سوريا - لبنان - فلسطين

" نهاية صفقة القرن ".. على وَقعِ انتصارات دمشق .


بقلم .. أمجد إسماعيل الآغا 

 

إن المراقب لسياسية واشنطن و المسار الذي تتبناه تُجاه القضة الفلسطينية خاصة و الشرق الأوسط عامة ، يجد أن هذه السياسية بتفرعاتها منحازة إلى الطرف الاسرائيلي ، هذا التحيز جاء نتيجة عوامل عدة تتعلق بالدور الجيوستراتيجي الذي تتمتع به اسرائيل ، و انطلاقا من هذا المُعطى ، حاولت الولايات المتحدة و بالتشاور مع أدواتها في المنطقة من تشكيل رؤية جديدة لتصفية القضية الفلسطينية ، عبر صفقة سميت إعلاميا " صفقة القرن " ، و حتى الآن لا يبدو أن هنالك رؤية واضحة عن مضمون و شكل و طريقة التنفيذ ، لكن في مقابل ذلك تسعى واشنطن و أدواتها إلى تهيئة الأرضية المناسبة لإطلاق هذه الصفقة ، هذه الأرضية التي تعمل واشنطن على تنفيذها تعتمد على تطورات الشرق الأوسط ، بالإضافة إلى توحيد الأطر السياسية و الميدانية و المالية لوضع هذه الصفقة في التنفيذ ، لكن دائما ما تفشل واشنطن في خططها و خياراتها ، و رغم ذلك تستمر تداعيات الخطة الامريكية لتنعكس توترات في الشرق الأوسط كاملا . 

 

" مضمون و أهداف الصفقة المزعومة " 

يمكننا القول بأن عراب هذه الصفقة هو الجانب السعودي ، حيث أن التقارير المسربة أكدت بأن السعودية هي من أبلغت الفلسطينيين بالمقترحات الأميركية بشأن " صفقة القرن " ، وأن الصفقة تقوم على تصفية القضية الفلسطينية مقابل إنشاء حلف إقليمي ضد إيران تشارك فيه إسرائيل ، و بالتالي ما يمكن استنباطه أن هناك مسارات اتخذتها الإدارة الأمريكية و بتنسيق مع الأطراف المعنية بتنفيذ الصفقة و على رأسهم الرياض و تل أبيب ، و يمكن القول بأن أولى هذه المسارات هي إعلان ترامب أن القدس عاصمة لإسرائيل ، و بالتالي نسف أي مفاوضات مستقبلية تكون برعاية أمريكية ، فضلا عن تصفية حق العودة للاجئين الفلسطينيين وإنهاء عمل وكالة الأونروا ، و هذا حقيقة ما أعلنه جيسون جرينبلات المبعوث الأميركي " لعملية السلام " ، حيث أبلغ القناصل الأوروبيين المعتمدين في القدس أن واشنطن تريد أن تنهي عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين أونروا ، إذ " لا يُعقل أن تظل الوكالة تعمل إلى أبد الدهر " ، معتبراً أن الأجيال الجديدة من اللاجئين ليست لاجئة لأنها ولدت في أرض جديدة. وقال: " ندعم الوكالة، لكن ليس إلى الأبد، نريد تاريخَ نهاية محدداً، ومستعدون للالتزام به ". 

و نبقى مع جيسون جرينبلات و الذي أعلن أن الهدف الاساسي الذي تعمل عليه الإدارة الأمريكية هو إقامة تحالف إقليمي يضم العرب و إسرائيل لمقاومة " الخطر الإيراني " و الإرهاب ، فواشنطن تعتبر و أدواتها أن المشكلة الحقيقة في الشرق الأوسط تتمثل في الدور الايراني و ما تشكله من تهديد استراتيجي لأدواتها ، و هنا نَصل إلى سوريا و الحرب المفروضة عليها ، حيث أن إخراج سوريا من دائرة التأثير الإقليمي سيشكل فرصة حقيقة لتنفيذ صفقة القرن و تصفية القضية الفلسطينية ، و البعد الأكثر اهمية في مضمون هذه الصفقة هو تقليم أظافر محور المقاومة و ضرب البينة و الركيزة الاساسية لهذا المحور ، عبر استهداف سوريا الدولة و الدور . 

 

" الانتصار السوري سيساهم في تصفية صفقة القرن " 

نتيجة تعاظم قوة محور المقاومة و الحليف الروسي ، إضافة لجملة الانتصارات و اتساع مروحة المنجزات في الميدان السوري لصالح الدولة السورية و حلفاؤها ، فقد قُلبت الموازين بالكامل ، و يمكننا القول بأن الضربة القاضية لمشروع صفقة القرن يتمثل في انهيار أركان العدوان على سوريا ، حيث أن انتصار محور المقاومة في سورية أجهض مشروع تقسيم المنطقة ومنع تركيبها على أساس طائفي ومذهبي، وحال بالتالي دون تمرير أي من مشاريع التصفية لقضية فلسطين ، بمعنى أوضح ، الحرب على سوريا لم تكن موجهة للقضاء على الدور السوري المؤثر اقليميا و الداعم لحركات المقاومة فحسب ، بل إن التسلل إلى سوريا عبر الارهاب الدولي و الإقليمي سيسمح بإنهاء منظومة المقاومة و تحييد الدور الروسي في المنطقة ، و بالتالي فرض الخيارات و الرؤى الأمريكية الاسرائيلية حيال صفقة القرن . 

" في الخلاصة .. " 

يمكننا القول بأن المطلوب الأن تعزيز الثقة بانتصار محور المقاومة ، لنتمكن من تفعيل هذا الانتصار و وضعة في مساره الصحيح ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن أدوات واشنطن في المنطقة لا تزال تحاول العبث بمستقبل هذه الأمة ، و تنفيذ المستقبل الأمريكي المرسوم بعناية و دقة لتقسيم الشرق الأوسط ، لكن و انطلاقا مما تحقق ، نعتقد بأن الأمريكي سيعيد حساباته بشأن صفقة القرن ، خاصة مع فشل المشروع الأمريكي في سوريا ، و القادم من الأيام سيكون جوابا لهذا الاعتقاد . 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك