أياد الشحماني
التعقيد الأمريكي..... والحل العراقي
زيارة نائب الرئيس الأمريكي بايدن وزيارة وفد الكونغرس الأمريكي أظهرت حقائق لم تكن غائبة عن أذهان العراقيين ومنها حقيقية التدخل الأمريكي السلبي في الشأن العراقي رغم انكار الولايات المتحدة دوما لهذا التدخل ،وربما إن تذكر الحالات السابقة من التدخلات الأمريكية تدلل أنهم كانوا سببا للخلاف لا الاتفاق وإنهم يعقدون المشاكل أكثر بتدخلهم وهذا الأمر بديهي كونهم ينظرون إلى مصالحهم أولا وهي في اغلب الأحيان تتقاطع مع مصالح العراقيين.
ورغم ما ذكرناه من تدخلات سلبية للأمريكان إلا إن العراقيين اثبتوا في مرات عديدة أنهم عندما يتفقون على تقديم مصلحة الوطن على مصالحهم فأنهم يتمكنون من الحد من التدخلات والتأثيرات الأمريكية ويثبتون مشاريعهم الوطنية ولعل الذاكرة تحفظ موقفنا من كتابة الدستور بأيدي عراقية منتخبة ومن الاتفاقية الأمنية ومن إقرار قانون الانتخابات وغيرها.
واليوم ومع بروز مشكلة تشكيل الحكومة واختيار رئيس الوزراء حاولت أمريكيا فرض تحالف بين قائمتي دولة القانون والعراقية وتوزيع المناصب فيما بينها وهذا هو مجمل المشروع الذي جاء به بايدن إلى بغداد وان مشروع بهذا الوصف بالتأكيد سيسبب الكثير من المشاكل لأنه يقصي أو يهمش التحالف الكردستاني والتحالف الوطني ويجعلهم تابعين لدولة القانون والعراقية وهو الأمر الذي رفضه التحالف الوطني والكردستاني لان المشروع الأمريكي الجديد يمثل فتنة جديدة بين القوائم العراقية.
إن جميع القوائم مدركة إن الحالة الوحيدة المقبولة والناجحة هي حالة الشراكة الوطنية الحقيقة وان اقصر الطرق لهذا الأمر هو الاجتماع حول الطاولة الوطنية لأنها تختصر الجهد والوقت، ومثلما كان قادة العراق دوما قادرون على إيجاد الحلول فأنهم اليوم اقدر على إيجاد المخرج والحل لاختيار رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة ولو في الوقت الضائع.
https://telegram.me/buratha