المقالات

الفساد آفة الديمقراطية

832 15:50:00 2010-07-10

حسن الهاشمي

من المعلوم إن الفساد الإداري والمالي ظاهره قديمة أصابت الجهاز الإداري في العراق منذ نشأة الدولة العراقية في بداية عشرينيات القرن الماضي واستفحلت بعد انقلاب 1968م، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، لماذا أضحى العراق بعد التغيير الديمقراطي ممثلاً المركز 129 في الدول الأنظف في سلم الفساد (في تقرير لمنظمة الشفافية العالمية) أو كما جاء (في تقرير مستقل آخر) باعتباره ثالث بلد (بعد الصومال وميانمار) من بين 180 بلداً في الفساد. وعندما يراجع أحدنا أية دائرة حكومية يجد إن الكثير من عقبات الفساد المالي والإداري تنتظره وإذا لم يتعاطى معها فإن معاملته ستطالها الإهمال ويبقى يراجع ويراجع في حر الصيف وبرد الشتاء خلف الأبواب والشبابيك المغلقة، ولا أحد ينقذه من حظه العاثر سوى مقدار ما يدفعه للموظف الفاسد لانجاز معاملته، وإنني أعرف الكثير من أصدقائي عندما تكون له معاملة في دائرة من الدوائر فإن وجهه يسود وهو كئيب، إذ باتت المعاملة في الظرف الراهن مساوقة للتعب وحرق الأعصاب والانتظار الممل، وكأن الموظف الفاسد ينتقم من كل من لا يتعاطى مع استغلاله وجشعه وأكله للسحت والحرام، ويبقى المواطن الفقير أو النزيه هو الذي يدفع الثمن إزاء ما هو مستشري فعلا في معظم دوائرنا، فهو في دوامة ثنائية للحصول على ضالته من دوائر الدولة، إما الشقاء وإما الدفع، وكلاهما مرفوض في عراق ما بعد التغيير، حيث إن احترام كرامة المواطن وعدم ابتزازه تعد من أوليات النظام الديمقراطي.قبل الإجابة عن التساؤلات المتقاطرة في أذهان معظم المتابعين، لابد من معرفة إن ظاهره الفساد الإداري والمالي من الظواهر الخطيرة التي تواجه البلدان وعلى الأخص الدول النامية حيث أخذت تنخر في جسم مجتمعاتها وبدأت بالأمن وما تبعه من شلل في عملية البناء والتنمية الاقتصادية والتي تنطوي على تدمير الاقتصاد والقدرة المالية والإدارية وبالتالي عجز الدولة على مواجهة تحديات البناء والتطوير أو إعادة بناء البنى التحتيه اللازمة لنموها. ولا يتوهم واهم إن استفحال الفساد من لوازم الديمقراطية، بل العكس صحيح إذ إن إنضاج الديمقراطية ستلغي المركزية والفساد الناتج عنها، وبما إننا نمتلك إرثا عقائديا ضخما من الأخلاق والقيم القائمة على أساس الصدق والأمانة والعدل والمساواة وتكافؤ الفرص، فإن النظام الديمقراطي ولترسيخ قيمه وأسسه الحضارية التي لا تتعارض مع عاداتنا وقيمنا الأصيلة، عليه أن يعالج تلك الحالات الشاذة قبل استفحال الأمر، والنكوص على كل ما هو جميل في تلك الصفحة الناصعة عبر التركيز على المقومات التالية:1. على المهتمين والباحثين ضرورة إعداد الدراسات والبحوث لتشخيص ومتابعة ومن ثم معالجة ظواهر الفساد المختلفة وأهمها الفساد الإداري الذي يتبعه الفساد المالي حتماً. 2. القضاء على تشريع القوانين الممهدة للسلب والنهب والاحتيال في وضح النهار وبأساليب ملتوية والقضاء على المحاصصة وتمرير قوانين مقابل تمرير أخرى التي باتت تحمل مسوغاً قانونياً، وإلغاء الحصانة الممنوحة سواء كان للمشرع أو للموظف القيادي الكبير للذي ارتكب مخالفات مالية تمهيدا لمحاكمته. 3. التخلص من النخب السياسية المختلفة الأطياف التي أضحت اهتماماتها بالدرجة الأولى توزيع حصص القيادات العليا أو الحقائب الوزارية أو الإدارات العامة، دون النظر إلى الكفاءة والنزاهة والتفاني والإخلاص.4 . إصدار قوانين صارمة لمنع الفساد الإداري والمالي وإنزال أقسى العقوبات بحق من ثبت بالدليل تعاطيه الرشوة وعرقلته العمدية لمعاملات المواطنين لأي جهة ينتمي ولأي حزب يميل.5 . الاختيار الصحيح للأشخاص النزيهين من هيئات الرقابة والمفتشين والنزاهة، وكلما كان المسؤول مهنيا ونزيها كلما كان قوياً ويكون صريحاً مع الشعب بشكل واضح.6 . خلق رأي عام يرفض الفساد دينياً وأخلاقياً لأثاره السلبية في التنمية الاقتصادية الشاملة والعلاقات الاجتماعية الواعدة. 7. تحفيز الموظف الذي يقوم بواجبه خير قيام والحيلولة في عدم ارتكاب المخالفات عن طريق الترغيب والترهيب لأي أحد يحاول استغلال نفوذه الوظيفي لأغراض شخصية. 8. المسؤول في النظام الديمقراطي ينبغي أن يخدم الشعب ويلبي حاجة الناس، وان يدرس معاناة المواطن ويلتقي به ويشخص إستراتيجية واضحة لتفادي الأخطاء والاستزادة من الإيجابيات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صرخة وزئير وموعظة لمن يستنير - السويد وباسمه تعالى
2010-07-11
عبود كرخي راد يرجع ما طعوا فيزه وتوجع وصديم راد شبر قاع وشكل الجيش الشجاع ما نطوا؟ خافوا يصير عنتر ياكل اسرائيل بيوم واحد لا مو أكثر والنوب اليشلعه منين؟ عجل موش هو أنكر؟ راح واحتل النشامه شرق وجنوب وراد يفتر صفقوله وعربدوله قام من بعد ذاك الوسام يحرق ويبلع ويبلع وللزلم خلاهه تشلع؟ طب عنتر طلع ياريت مجتر من القهر ذبح وثرم وبعدأكشر والبلد بالروح والشحم دق وهطر وهو بالمسرح تشنتر واليوم زلمه رايدي يرجع ينور؟ لك اصحوا؟
صراحة صارخه فهل من اذان سامعه؟ - السويد وباسمه تعا
2010-07-11
دمتم ذخيرة الناصحين ومنارة للسائرين ولقد ختمتم بمسك دونه السم في العسل فكل نشاما البلد سواسية طهر ألا من خلف الصنم فزغردوا ولا يزالون ولا يعلمون او يفقهون أنهم لو لم يستأصل صديم العار وازلامه لكانوا ضحايا مجازره وقبوره ومسرحه وخردله ودنسه وسلبه وهدمه وشخطات عاره وتمرشله المهزله سلب كل نعم الله وحولها كفرا وأحل البلد دار البوار وما كفى حتى صرنا نهبا وسلبا لمن ساندوه لثرمنا وتسميمنا وحرق الابار فهل صحوا؟ وها هم يحتضنون مخلفيه بغباء وحقد ودنس ظانين أنهم الانقاذ لهم ديمقراطيا؟
احمد
2010-07-11
القلم امانة ومسؤولية..لست ناقدا,لكني اشعر بتجردك وموضوعيتك,فلقد سطر يراعك كلمات تدعو للاحترام..بعيدا عن الفئوية والحزبية..بل كان طرحا متوازنا موضوعيا بعيدا عن التسقيط والاتهام للغير.الجميع يشترك بحمل هذه المسؤولية والتثقيف عليها ونشرها وصولا للاصلاح.بارك الله فيك,ووفقك للخير والصلاح. هههههههههههههههه بس لايلحكني صراحةصارخة لهنا الله يستر نذر لام البنين ادز لصديقي ابوحسين طليين ودبةبانزين اذاماعلق صراحةصارخةهنا بطلسمه الشهير ههههههه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك