أربعة أشهر منذ ان قام الشعب العراقي الصابر على الأبتلاءات بواجبه بالأنتخابات التشريعية وزيادة بتقديم التضحيات الجسام. وبالمقابل أنقضت نفس الفتره على أغلب الكتل السياسية الفائزة متنعمه بوسائل الراحه والرفاهيه في مارثون التقاشات والتفاوضات و, أحيانا نرى الحراك السياسي في نشاط مستمر وأحيانا آخرى يعتريه الجمود والتشنج والتراشق الأعلامي بين هذه الكتلة او تلك. يستمر مسلسل السجالات بين البعض منهم بالتصريحات والأفتراءات لكسب الوقت او التعاطف الاقليمي والشعب ينتظر قطف ثمار تضحياته بحكومه مشاركه وطنيه على أقل تقدير.
لقد ابتلينا منذ اليوم الاول بالتصريحات اللامسؤوله بان الأنتخابات مزوره من قبل السيد علاوي وأجابه بنفس اليوم السيد المالكي بانها على العكس نزيهه وشفافه. ولكن عند إعلان النتائج يفاجأنا السيد علاوي بنزاهة الأنتخابات لانه حصل على 91 كرسي ويثني بجهود المفوضيه وشفافيتها ويعترض فريق السيد رئيس الوزراء بان الانتخابات التي نزهوها قبل فتره ظهرت لهم إنها غير نزيهه لانهم كسبوا 89 كرسي فقط. بعد مسرحية الضحك على الذقون هذه واذا بالشعب المغلوب على أمره يخسر مدة مايزيد على الشهرين بحجة إعادة الفرز. وإذا بالنتائج تبقى نفسها ولايوجد من يحاسب المحكمه التي أمرت باعادة الفرز اللاطائل منه او المقدمين للوثائق لها التي بالتاكيد لم تكن حقيقيه وظللت المحكمه.
فأصبح الكرسي والمنصب بلاشك هو المحرك الأساسي لتنافس فريق المتمسك بدولة القانون قولا وفريق المتمسك بدولة الوطنيه العراقيه قولا وضاعت المصلحة العليا للبلد وجهود المؤمنين بدوله المشاركه الوطنيه فعلا. لقد وقع العراق والعراقيون بين مطرقة دوله القانون التي لاتعترف الا بتوزيع المناصب على غير الكفوئين من الحزب الحاكم وسندان دولة العراقيه التي تتحين الفرص من قبل البعض من قادتها على إعادة الرفاق واتخاذ بعض قادة المعارضه السابقين كستار لذر الرماد في العيون. ان المعركه على تولي الرئاسه الحاليه شرسه من قبل الطرفين واللذين سبقا وان فشلا في تحقيق جزء من أحلام الشعب ليست تسابقا لخدمه البلد وانما للغنيمه الضخمه المتوقعه من واردات النفط التي سيتم اكتسابها عند بدء عمل شركات النفط العالميه. لقد صرف على العراق ما يقارب 400 مليار دولار خلال السنوات السبعه الماضيه ولم يلاحظ الشعب تحسن ملحوظ في الخدمات.
رب سائل يسئل لماذا شكلت في بريطانيا حكومة بظرف خمسة أيام فقط بعد أجراء الأنتخابات بالرغم من عدم وجود فوز كاسح لاحد الاحزاب كما هو الحال في العراق. اعتقد ان للسياسيين البريطانيين او في اغلب الدول الاخرى التزام اخلاقي جماعي تجاه احترام ارادة الناخب. ان الناخب العراقي ذهب لصناديق الاقتراع من اجل تاليف حكومه تدير البلد وتنظم شؤونه وليس من اجل تنصيب اشخاص وتشريفهم. الظاهر ان السياسيين في كلا الكتلتين المتناحرتين ليس لهم اي احترام لارادة الناخب. لقد تعاطوا مع أصوات الناخبين كصك الغفران لهم ليعملوا مايحلوا لهم ودفع البلاد الى هاويه التناحر وقتل المواطن البريء.
اتمنى من الشعب ان ينزل بمظاهرات ليس للمطالبه بتشكيل الحكومه او الخدمات بالرغم من اهميتها ولكن باعادة الانتخابات. لاننا نريد ان يعاقب الناخب العراقي المتلاعبين بمصيره والمستهزيين بتضحياته من اجل الاصابع البنفسجيه. اجزم ان المعترضين على هذا الاقتراح (الخيالي ولكنه من حق الشعب) سيكون من قبل الفائزيين الاوليين لانهما يراهنان على نسيان الشعب لافاعلهم والاعيبهم هذه بعد اربع السنوات القادمه.
ففي ظل هذه الأوضاع نجد الكتل السياسية الفائزة الرئيسيه قد نسيت هموم الشعب ومشاكله ووضعت أمامها هموم الكرسي وكيفية الأستحواذ عليه وكأن الشعب أنتخبهم لينعموا بهذه النعمة وليتربع على منصب رئاسة الوزراء من أتخذ هذا الهدف مأرب له ويبتدع الطرق في كيفية الحصول عليه ونسوا بأن هذا المنصب هو تكليف لخدمة الشعب وليس تشريف ووسام يضعه على صدره ليكسب رهان من أجتهدوا في تأخير تشكيل الحكومة الى هذا الوقت !.
وآخيرا نقول لهم الآ تخجلوا من مناشدات المراجع العظام لكم بضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة ؟ أم ان الملك عقيم كما قال الرشيد لأبنه المآمون ؟ الآ تخجلوا من شعب العراق الذي عاني وما يزال ؟ هذا الشعب الذي تحمّل ما تحمّل وصبر حتى مل الصبر منه وما يزال الى الان ثابت ومتحّمل لكم , ولكن أحذروا غضب الحليم اذا ثار وقتذاك لا تنفع بنادق وهراوات شلتاغ أو خراطيم مياه في الناصرية ولا تنفع تهديدات الداخلية بالقمع في جميع المحافظات , ونحن كشعب نظل نردد مع أم عامر " ملينه, والله عمي ملينه" .
عراقيــة
https://telegram.me/buratha