قاسم بلشان التميمي
المعجزة كما عرفها اهل الاختصاص بانها( أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدي ) و المعجزة هي : العمل الخارق للعادة ، الذي يعجز البشر حتى النوابغ و العباقرة عن الإتيان به .و تعتبر المعجزة من الدلائل المهمة التي تثبت بها نبوة الأنبياء ( عليهم السلام ) ، و هي بمثابة أوراق اعتماد بالنسبة الى النبي و هويته التي تؤيد صدق دعواه و ارتباطه بالله تعالى ، فلذلك نرى أن الأنبياء ( عليهم السلام ) إلى جانب ما أقاموه من الدلائل و البراهين على صدق دعواهم فقد اظهروا معاجز تؤكد صدق ادعائهم و لا تدع مجالا للشك في حقانية نبوتهم .و قد أظهر الأنبياء ( عليهم السلام ) لأقوامهم معاجز لإثبات صدق دعواهم للنبوة .كما و أن نبي الاسلام محمد ( صلى الله عليه و آله ) كانت له معاجز متعددة ، وكذلك كانت هناك معاجز لاهل بيته (عليهم السلام) لانهم امتداد النبوة .ومعجزة الاسلام القران الكريم وكل ماموجود فيه هو اعجاز دون ادنى شك .هذه مقدمة بسيطة كي ادخل من خلالها في الحديث عن زيارة الامام موسى الكاظم (عليه السلام) في ذكرى استشهاده هذه الزيارة المعجزة التي تحمل العديد من العبر والمواقف العظيمة ، واكيد هذه العبر والمواقف مستمدة من سابع الائمة الاطهار(عليهم السلام)، وزيارة الامام بحد ذاتها هي تطبيق لقول الله تعالى بضرورة تعظيم شعائر الله التي وصفها القران الكريم بانها من (تقوى القلوب) .وقد رأينا تقوى القلوب كيف تترجم على ارض الواقع من خلال الحشود المليونية المؤمنة التي زحفت وما انفكت ان تزحف الى مرقد الامامين الكاظمين(عليهما السلام) ،غير مبالية بخفافيش الليل وغير مبالية بالحشرات التي تسعى خائبة من اجل وقف هذا المد الايماني الكبير.كلنا يعلم ان الحياة غالية وان حياة اطفالنا اغلى من حياتنا (اطفالنا اكبادنا تمشي على الارض) .ان ماحدث من تفجيرات حاقدة بحق اتباع اهل البيت (عليهم السلام) هو عمل مرفوض بكل المقاييس ليس فقط عند اصحاب اهل المذهب بل مرفوض حتى عند اهل المذاهب والاديان الاخرى ،والذي حصل انه اثناء التفجيرات التي طالت زوار الامام موسى الكاظم(عليه السلام) ، انبرى احد الزوار كانه الاسد يصيح بصوت عال كالرعد (اخوتي اخواتي انا اتيت بمفردي الى زيارة الامام لكن ارجوكم ان تنتظروا حتى اذهب الى بيتي كي اصطحب عائلتي جميعا ) ثم اكمل هذا المؤمن القوي ( نعم سوف ااتي باطفالي جميعا حتى طفلي المريض سوف احمله على ظهري ) واخذ يقول اهازيج كلها حب وتفان وتضحية بالنفس (غاية الجود) من اجل تعظيم شعائر الله،واعتقد ان هذا الحدث هو من بركات الامام وكذلك الاعجاز بعدم الخوف من الموت او القتل.ان المعجزة تكمن في تعظيم الشعائر التي ذكرها القران الكريم والمعجزة تكمن في مواصلة درب الاسلام ودرب الحرية المعبد بالدماء الطاهرة.المعجزة تكمن في انكار الذات وتكمن في نسيان الهموم ومتاعب الحياة وظنكى العيش لملايين الناس حيث ظروف معيشية صعبة وحياة قاسية ، ولكن كل هذا لم ولن يمنع من تعظيم شعائر الله.المعجزة تكمن عندما قال لي احد زوار الامام (عليه السلام) انه جاء لزيارة الامام في الساعة العاشرة صباحا وانه اختار هذا الوقت من اجل الشهادة ، وعندما طلبت منه توضيح اكثر قال لي ان امامنا موسى الكاظم (عليه السلام) استشهد حسب الروايات في الساعة العاشرة صباحا ، مشيرا الى ان المجرمين كانوا دائما يستهدفون زوار الامام (عليه السلام)في الساعة العاشرة صباحا، واكمل هذا المؤمن كلامه بانه لم يأت وحده بل جاء بصحبة عائلته وطفلته التي يحبها حبا جما لانها اي (طفلته) فقدت امها في عمل ارهابي استهدف الزوار خلال زيارة الامام ( عليه السلام) العام الماضي .المعجزة تكمن في رجل طاعن في السن يهرول نحو الامام كانه فتى في العشرين والمعجزة تكمن في مريض على عكاز وضرير يهتدي الى مرقد الامام (عليه السلام) من خلال التكبير والصلاة على محمد وال محمد .المعجزة تاتي من الزيادة العظيمة والعجيبة التي تشهدها زيارة الامام (عليه السلام) كل عام والمعجزة تاتي من خلال وحدة الصف ، فكلما اوغل اعداء الاسلام في قتل النفس البريئة كلما ادى ذلك الى زيادة وحدة الصف الوطني بين ابناء الشعب الواحد.والمعجزة تكمن في ارض العراق التي تشرفت بان تكون اكثر ارض العالم موجود فيها مراقد واضرحة الانبياء والاولياء (عليهم السلام اجمعين) .
https://telegram.me/buratha