المقالات

الأبعاد السياسية في الملتقى الثقافي للسيد الحكيم

739 14:56:00 2010-07-11

عمار العامري

في الوهلة الأولى يجد المتابع للملتقى الثقافي الأسبوعي للسيد عمار الحكيم انه مجرد (منبر) للتوجيه والإرشاد يرتقي عليه رجل دين يطرح من خلاله أفكار وروى تتعلق بطائفة معينة أو موضوع ديني، ولكن التصورات قد تتغير بشكل كبير حينما يتمعن في متابعة ما يطرحه رئيس المجلس الأعلى من خلال هذا الملتقى الثقافي حيث تجد هناك اتساع كبير في مدى الطروحات الدينية والسياسية والاجتماعية والثقافية بل حتى يعود بك التفكير إلى انك أمام مدرسة خطابية ذات إبعاد كبيرة في الحداثة جديدة تطرى على الخطاب السياسي، وللمتابعة تطورات الحداثة في هذا الشأن تجد أن السيد مهدي الحكيم (1935-1988) قد كان أول من اعتلى منابر التوجيه والإرشاد في بداية عقد الخمسينات من القرن الماضي ليكسر فيها قواعد المدرسة التقليدية والتي كانت لا تخرج عن طرح الأحكام الشرعية والعقائدية البحتة حتى بدأت مدرسة الحكيم (الابن) بطرح مفاهيم جديدة لم يسمع بها المتلقي من قبل كمفردات (الوطن والديمقراطية والانتخابات وحقوق الإنسان) ومنذ تلك اللحظات بدأت مدرسة الخطابة الدينية والمفعمة بمفاهيم الحديثة تتطور، حتى وصل الحال بظهور مدرسة الشيخ احمد الوائلي (1928-2003) والتي تعد من المدارس الحديثة في الأسلوب الخطابي إذ بادر المرحوم الوائلي إلى استخدام الأفكار والطروحات العلمية التطبيقية لاسيما حينما يخاطب المتلقي بطرح أفكار (نيوتن وأديسون في الفيزياء والكيمياء وعلم النبات والبيئة وغيرها) بحيث أطلق على مدرسته (جامعة الوائلي المتنقلة) لغزارة العلوم فيها والتي استهوت كافة المستمعين من المذاهب الإسلامية المتعددة والديانات الأخرى وفي مختلف أنحاء العالم وفي أطار التطور في الطرح الخطابي هذا نجد الظاهرة الجديدة للسيد عمار الحكيم.أن الملتقى الثقافي للسيد الحكيم يعد اليوم مدرسة حديثة في الطرح الديني السياسي حيث أن إلية تقسيم المحاضرة أو خطبة كما تشاء أن تسمى تختلف عن ما يطرحه خطباء الجمعة من حديث الخطبة الدينية ثم الخطبة السياسية أو الخطبة الأولى ثم الثانية متمسكين باعتبارها فرض واجب الالتزام به، ولكن ما يطرحه السيد الحكيم يختلف من حيث التقسيم فلم تكن هناك خطب متتالية وإنما تجد حديث مترابط متماسك يعجبك طرحه غير ملتزم بمعايير الفرضية الواجبة وإنما تجد الإصغاء والاندماج والتمعن في تحليل الموضوعات والمفردات يستوجب منك أن تجعل نفسك وكأنما أنت أمام أستاذ كبير في علوم الدين المتنوعة والسياسة والحديث والبلاغة والمنطق حتى يعجبك في سبكه للمفردات واستخدامه للعبارات.أن السيد الحكيم قد استثمر الملتقى الثقافي السياسي الأسبوعي خير استثمار أولا لحضوره أغلبية من الطبقات السياسية والثقافية والاجتماعية التي يمكنها الاستفادة من الطروحات الجديدة والإطلاع على ما يدور في أروقة السياسة العراقية والتي بات المواطن يترقب ما يدور في كواليسها ناهيك عن الإجابات الشافية عن ما يدور في ذهنك من أسئلة إذ تجد السيد الحكيم هو من يجيبك عليها بدون أن تسأله أحيانا وحينما تسأله أيضا ثانيا أن تصدير فقرات الملتقى الثقافي إلى الوسائل الإعلامية المتعددة ناهيك عن تقطيعه المبرمج عبر قناة الفرات الفضائية وإعطاءه فسحة زمنية تليق بتعرف المشاهد والمستمع إلى ما يدور وكأنما هو جالس في الملتقى ثالثا أن الحضور المتنوع والنوعي في الملتقى يؤكد أهمية الملتقى وإعطاء الفرصة الكبيرة لدراسته ونقل مضامينه إلى الذين لم يطلعوا على مجرياته مما أصبح موضوع مهم أمام الكتاب والباحثين والمهتمين لتناوله في الحديث السياسي والتحليلات واللقاءات الصحفية والإعلامية.لذا أن الملتقى الثقافي للسيد الحكيم يعد من أهم المصادر الحديثة للدروس السياسية للأوضاع القائمة في العراق في كافة الجوانب السياسية والاجتماعية والخدمية حيث تجد السيد الحكيم يناقش لك أسبوعيا أهم الموضوعات السياسية والمتعلقات بالشأن الحكومي العراقي معقبا على الجانب الخدمي والذي يهم مصلحة المواطن أكثر مما يهتم المواطن نفسه بالجانب السياسي - حيث أن الجميع يجمع على أن السياسة والسياسيين يجب أن يكونوا بمستوى المسؤولية لتوفير الخدمات للشعب لاسيما أن صعودهم إلى مراكز التشريع والتنفيذ هو من اجل المواطن وتحقيق طموحاته لا من اجل تحقيق طموحات المسؤول الذي يفكر كيف أن يستثمر أو يستغل الجماهير لانتخابه بدون تقديم أي مشروع خدمي لهم- وما استحدثه السيد الحكيم في هذا الملتقى هو فتح باب السؤال التحريري لما يدور في أذهان وخواطر الحضور لتكن إجابات رئيس المجلس الأعلى الإسلامي استكمال للدرس السياسي الذي يطرحه أسبوعيا وبذلك تكتمل الصورة لديك عن مجريات الإحداث وما يدور في أروقة السياسة العراقية من خلال الملتقى الثقافي للسيد الحكيم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك