علي إبراهيم العطواني
ان لم نقل الجميع فان اغلب القوى الفاعلة والمشاركة في العملية السياسية اليوم تفتخر بانها قوى معارضة للنظام المقبور وهي بهذا تتشرف بهذه المهمة وتعدها فخرا في مسيرتها التاريخية ولكن اغلب هذا القوى اليوم وبعد ان ذاقت حلاوة السلطة اصبحت تبتعد عن مفهوم المعارضة وكانه لديها يحمل مفهوم واحد ونسيت او تناست ان شرف المعارضة البرلمانية الحقيقية اليوم لايقل شرفا عن مقارعة النظام الدكتاتوري اذا كانت هذه المعارضةالبرلمانية تهدف الى تقويم وترشيد العمل الحكومي لخدمة الشعب لا المعارضة لاجل التسقيط السياسي وعرقلة عمل الحكومة وتسقيطها.فمن المعلوم ان المعارضة في البلدان المتقدمة ديمقراطيا اكثر تاثيرا ونشاطا من الحكومة وتنشط المعارضة فيها لتكون عين المواطن على الحكومة وهي بهذا تودي واجب الوفاء لمن انتخبها لتكون قوى برلمانية معارضة مؤثرة وفي نفس الوقت تقدم خدماتها الرقابية والاشرافية الى باقي المواطنين الذين لم ينتخبوها وبالتالي تصبح صاحبة فضل على الجميع وهي بهذا الدور تكون الجانب الاقوى بما تمثله من سلطة رقابية مدعومة بتصويت المواطن .اما في تجربتنا الديمقراطية وربما لحداثة التجربة فاننا ننظر الى المعارضة بمنظار ضيق ونعتبرها الجانب الخاسر او المهزوم انتخابيا وشعبيا لهذا نلاحظ التمسك غير المقبول بالمنصب والتنعت والتصلب في مفاوضات القوائم السياسية واصرار البعض على ان يكون هو من يشكل الحكومة ويتراسها وبهذه المفاهيم تعقدت لدينا المباحثات حول تشكيل الحكومة وطالت لاكثر من اربعة اشهر ولايبدو انها ستتشكل في المنظار القريب .قد يقول قائل ان المطالبة بالمناصب الجكومية حق مشروع للقوى السياسية واقول هذا امر مؤكد على ان لا يكون هو المقصد الاول و الاخير وعلى ان تترسخ لدينا ثقافة المعارضة البرلمانية الحقيقية و بانها الموقع الاول والاسمى لخدمة الشعب والحفاظ على مكاسبه ومصالحه .
https://telegram.me/buratha