هذه المرة ربما كانت هي الأعنف والأكثر عدداً لسقوط قذائف الهاون على، ففي العاشرة والربع من صباح امس الأحد، وبينما كان أقارب السجناء في سجن دمشق المركزي ينتظرون رؤية أبنائهم من نزلاء السجن سقطت عشرات القذائف الصاروخية والهاون عليهم. فتحول المكان إلى بركة دماء. شهداء وجرحى لعشرات المدنيين إضافة لشهداء من عناصر حماية السجن.
المعروف أن المحاولات السابقة للوصول الى داخل السجن من قبل المجموعات الإرهابية المتطرفة كـ ( جيش الإسلام, جبهة النصرة, أحرار الشام, أجناد الشام ) قد باءت بالفشل على مدى الأشهر الماضية كلها بدءا من عام 2013 حتى هذه اللحظة.
سجن دمشق
العميد نبيل حسن الغجري، مدير سجن دمشق المركزي، أوضح لموقع "العهد الإخباري" أن الاستهداف تم قرب الباب الذي يدخل منه الزوار الذين يأتون لزيارة النزلاء بشكل دائم, وكان التوقيت متزامنا مع توقيت الزيارة المتعارف عليه اثناء الدوام الرسمي, تكررت محاولات العصابات الإرهابية الموجودة بمحيط سجن دمشق المركزي بإطلاق القذائف ولكن هذه المرة أتت بين الزوار بشكل مباشر, أدى هذا العمل الإرهابي إلى عدد من الإصابات وكانت حصيلتها ارتقاء 11" شهيدا و56" جريحا وكانت غالبية الشهداء والجرحى من الزوار وبشكل خاص من النساء الذين أتوا لزيارة أبنائهم أو أزواجهم.
وقام الكادر المختص بشكل مباشر بإسعاف المصابين وأجروا لهم الإسعافات الأولية من ضماد وتصوير أشعة وتجبير للكسور وتم نقل المصابين الأكثر تضررا الى مشفى الشرطة في حرستا, بعدما خلف هذا العمل أضرارا كبيرة.
وأكد مدير السجن أن "هذا العمل الإرهابي الجبان ليس له أي مبرر, ونحن نقوم بإجراءات أمنية وحماية واسعة النطاق ولكن قذائف الهاون والقذائف الصاروخية تطلق من الأماكن البعيدة وهذا الأمر يوجد صعوبة لرصده ولكن يتم التعامل معه بشكل مستمر ".
كان ومازال سجن دمشق المركزي هدفا استراتيجيا بالنسبة للتنظيمات المتطرفة, لكن الكمائن المتقدمة والمواقع المثبتة لقوات الجيش السوري من جهة والقدرة النارية لحماة السجن من جهة أخرى منع وصول تلك التنظيمات التكفيرية الى أسوار السجن.
ولذلك لم يجد هؤلاء الإرهابيون وسيلة لهم إلا باستهداف السجن بالقذائف الصاروخية لتسجيل نقاط على السجن ويدعون أنهم قادرون على إيذاء السجن. ومازال هذا السجن وسيبقى يمثل واحدا من أهم النقاط الأمنية والعسكرية للمناطق المتاخمة لوجود المنظمات الإرهابية .
https://telegram.me/buratha