اقتحم عشرات المتطرفين الصهاينة يتقدمهم عددٌ من الحاخامات صباح يوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى المبارك، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
وأفاد مصادر اعلامية بأن المقتحمين نظموا جولةً تعريفية في باحات الأقصى، وسط تشديدات أمنية تقوم بها سلطات الاحتلال على حركة دخول المقدسيين للمسجد المبارك، فيما تعالت أصوات مئات المصلين وطلاب مصاطب العلم. وبحسب مؤسسة الأقصى للوقف والتراث فإن "أكثر من 60 مستوطنًا اقتحموا ودنسوا المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة، يتقدمهم عدد من الحاخامات، وسط حراسة مشددة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة في الأقصى".
وقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على عدد من طلاب وطالبات مصاطب العلم في المسجد الأقصى، بعد أن حاول عدد منهم التدخل لمنع اعتقال أحد الطلاب بتهمة التكبير.
وشهد المسجد الأقصى منذ أمس وجودًا مكثفًا لقوات الاحتلال عند مداخله وفي أزقة البلدة القديمة بالقدس، وذلك كجزء من تحضيرات الاحتلال اليوم وغدًا، بمناسبة ما يطلقون عليه اسم يوم "يروشالايم" - الذي يوافق الأربعاء- أي ذكرى استكمال احتلال القدس والمسجد الأقصى. وكانت منظمات صهيونية عدة قد دعت عبر حملات على مواقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" إلى اقتحام وتدنيس الأقصى يومي الثلاثاء والأربعاء، على مرحلتين صباحية وما بعد الظهر، ودعت إلى إقامة رقصات وشعائر تلمودية في باحات المسجد المبارك، كنوع من الاحتفال بما يطلقون عليه يوم "يروشالايم".
يأتي ذلك في وقت وضع الاحتلال الإسرائيلي وأذرعه التنفيذية برنامجًا مكثفًا ومتنوعًا يستبيح بموجبه مدينة القدس يومي الثلاثاء والأربعاء، يتخلله مسيرة ضخمة تنظم عصر اليوم الأربعاء.
وأعلنت بلدية الاحتلال ومنظمات صهيونية أخرى عن برنامج احتفالي يومي الثلاثاء والأربعاء محوره فعاليات غنائية راقصة وصاخبة تمتد إلى عمق الليل، فيما تنظم منظمات أخرى مسيرات وجولات صباحية ومسائية للطلاب وغيرهم في أنحاء مدينة القدس، وبالذات في منطقة الأسوار التاريخية وداخل القدس القديمة. وأفادت وسائل إعلام العدو بأن الحكومة الإسرائيلية ستعقد جلسة احتفالية خاصة يوم الأربعاء في محيط المسجد الأقصى المبارك، سيتخللها احتفالٌ رسمي في المنطقة التي يسمّيها الاحتلال "تلة الذخيرة"، بالقرب من حي الشيخ جراح شرقي القدس.
وقالت مؤسسة الأقصى:" إن مثل هذه الاحتفالات التي ينظمها الاحتلال سنويًا بمناسبة احتلاله للمسجد الأقصى واستكماله لاحتلال مدينة القدس، إنما تذكرنا بالمأساة والمعاناة التي نكابدها من عدونا"، مذكرةً الأمة بواجبها اتجاه القدس والمسجد الأقصى المحتلّين، ودعوتهما إلى تحرك عاجل لإنقاذهما من براثن الاحتلال الإسرائيلي. ودعت المؤسسة المقدسيين إلى الرباط الباكر والدائم في المسجد المبارك، ومزيد من شدِّ الرحال إليه، وتكثيف التواصل معه.
على صعيدٍ منفصل، استشهد صباح أمس الطبيب المقدسي سميح أوحيش (64 عامًا) من سكان بلدة أبو ديس، متأثرًا باستنشاقه غازًا سامًا مسيلًا للدموع أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤخرًا.
وأُدخل أوحيش إلى المستشفى قبل عدة أيام بعد استنشاقه كمية كبيرة من الغاز السام المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال على المواطنين خلال مواجهات في أبو ديس، وتم نقله على إثرها إلى المستشفى حتى أُعلن صباح اليوم عن استشهاده.
14/5/140528
https://telegram.me/buratha