بسم الله الرحمن الرحيم
وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً * إِنَّ ٱلإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَىٰ ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ ٱلْخَيْرِ لَشَدِيدٌ *أَفَلاَ يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ * وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ* { سورة العاديات}..
الخيول العربية الأصيلة تعتبر هي رمز العروبة، فحيث ما ذُكر العرب صفات الحرب والتحمل كان للخيول مساحة واسعة في حديثهم. ولم يأتي ذلك من فراغ بسبب تحمل الخيول العربية الاصيلة التحمل والصبر. ولا يوجد نصر حققه العرب في حروبهم الا وكان للخيول دور مهم في ذلك النصر..ومن عوامل الانتصار صبر المقاتل وهذا الصبر يكون بمساعدة الخيول.يقول تعالى .{وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ}ــ الانفال60ـأ
الذي تضيفه الخيول للمقاتل وتحقق معه النصر هي قوة تحمله وصبره بصبرها وسرعتها وهيكلها احيانا يدخل الرعب في قلب العدو. ولذلك اهل الحضارات الغربية كانوا يضعون ثيابا خاصة على خيولهم تكريما لها. ومن اهم الخيول التي اطلق عليها العرب اسماء خاصة هي.
**الكحيلة : سميت كحيلة نسبةً للسواد الذي يحيط عينيها والذي يظهر كالكحل. مما يعطي لمسة جمال ذكورية وهذا الصنف تشترك الانثى مع الذكر في وجود السواد الكحل حول عين الفرس وتتميز خيول الكحيلان؟ انها تستخدم لركوب الخيل. لأنها تتميز بكبر حجمها وضخامة عضلاتها. ولشدة احترام العرب خيول الكحيلان كانوا يحترمونها ولم يحملوا على ظهرها أي عفش او اثقال .يعتبرون الخيول عامة والكحيلان خاصة للركوب فقط .. وللمتنبي قصيدة عصماء يتحدث فيها عن مواقفه واهله وبطولاته ضمنها يقول:
ألخَيْـلُ وَاللّيْـلُ وَالبَيْـداءُ تَعرِفُنـي ////// وَالسّيفُ وَالرّمحُ والقرْطاسُ وَالقَلَـمُ
الثانية :الصقلاوية: سميت صقلاوية نسبةً لصقل شعرها أي يعطي لون وجمال حين تركض .. ةتكون الصقلاوية كبيرة الخصر مما تتيح للفارس راحة الجلوس على ظهرها .بسبب سرعة عدوها وكبر خاصرتها. وتتميز الخيل الصقلاوي عن غيرها من الخيول الأصيلة بجمالها الأنثوي الباهر، ولذلك تستخدم في الاستعراضات والاحتفالات بكثرة.
القسم الثالث: العبيان : يقال أن تسمية خيل العبيان تعود إلى سقوط عباءة أحد المتسابقين علي ذيل احدها وظلت حتى نهاية السباق. لطول ظهرها، وعادةً ما تباع بالمزادات نظرًا لغلو ثمنها فتسمى بـ “عروسة المزاد” وتقريبا تاخذ بقية الخيول اسماء من سلالات هذه الاسماء.
القران الكريم اطلق اسما جديدا على الخيول التي حققت نصرا للاسلام . وجاءت سورة باسماء تلك الخيول . فقال تعالى عن الخيول التي شاركت في معركة ذات السلاسل:{ وَٱلْعَادِيَاتِ ضَبْحاً * فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً * فَٱلْمُغِيرَاتِ صُبْحاً}. الخ. اختلف المفسّرون في مكان نزول هذه السّورة، بعضهم قال انها مكّية، واخرون قالوا إنّها مدنية. غير ان القرائن تدل على انها مدنية لان المسلين لم يخوضوا أي معركة قبل الهجرة ولم يسمح لهم بالحرب. والظاهر {مضمون القسم في السّورة} مرتبط بالجهاد.. ويقول بعض المفسرين ان هذه السورة نزلت بعد بعد غزوة (ذات السلاسل)وهذا دليل على مدنية السّورة. وبعض المفسرين حاولوا ان يغيروا التاريخ والمفاهيم فقالوا ان السورة نزلت في مكة تصف حركة الحجاج بين الكعبة والمواقف في منى وعرفة والمزدلفة. وقالوا أن اكثر مراسيم الحج كانت شائعة بين عرب الجاهلية بتأثير من سنة إبراهيم. لكنّها كانت ممزوجة بالخرافات ممّا يجعل قَسَم القرآن بها مستبعداً. وهذا الراي غريب جدا.
ــــ راي الشيعة في سبب نزول الآية : يقولون غزوة ذات السَّلاسِل من الغزوات البطولية الهامة التي قادها الامام علي بن أبي طالب(ع) بجدارة و بسالة و بأمر من رسول الله (ص) بعدما فشل عددٌ من القواد المسلمين في تحقيق النصر، وهزيمتهم أمام الأعداء . ولاهمية ذلك الانتصار انزل الله تعالى: بعد هذه الواقعة سورة العاديات التي وصفت الغزوة .اما سبب تسمية هذه الغزوة بذات السلاسل, يعود إلى شدِّ المسلمين الأسرى بالحبال ، فكانوا كأنهم في السلاسل .عن الإمام الصادق(ع)أنه قال : " سميت هذه الغزوة ذات السلاسل لأنه قتل منهم وتم أسر السبايا وبسبب كثرتهم تم شدهم بالحبال مكتفين كأنهم في السلاسل.ــــ
** تفاصيل الغزوة :في السنة الثامنة للهجرة أُخبر رسول اللّه(ص) بأن أثنا عشر ألفاً من أعداء الإسلام تحالفوا و تعاقدوا في ما بنيهم ، واجتمعوا في "الوادي اليابس " ويريدون التوجّه إلى المدينة للقضاء على الإسلام ، مصمَّمون على قتل النبي(ص)أو قتل فارسه البطل الامام علي{ع}. وتعاهدوا على تحقيق أهدافهم حتى لو يُقتَلوا في هذا السبيل .
**كيف عرف المسلمون خطة العدو :تختلف الأقوال في كيفية معرفة الرسول{ص}بخبر تجمعهم وخطتهم ،هناك أقوال ثلاثة : الاول :إن الرسول (ص) تعرَّف على خطة العدو بواسطة الوحي ، يقول القمي في تفسيره : نزل جبرائيل على محمَّد ( ص) و أخبره بقصتهم ، و ما تعاقدوا عليه
** الراي الثاني .. إن النبي (ص) كان من عادته إرسال العيون إلى مناطق العدو لرصد حركتهم و كشفها في وقت مُبكِّر ، و لقد استطاع بواسطة العيون التي بثها في تلك المناطق أن يعرف نواياهم للإسلام و المسلمين قبل أن يتمكن العدو من القيام بالإغارة على المدينة .
الراي الثالث: إنّ أَعرابياً جاء إلى النبيّ ( ص) و أخبره باجتماع قوم من العرب بوادي الرمل 4 للتآمر عليه وعلى الإسلام ، ـ و أضاف ـ بأنهم يعملون على أن يبيّتون بالمدينة .. فسارع النبي{ص} بإفشال مؤامرة العدو واول اجراء اتخذه امر مؤذنه أن ينادي في المسلمين:صلاة جامعة ، فسارع المسلمون إلى الاجتماع في المسجد ، فصعد المنبر وقال:أيُّها الناس ،هذا عَدوَّ اللّه و عدوَّكم قد عمل على أن يبيِّتكم فمَن لهم ..فانتدب جماعة للدفاع عن الإسلام و مقابلة العدو ، فأمَّرَ النبيّ{ص}عليهم أبا بكر ، فسار أبو بكر بتلك المجموعة إلى قبيلة " بني سليم" و كانت قبيلة بني سليم تسكن في شعب واسع ، فلمّا أراد المقاتلون المسلمون أن ينحدروا إلى الشعب عارضهم بنو سليم و قاوموهم ، فانسحب أبو بكر ، ولم يتمكن من أداء مهمته .جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي: قالوا ـ بنو سليم لأبي بكر ـ : ما أقدمك علينا .قال : أمرَني رسول اللّه{ص}أن أعرض عليكم الإسلام فان تدخُلوا فيما دخل فيه المسلمون لكم ما لهم ، وعليكم ما عليهم وإلا فالحربُ بيننا و بينكم .فهدّده زعماء تلك القبيلة ـ و هم يباهون بكثرة رجالهم و مقاتليهم ـ بقتله و قتل من معه ، فاُرتعبَ لتهديدهم و عاد بجماعته إلى النبي (ص).انزعج الرسول{ص}لعودة الجيش الإسلامي خائباً ، فأمر عمر بن الخطاب أن يتولى قيادة المجموعة وفعلا توجه عمربن الخطاب بهم إلى العدو .نحو المجموعة المتآمرة ، لكن العدوَّ كان هذه المرة أكثر تحسباً و يقظة ، ذلك لأن جيش العدو استقرَّ هذه المرة عند فم الوادي اليابس و كمنوا وراء الأحجار وتستروا تحت الأشجار بحيث لم يتمكن المسلمون من مشاهدتهم ، فباغتوا المسلمين بالخروج مرة واحدة عندما وصل الجيش الإسلامي ذلك الوادي . فهرب المسلمون ولم تتمكن القوة الاسلامية من تحقيق النصر في المرة الثانية في قيادة عمر بن الخطاب .فأصدر عمر الأمر بالانسحاب كما فعل الأول من قبل ،هكذا عاد الجيش الإسلامي إلى المدينة مذعورا و مهزوماً و لم يحقق شيئاً .
** فاستاء الرسول(ص) من هزيمة قادته وكره منهم هذا الموقف .و هنا قام عمرو بن العاص و قال : ابعثني يا رسول اللّه إليهم ، فإن الحرب خدعة ، فلعلّي أخدعُهم ، فأنفذه رسول اللّه (ص) مع جماعة من المسلمين لمقابلة العدو ، لكنه ما إن وصل إلى الوادي حتى خرج إليه بنو سليم فهزموه و قتلوا من أصحابه جماعة .
أخو الذكر والمحراب ان جن ليله ***وصنو القنا والسيف ان طلع الفجرُ
وفارس مضمار البيان بــــنهجه ***** تلاقى البيان الجزل والفكر والغرُ
ستلقاه حياً في الروائع كلها **********وفي كل سفر من روائعه سطرُ
فان قيل هذا قبره قلت أربعوا ********أهذا الكيان الضخم يجمعه قبرُ ؟ولكنه باب الى معطياته ***************يمد غناه من بـــــساحته فقرُ
فلم تبق وسبلة الا استعملها رسول الله{ص} . وعند الشدائد ينادي المسلمون يا علي عندها أنزعج المسلمون بسبب الهزائم المتتالية ، فعمد رسولُ اللّه (ص) إلى قيادة جديدة بقيادة بطل الإسلام الخالد عليِّ بن أبي طالب (ع) و بعثهم لمقاتلة العدو. لما جاء الامر لعلي{ع}طلب من الزهراء (ع) أن تأتي له بالعصابة التي كان يشدّها على جبينه في وقت الكريهة ، فتعصَّب بها ، فحزنت فاطمة (ع) و بكت إشفاقاً عليه، فسلَّاها النبي{ص} وهدّأها ومسح دموع عينيها ، و شيّع عليّاً حتى بلغ معه مسجد الأحزاب ، و عليّ راكبٌ على فرسه الأبلقٍ ، و قد لبس بردين يمانيّين ، وحمل رمحاً هندياً بيده ،وباليد الاخرى ذو الفقار فودَّعه الرسول(ص)وقال : " أرسلته كراراً غير فرّار" .وتوجّه علي{ع}بالجيش الإسلامي إلى العدو ، لكنه سلك طريقاً غير معروف، و كان يريد بذلك إخفاء خطته ، حتى إن الذين خرجوا معه تصوّروا أنه يقصد العراق . وقد استعان الامام{ع}بالكتمان والسريَّة ،أخفى كل شيء عن العدو، كان يسير بالجيش ليلاً ,ويكمن نهاراً ، حتى دنا من ارض العدوّ دون أن يشعر به احد .قبل أن يصل إلى النقطة الاستراتيجية في مدخل الوادي أمر الجيش بالنزول و الاستراحة لاستعادة النشاط و استعداداً لمداهمة العدو على حين غفلة ، و لكي لا يشعر العدو بالجيش الإسلامي أمرهم بان يكمُّوا أفواه خيولهم حتى لا يسمع العدو صهيلها .وعند الفجر صلّى عليُّ (ع) بالمسلمين صلاة الصبح ، ثم صعد بهم الجبَلَ حتى وصل إلى القمة ، بعدها انحدر بهم ـ بسرعة فائقة ـ إلى الوادي حيث يسكن " بنو سليم " فأحاطوا بهم وهم نيام ، لم يستيقظوا إلا و قد تمكَّن المسلمون محاصرتهم ، فأسَّرُوا منهم فريقاً ،وفرَّ آخرون .ارتعب العدو .وفقَدَ قدرته على المقاومة ففرّ من المعركة مخلِّفاً وراءه غنائم كثيرة استولى عليها المسلمون ، واكتمل النصر وعاد الجيش الى المدينة بقيادة علي{ع} إلى المدينة ظافراً منتصراً .
** في بداية الهجوم قام بعضهم يحمل سيفه لتلافي ما حل بهم ولكن بسالة علي {ع} وشجاعته لم تترك لهم فرصة جر الانفاس . والسورة المباركة تبين قوة وشراسة القتال وخطة امير المؤمنين في قيادة الجيش الذي يقوده .. فكرمته السماء وكرمت موقفه وشجاعته .فنزلت في هذه الواقعة سورة كاملة هي سورة العاديات التي قال الله عَزَّ و جَلَّ فيها : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴿ وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا * فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا * فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا * فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا * فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا * إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ * الخ ﴾. رُوِيَ عن الإمام الصادق (ع) أنه قال : لما نزلت السورة خرج رسول الله (ص) إلى الناس فصلى بهم الغداة و قرأ فيها والعاديات ، فلما فرغ من صلاته قال أصحابه هذه سورة لم نعرفها ، فقال رسول الله : نعم ! إن عليا ظفر بأعداء الله و بشرني بذلك جبرائيل في هذه الليلة ،ما هي صلاة الغداة ..؟ عن الباقر{ع}قال : «وقت صلاة الغداة ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس». وعن الأصبغ بن نباتة ، قال : قال أمير المؤمنين{ع}: «من أدرك من الغداة ركعة قبل طلوع الشمس فقد أدرك الغداة تامّة»...
*** فقدم علي (ع) بعد أيام بالغنائم و الأسارى " وعاد الجيش ظافرا إلى المدينة. .كان رسول الله (ص) ينتظر رجوع ابن عمه من هذه الغزوة الظافرة ، و لما قَرُب الجيش من المدينة خرج النبي{ص} في جماعة من أصحابه لاستقبال علي(ع)ما أن وقعت عين الامام على رسول اللّه (ص) حتى ترجّل من فرسه احتراماً و إجلالاً للنبي، فقال له وربت على كتفه : " اركب يا علي.!! فانَّ اللّه و رسوله عنك راضيان " .واغرورقت عينا علي{ع}بالدموع استبشاراً ، فقال رسول اللّه (ص) في شأن علي{ع} قولته المعروفة : " يا عليّ لَولا أَنّي اُشفقُ أن تقولَ فيك طوائف مِن اُمتي ما قالت النصارى في المسيح لقلتُ فيك مقالاً لا تمرُّ بملأَ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك " يعني اخشى ان يعتبروك ابنا لله .
يا سيّدي يا أعَزَّ الرجال // يا مُشرَعاً قَطُّ لم يُعجَمِ //ويا بنَ الذي سيفُهُ ما يَزال// إذا قيلَ يا ذا الفَقارِ احسِمِ // تُحِسُّ مروءَ ةَ مليونِ سيفٍ // سَرَتْ بين كَفِّكَ والمَحْزَمِ// عليُّ..عليَّ الهُدى والجهاد//عَظُمتَ لدى اللهِ من مُسلمِ// يا أكرَمَ الناسِ بَعدَ النَّبيّ // وَجهاً. .وأغنى امريءٍ مُعدَمِ// مَلَكتَ الحياتَين دُنيا وأ خرى// وليسَ في ِبَيتِكَ من درهمِ // ساطلع ثغري على موطئيك // سلام لارضك من ملثم .....................
سميت السورة بالعاديات نسبة لاول كلمة فيها وهي الخيل اما معناها كما وصفها القران والعاديات : (الله اقسم ) بالخيل التي تعدو في الغزو. نقول فلان عداء يعني سريع الركض. وكلمة ضَبْـحًا هو صوت أنفاسها إذا عدت .وكلمة فالموريات قدحا : المخرجات النار بصك حوافرها على الحجر والارض الصلبة.اما كلمة فالمغيرات صُبْحا : خص تلك الخيول التي قادها الامام .. المباغتات للعدو وقت الصباح .فأثرْنَ به نقـْعا : هيجن الغبار في الصبح بسبب عدوها السريع وانقضاضها على العدو .فوسطن به جمعا : فتوسطن بين الأعداء .لم ترتهب الخيل كبعض الناس الذين هربوا وارتجفت قلوبهم .. فوصفهم وجعلهم رد القسم بالخيل العادية .. وقوله ان الانسان لربه لكنود..{ أصل الكنود الأرض التي لا تنبت شيئاً، وهنا إشارة إلى الإنسان الذي يمنع الخير ويجحد ما عليه من واجبات.فلا يقوم بها .
وتاتي كلمة كنودٌ : أي الكفور الجاحد .. ثم تقول الاية إنّه لحُبّ الخَيْر لشديد : لأجل حب المال شديد يطالب بحقه ويريد مساواته كالمجاهدين وهو يهرب او اصلا لم يشارك .فهو شديدٌ : مجد في تحصيل المال متهالك عليه .ثم تشير السورة : }..
{{ أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ *وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ * إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ}] البعثرة البعث و النشر، والمبعثر هو انقلاب الشيء راسا على عقب.. و تحصيل ما في الصدور { هو اظهار ما في باطن نفس الانسان من صفة الإيمان و الكفر وهل كان يعمل للحسنة ودرء السيئة قال تعالى: «يوم تبلى السرائر»: وهو يوم إظهار ما أخفته الصدور لتجازى على السر كما تجازى على العلانية.
ثبت في الأثر أن النبي {ص} كانت عنده سبعة خيول، وقال بعضهم له عشرًا من الخيول، هذه فيها مبالغة لان النبي {ص} كان يستخدم في تنقله فقط ناقة واحدة { تسمى القصواء} القصواء مأخوذة من قصا البعير والشاة اذا قطع من طرف أذنه؛ والناقة التي أقصاها صاحبها عن العمل والخدمة ولم يرسلها للمرعى وذلك لسمو مكانتها عنده ولكي تظل أمام عينيه لا تغيب عنها ليرعاها. كانت القصواء ناقة الرسول المفضلة وذلك لقوتها وسرعتها لهذا كانت مطيتة في صلح الحديبية، وعندما دخل مكة فاتحاً، طاف عليها حول الكعبة معتمراً. والقصواء كانت راحلته في حجة الوداع، امتطاها في عرفات، وفي مزدلفة والمشعر الحرام وخطب عليها خطبته الشهيرة في حجة الوداع .. جاء في صحيح البخاري عن عائشة: أن النبي اشترى راحلة الهجرة من أبي بكر. وهما راحلتان اشتراهما أبو بكر، فجاء بإحداهما إلى رسول الله محمد وقال له:«فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتي هاتين. قال رسول الله:" بالثمن " فاشتراها منه .
هناك خيول لمع اسمها في كربلاء لما تبرع عبيد الله بن الحر الجعفي ولكن الحسين رفضه وقال له: اذا بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا بمالك ...وكذلك فرس الحسين{ع}[يسمى لاحقا] ويسمى ذو الجناح . ماهو مصير فرس الامام الحسين {ع} ذو الجناح بعد واقعة كربلاء كان لفرس الحسين دورا بارزا في المعركه ولقد اثبت وفاءه للامام وكان " ذو الجناح " الذي ركبه يوم عاشوراء سمي بذي الجناح لسرعته.
هناك زيارة منسوبة للامام المهدي يقول في زيارة الناحية ولما عاد جوادك الى المخيم وهو يصهل صهيلا مدويا والسرج عليه ملويا . خرجن من الخدور على الخدود لاطمات وبالعويل نادبات وبعد العز مذللات والى جسم الحسين مبادرات .
قعدن يم ابو اليمّه ينحبن /// سكنه تعددلهن وهن يبكن///الرباب تصيح بالله حيل الطمن // انت ابجي يا سكنه لا تفتِرين // يا سكنة هذا ابوج حسين مطروح// وكل ونه اليونها تشعب الروح // يسكنه ساعدي عمتج على النوح // تراها طايحه يم راس الحسين //..
يا جدي مات ما حد وقف دونه /// ولا نغّار غمّضله عيونه //يعالج بالشمس منخطف لونه // ولا واحد بحلقه ماي قطر //
. تصيح بصوت الحكوا يا ال عدنان/// الحكوا حسين لا ينذبح عطشان// دفعها الشمر عنه ابسوط واسنان// دكومي لو اذبحج فوك الحسين...
https://telegram.me/buratha