محمد هاشم الشيخ
المالكي وتهديم المعبد
التعقيد الذي يشهده الوضع السياسي العراقي بعد أربعة أشهر من الانتخابات وفشل الكتل السياسية من الاتفاق على اختيار شخص رئيس الوزراء وتشخيص الجميع إن العقدة والحل في هذا الموضوع ترتبط بشخص السيد المالكي، فإصراره على ترشيح نفسه والإبقاء على هذا الترشيح مع علمه باعتراض اغلب القوائم الأخرى على ترشيحه اما الحل في المالكي عند العقلاء ومنهم بعض المعترضين على تشريح المالكي هو باختيار المالكي لشخص أخر يرشحه لرئاسة الوزراء بديلا عنه.
ومثلما يصر المالكي على إبقاء ترشيحه منفردا فانه يرفض ترشيح مرشح بديل وله في ذلك وجه نظر مقبولة واعتبارات حقيقية فالمالكي يعرف انه لو وافق على ترشيح أي شخص لرئاسة الوزراء ومهما كان هذا الشخص قريبا منه أو من حزب الدعوة فان هذا الامر يعني نهاية المالكي سياسيا.وهذا الأمر ليس افتراضيا فالمالكي لا زال يتذكر جيدا كيف اجبرالاخرون الجعفري على ترشيح بديل عنه في الانتخابات السابقة بعد رفض الأكراد توليه رئاسة الوزراء ثانية فقام بترشيح من يعتقده اقرب الناس إليه وأكثرهم ولاء له وهو المالكي ليجد الجعفري نفسه بعد أشهر خارج الحزب ومبعد حتى عن تقديم المشورة وقاتل وجاهد لأربعة سنوات وصرف أموال هائلة ليؤسس تيار الإصلاح وتصدح فضائيته يوما له ليحصل على مقعد برلماني واحد.
كل هذه الحقائق وغيرها يعلمها المالكي جيدا ولهذا فهو يتمسك بترشيح نفسه ويحاول إن يقنع حزب الدعوة إن بقاء الحزب مرتبط ببقاء المالكي في رئاسة الوزراء ويبدو إن المالكي لن يوافق على ترشيح أي شخص بديلا عنه حتى ولو تأخر تشكيل الحكومة وجاء بتبريرات جديدة وتأويلات للمواد الدستورية التي تحدد مواعيد تشكيل الحكومة بل ان المالكي لن يتنازل عن ترشيح نفسه حتى لو هددت العملية السياسية وشعاره يتأكد يوما بعد يوم ان كرسي رئاسة الوزراء اهم من كل شيء حتى لو لجا الى تهديد العملية السياسية او تدميرها او ان يهدم المعبد على من فيه.
https://telegram.me/buratha