؤسسات في لبنان


 

✍️ * د. إسماعيل النجار ||

 

🔰 في وطن السمسرات والصفقات وتلبيس الطرابيش وتركيب الملفات وتبادل الإتهامات، يعيشُ حزب الله حياته غير الإعتيادية في ظل متغيرات جذريه وكبيرة بالوضع السياسي والإقتصادي القائم على إمتداد جغرافيا البلاد البالغة 10452 كلم°.

**هذا الحزب المُقاوِم الذي تأسسَ بظروف قاسية وصعبة،

كان الإحتلال الصهيوني للعاصمة اللبنانية أحد أكبر أسباب نشأته، **تَرَعرَعَ بين الجبال وفي عمق الوديان وبين أشجار البلوط والسنديان مارسَ ثقافة الجهاد والمقاومة حتى أصبَحَ مدرسةََ متخصصة وأكاديمية عالية المستوى بالتخطيط والتدريب وفنون القتال،

دَرَّسَ ثقافتهُ ونقلها إلى كافة نواحي المجتمع الذي تأَطَّرَ البعض فيه داخل هذه المدرسة وأيَّدها البعض الآخر وألتفَ حولها الشرفاء من كل لونٍ وصَوب،

بينما كان مجاهدوا المقاومة يفترشون الأرض ويتلحفون السماء وجُل ما كانوا يسمعونه في يومياتهم المتكررة هو لحن صوت الرصاص الذي كان يشكل بالنسبة إليهم مقطوعات موسيقية ملونه بالدم مجبرين عليها أحبها المقاومون أكثرَ مما احب الاثرياء موسيقى (بيت هوڨِن) العالمية.

بموازاة هذه المقاومَة كانت هناك سُلطَة سياسية حاكمة تبحث عن المال والصفقات والسمسرات وتوظف المحسوبين عليها وتستفيد مادياََ على حساب المواطنين الفقراء.

بَنَىَ حكام وسياسيو تلك السُلطَة الحاكمة القصور ورفعوا فوقها القباب وكانوا يبررون سرقاتهم ويتلطون خلف عناوين شَتَّىَ وهم مطئطئي الرؤوس،

**بينما بَنَىَ حزب الله القبور ورفعَ الشواهد عليها بكل فَخر وكانَ ذَوي كل شهيد يسير بفخر مرفوع الرأس،

[ وكانَ المجاهدون الأبطال الزاهدون في الدنيا ومغرياتها  يتسابقون نحو الموت دفاعاََ عن الوطن غير ملتفتين الى تلك القصور ولا إلى تلك القباب العالية لأن في ذلك حساب وفي الجهاد والإستشهاد جنَه وثواب، فَمَن سعى لمرضاة الله غير الذي يسعى إلى الكسب المادي بإسم الله، فكان حزب الله ايقونة المقاومة في لبنان والعالم العربي والإسلامي.

[ دائماََ ما كانَ هذا الحزب يرفع شعار الشعب والجيش والمقاومة، وكانَ يحافظ على المؤسسة العسكرية ويسعى دائماََ الى دعمها ورفع معنوياتها من أجل بقاء لبنان لأنه لا بديل عن الدولة ومؤسساتها.

[ اليوم أصبحنا نستشعر خطر سقوط الدولة وانهيار أغلب مؤسساتها ولبنان سيواجه خطر الإنهيار الشامل وفلتان الشارع الأمر الذي سيضطر الحزب القيام بخطوات عملية لحفظ مناطقه وضبط الأمن فيها،

بما معناه أن حزب الله سيكون بمواجهة الناس في بيئته وخصوصاََ اللذين يسعون لنشر الفوضىَ والإخلال بالأمن وهذا ما لا يتمناه لإعتبارات كثيرة اهمها عدم حصول مواجهات مع مجموعات متفلته أمنياََ من داخل بيئته ذات سطوَة في مناطقه والذي دأبَ البعض منهم في الماضي على فرض الخُوَّات على المواطنين،

** فالحزب مؤمن بدولَة المؤسسات ولا يتمنى أو يريد أن يكون بديل عن عنها، من هنا تكمن اهمية الحفاظ على الدولة لديه واهمية بقاء المؤسسات التي تحميه من المواجهة مع الناس ولا تُلهيه عن واجباته الأساسية؟ وتضفي على الهيكلية الداخلية قوة إضافية  من خلال البيان الوزاري الذي يشرع للمقاومة إسترداد الحقوق وحماية لب

**إذاََ حزب الله الأكثر صدقاََ عندما يقول أنه يريد الدولة العادلة ويشجع على بسط سلطتها لأنه في صلب سياسته يؤمن بأنه لا هوَ ولا غيره من الأحزاب يشكل البديل المناسب عن مؤسسات الدولة.

ومن هنا يسعى الحزب بكل ما لديه من قوة لكي يمنع الانهيار ويساند الدولة والمؤسسات لكي يبقى لبنان كل لبنان.

**مع كل ما يجري تبقى عين المقاومَة على العدو الصهيوني تراقب كافة تحركاته براََ وبحراََ وجواََ َترصد كل كبيرة او صغيرة، وعلى صعيد الداخل اللبناني كانت لمنطقة الشمال حصة كبيرة من الإهتمام لدى الحزب وعينه لَم تغمض عن كل ما يجري في ظل حديث عن تحركات مريبة لمجموعات مسلحة تابعة لتركيا ولبعض مَن في الداخل تحاول الإيقاع بين الأهالي والجيش وبث الإشاعات وزرع الفِتَن لخلق الفوضَىَ وإستثمارها؟

ومع التعويل على دور كبير وهام للجيش اللبناني في ضبط تَفَلُت الأوضاع الأمنية في المدينة ومحيطها إلَّا أن حزب الله يلعب دوراََ محورياََ في تهدئة الأمور والنفوس من خلال علاقاته مع بعض الشرفاء في طرابلس لكي لا تزداد حدة التوترات في أكثر مُدُن لبنان فقراََ وطيبة وإهمال.

 

✍️ *د.إسماعيل النجار /لبنان ـ بيروت

 

          2/7/2021

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك