عباس المرياني
هذا نص الكلام الذي قاله احد الجنود العراقيين الذين تواجدوا في جانب احدى طرق بغداد لحماية زوار ذكرى شهادة الامام الكاظم(ع) مخاطبا مجموعة من الشباب الذين تمركزوا بالقرب من نقطة التفتيش لخدمة المارة من الزوار وذلك بعد ان اخذ التعب منه مأخذا.ورغم بساطة وطيبة الكلمة الا انها تفتح المجال على العديد من التسائلات المهمة بدءا من مدى جدية الالتزام بتادية الواجب بصورة صحيحة وضرورة تحمل المسؤولية لقواتنا الامنية والقدرة على اداء الواجب في اصعب الظروف.ولمراجعة بسيطة للمعطيات اعلاه نجد ان كلام الجندي ينطوي على عمق المأسات التي تتمثل بالتنصل من الالتزام بالواجبات وصعوبة تحمل المواقف الاستثنائية وضعف في الاعداد البدني والنفسي. فالجندي الذي كلف بحماية الزوار يشعر بالتذمر والتعب ويشكوا حاله الى اصحاب المواكب القريبة ويطلب منهم المساعدة في حفظ الهمر التي كلف بان تكون مصدر امن وامان للمارة والمواكب الحسينية المتواجدة على طول الطرق البغدادية. وهذا الوضع يسجل حالة من ضعف الاعداد البدني والنفسي من جانب وتحميل الاشخاص والافراد العسكريين اكثر من طاقتهم وقلة القوة المكلفة بهذا الواجب الذي يتطلب اعداد كافية.ولا غرابة ان تحدث خروقات متكررة في الخطط الامنية المعدة من قبل اشخاص يعتمدون على الخيال وقوى خارقة في تطبيقها وعدم اخذ الواقع الفعلي لامكانيات واعداد وتحمل القوى الموجودة على الارض.فما فائدة الخطط الامنية التي تم اعدادها وتنفيذها التي وضعت لحماية زوار ذكرى شهادة الامام موسى بن جعفر(ع) واسفرت عن استشهاد واصابة اكثر من (400) شخص .اذكر انا وكنت شاهد عيان على اول زيارة شعبانية الى كربلاء المقدسة بعد سقوط النظام العفلقي مباشرة حيث لا جيش ولا شرطة ولا خطط امنية ولا حظر للتجوال وفي حينها زحف اكثر من سبعة ملايين زائر صوب كربلاء عادوا من حيث اتوا تصحبهم السلامة والامان.ان التذرع بالارهاب والارهابيين ذنب اقبح من فعل فما فائدة الجيوش المجيشة وما فائدة ملايين الدولارات التي صرفت على شراء المعدات والاجهزة العسكرية وسونارات كشف المتفجرات والعطور والعنبة والصاص ومافائدة الخطط وغرف العمليات ووزارات امنية متعددة.اذا كانت قدرة الارهاب والارهابيين اكبر من امكانية دولة عاجزة فبكل تاكيد تكون قدرة الشعب هي القول الفصل في كسر شوكة الارهاب واضن ان الجندي كان على حق عندما قدر ان الشعب هو القوة الوحيدة القادرة على كتابة فصول الامن والامان.
https://telegram.me/buratha