المقالات

رسالة الخامس والعشرون من رجب

842 09:03:00 2010-07-09

وليد المشرفاوي

الحشود المليونية التي زحفت باتجاه مدينة الكاظمية المقدسة لم تكن أمرا عاديا في ظروف أمنية ومناخية قاسية كظروف العراق وقضية الخامس والعشرين من رجب التي عشنا يومها الخالد لم تكن تحشيدا عباديا لإتمام شعيرة عبادية محددة ولم يكن حضورا مذهبيا أو طائفيا كما يتوهم المرجفون , بل هي محطة سنوية تشكل رسالة سياسية ودينية يجتمع فيها العراقيون بمختلف انتماءاتهم وتوجهاتهم لمبايعة كاظم الغيظ(ع) والسير على نهجه الذي اختطه للعالم, هذه الحشود المليونية التي زحفت باتجاه مدينة الكاظمية المقدسة من كل إنحاء العراق لم يحشد لها حزب أو جهة سياسية ولم تنظمها حكومة أو دولة, الرسالة الكبرى في هذه الحشود هي إن العراقيين الذين يعتقدون بخط الإمام موسى بن جعفر(ع) قادرون على الزحف المقدس لضرب من يريد إذلالهم واستعبادهم أو إعادة المعادلة الطائفية السابقة إلى بلادهم , وإننا قد نتغافل أو نتساهل عن كل قصور أو تقصير في الخدمات أو الأمن, لكننا لم ولن نتسامح أو نسمح بإعادة المعادلة السابقة بكل نماذجها إلى العراق وهي حقيقة انتهت بلا أدنى رجعة ,هذه الحشود المليونية الزاحفة في طرق لم تكن خالية من الأخطار و الانفجارات وأجهزة كشف لم تكشف سوى العطور , هذه الحشود فرضت نفسها بقوة على الإعلام مهما تغاضى أو تماهى, والرسالة الأخرى لزيارة الخامس والعشرين من رجب هي إن الزيارة في احد وجوهها وبتنوع أطيافها وألوانها تمثل عمق الترابط الأخوي بين أبناء الشعب العراقي وهم يزورون أهم رموز الدين الإسلامي وحضارته العظيمة , إلا أن الوجه الآخر للزيارة هو الانتصار الوطني الكبير الذي حققته الإرادة الجماهيرية عندما أفشلت المخططات التكفيرية والفتاوى التحريضية التي قادتها زمر القاعدة, فأحياء ذكر أهل البيت(ع) أهمية خاصة في حياة العراقيين على مختلف مللهم ومذاهبهم ومشاربهم السياسية فهم ليسوا من حصة طائفة أو فئة دون سواها وإنما هم من حصة الإنسانية جمعاء , فلابد لنا من استحضار سيرهم واستلهام الدروس والعبر من مواقفهم الجهادية وسلوكهم وصلابة إيمانهم وتمسكهم بقيم العدالة والحق والوقوف بوجه الباطل والتصدي للزيف والرياء والانحراف عن جادة الصواب , فما أحوجنا اليوم لكاظم الغيظ(ع) وما أحوجنا لصبره ولصلابته وثباته وامتناعه عن المداهنة والرفض المطلق أو الخنوع لرغبات الحاكم الظالم..لقد كان بمقدور الإمام موسى بن جعفر (ع) أن يهادن السلطة الجائرة ويسبح بحمدها ويلمع صورتها وان يتمتع بزخرف الحياة ومغريات السلطة وكل امتيازاتها لكنه رفض أن يكون تابعا لحاكم مستبد ظالم يؤسس للفساد ولخروج عن طريق الحق والعدالة وكل القيم والمبادئ العظيمة..لقد أمضى الإمام اغلب حياته وهو قابع في سجن هارون الرشيد وظل قابضا على دينه ومبادئه ولم يساوم أو يركع كما يفعل عبيد السلطان وعندما فشلت كل المحاولات ووصل الأمر حد استحالة التخلص منه دس له السم في الرطب لتفيض روح راهب وجد في الله عشقا يستحق الموت من اجله..سلام عليك يا راهب آل محمد وسلام على كل الحشود التي زحفت لزيارتك من كل حدب وصوب,

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك