المقالات

السجناء صنفان والامام الكاظم (ع) صنف خاص

1006 15:47:00 2010-07-08

قلم : سامي جواد كاظم

السجناء صنفان صنف ممن يستحقه لارتكابه حرام شرعا او جرم قانونا وعرفا وصنف اخر بريء تلفق له تهمة سواء قصدا او من غير قصد المهم ان هنالك سبب ادى الى السجن ، بل وحتى في العراق زمن الطاغوت كان يعتقل الابرياء ويعدمهم ومن ثم يعمل محكمة صورية ويصدر قرارات الاعدام ومن هذا النحو اكتشف في العراق عشرات المقابر الجماعية .الامام موسى بن جعفر عليه وعلى ابائه افضل الصلاة والسلام قبع في سجون المهدي وهارون بضع سنوات والميزة التي يمتاز بها الامام الكاظم عليه السلام دون سائر السجناء ان هارون القبيح لم يواجه الامام عليه السلام وتوجيه التهمة له بل انه لم يعقد مجلس للقضاء لمحاكمة الامام عليه السلام .الرواية التي تتناقلها بعض الكتب وخطباء المنابر بان سبب الاعتقال هو لما وجه هارون سلامه الى النبي محمد (ص) قال السلام عليك ياعم وكان الامام عليه السلام حاضرا في المدينة فقال السلام عليك يا ابه الى نهاية الرواية ، هنا احتقن هارون غيظا على الامام وامر باعتقاله .والمتتبع لتفاصيل حياة الامام عليه السلام يتضح له ان سبب اعتقاله هذا ليس بصحيح حيث ان العداء لاهل بيت النبوة امر مفروغ منه ولكن هذا العداء كثيرا ما يفصح عنه المبغضون بانهم يزاحمونهم على الخلافة وكثيرا ما يبعثون الجواسيس للايقاع بهم .بعض كتب النواصب تدعي ان سبب اعتقال الامام عليه السلام هو هشام بن الحكم عندما ادعى ان الامام موسى عليه السلام هو الاحق في الخلافة في مجلس يحيى بن خالد وكان هارون متخفيا في المجلس وعلى اثر ذلك اعتقل الامام وقتل في سجنه اعتمدوا في قولهم هذا على كتاب رجال الكشي حيث فيه عبارة ان هشام بن الحكم ضال مضل ص226)،ولتوضيح ذلك ورفع الطعون عن هذ الصحابي الجليل للائمة عليهم السلام نقول :ان كتاب رجال الكشي لمؤلفه المتوفي عام 350هـ كان مفقودا وانه تم تحريفه بعد ان اعيد طباعته وقد حذفت وادخلت معلومات لا تتفق والمذهب الامامي من الإشكالات على الكتاب : يقول النوري الطبرسي : ( إن الكشي كثيراً ما يعوّل في الجرح والتعديل على غير الإمامية ، فلاحظ ) ، خاتمة مستدرك الوسائل ( 5 / 78 ) ،والروايات في الرواة متناقضة كثيراً حتى في أوثق الرواة عند الشيعة وهو ( زرارة بن أعين ) .الكتاب تعرض للكثير من العبث والتحريف باعتراف أحد علماء الإثنى عشرية ، يقول النوري الطبرسي : ( واعلم أنه قد ظهر لنا من بعض القرائن أنه قد وقع في اختيار الشيخ - أيضاً - تصرف من بعض العلماء أو النساخ بإسقاط بعض ما فيه ، وأن الدائر في هذه الأعصار غير حاو ٍ لتمام ما في الاختيار ، ولم أرَ من تنبه لذلك ، ولا وحشة من هذه الدعوى بعد وجود القرائن ) .كما أن الكتاب الأصل مفقود والموجود هو مختصره للطوسي ، فالأصل مفقود وهو والمختصر مليئان بالتحريفات ، فكيف يعتمد القوم على مثل هذه الكتب الساقطة علمياً ؟ وروى الكشي حديث وشاية محمد بن اسماعيل على عمه بما يقرب من رواية هشام وهذا التناقض يسقط الروايةوالاصل المعتمد لدى الشيعة الامامية في الوقت الحاضر هو كتاب معجم رجال الحديث للسيد ابي القاسم الخوئي قدس سره .من جانب اخر هنالك كثير من الروايات التي تتحدث عن علم الامام عليه السلام بمن سيقوم بالوشاية به ظلما فقد جاء في رواية الكليني قال علي بن جعفر مخاطبا الامام الكاظم عليه السلام: قد جئتك في أمر ان تره صوابا فالله وفق له وان كان غير ذلك فما اكثر ما نخطيء، قال: وما هو؟ قلت: هذا ابن أخيك يريد ان يودعك ويخرج الى بغداد، فقال لي ادعه، فدعوته وكان متنحياً فدنا منه وقبل رأسه وقال: جعلت فداك، أوصني، فقال: اوصيك ان تتقي الله في دمي، فقال مجيباً له: من ارادك بسوء فعل الله به وجعل يدعو على من يريده بسوء، ثم عاد وقبل رأسه وقال: يا عم اوصني فقال: اوصيك ان تتقي الله في دمي، ثم تنحى عنه ومضيت معه، فقال لي اخي. مكانك فوقفت مكاني ودخل منزله، ثم دعاني فدخلت اليه فتناول صرة فيها مائة دينار وقال: اعطها لابن اخيك يستعين بها على سفره، قال علي بن اسماعيل: فأخذتها، ثم ناولني مائة اخرى وقال لي: اعطه اياها، وناولني صرة ثالثة وقال: اعطه اياها، فقلت: جعلت فداك اذا كنت تخاف منه مثل الذي ذكرت، فلم تعينه على نفسك، فقال: اذا وصلته وقطعني قطع الله اجله، ثم تناول مخدة أدم فيها ثلاثة آلاف درهم وقال: اعطه هذه ايضا، قال علي بن جعفر: فخرجت اليه وأعطيته المائة الأولى ففرح بها ودعا لعمه، ثم اعطيته الثانية والثالثة ففرح بهما حتى ظننت انه سيرجع ولا يخرج لبغداد، ثم اعطيته الدراهم ...لاحظوا منحة الامام (ع) للواشي علي وحتى لاتكون له حجة امام هارون اذا اغراه بالمال ، فمضى على وجهه حتى دخل على هارون فسلم عليه بالخلافة وقال: ما ظننت ان في الأرض خليفتين حتى رأيت عمي موسى بن جعفر يسلم عليه بالخلافة، فأرسل اليه هارون مائة الف درهم فرماه الله بالذبحة فما نظر منها الى درهم ولا مسه، وفي بعض الروايات ان الواشي هو علي بن اسماعيل .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
سامي جواد كاظم
2010-07-09
قلمك يقطر ابداع وتفوح منه رائحة الولاء لال البيت عليهم السلام تحياتي لك دكتور يوسف السعيدي
الدكتور يوسف السعيدي
2010-07-08
تحياتي اخي الحبيب سامي...اشاركك بمقالي السابق كتعليق على مقالك وبارك الله تعالى فيك: شئت اليوم بياناً... فلم يطعني مقالي... وانتدبت قلمي... فخانتني أناملي... وتنكرت لي أبجديتي... فصرخ مدادي نادبا: يا صياغات الألفاظ... ترجلي من عليائك لرثاء مولاي راهب بني هاشم ..... ونحن في ذكرى استشهادك سيدي .. أسف رحيلك..... تردده السنين... وحرقة أبقت فؤادي ملتاعاً ..من وخزها... تطارح النوح الثواكل ذكريات بثت شكواها الحان الولاء الهاشمي.... أشجانا خرقت الأسماع والافئده ... هاأنذا يا كاظم الغيظ... اسطر حروفي رسالة حملتها آلاما... وأوجاعا... وأنينا... أرثيك يا راهب آل محمد... ارثي الوفاء... والصفاء... في عالم مخادع خلف قناع زائف.... يا أمير الزعامات ألهاشميه... يا ملك محافل الدعاء الرباني.... سأبقى أرثيك... لا اكف عن الرثاء... ولأني لم أجد لبيان أحزاني كلمات... ومداد... ويراع... كعادتي يا أبا الجواد... يا نجي عواطفي... فأنى لي نسيان فتون المواقف التي ألقت بكلاكلها عليك... شاهدة لصراع الشجون... والنائبات التي طوقت دهرك أشباحا... وصحائف منشورة اخترقت جدران الزمان... نوراً علوياً من مواقف العصمة ... والامامه... ولأنك أعظم من أن تلين لدياجير الدهر... وظلم بني العباس... وطوامير (ابن شاهك)... فأضحى القطر يستجير بصبرك مولاي.... ماذا أقول سيدي أيها الصابر المحتسب؟؟؟ أأقول صبراً... وبحر وجدي في الحشا أذاب أضلعي وما انطوت عليه؟؟؟ أم استعير من تجلدك وصبرك وادع شجوني... تلهب السطور... وتحرق الكلمات... وتذيب الحروف.... وانشر على مجرى حياتي شراعاً... تدفع الريح بيانه... في بحر ولائي لآل بيت المصطفى ذوي المناقب وأنوار الأنجم الثواقب.. في ليل الغرر الأطايب..... لم تزعزعك الحادثات ونوائب الخطوب... وحيث ساد الوجوم أتباع البيت المحمدي.. حزناً على وداعك سيدي... انبرت الدموع.. ناطقة لفقدك... وما قدر دموعي... وما قدر حزني... إلا أنني عقدت مآتماً في قلوب الموالين والأنصار.... وأقمت في ذكرى شهادتك... معارض... ومواسم.... لفجيعتك... وظلامتك.... انه من العقوق أن لا أرثيك... أيها الإمام... يا حليف السجدة الطويلة... أيها المعذب في قعر السجون الرهيبة... وغياهب المطامير.... أتيتك مؤدياً لشعائر الحزن... مكبلاً بسلاسل الولاء... فرضا علي ورثاءً محتماً... خذها مني دموع عواطف مسطرة على أديم الصفحات... ألما... ممضاً... مترجماً... ضمنتها قلبي المفجوع... جازعاً... متألماً... فأن لم أطق إحصاء كراماتك... وفضائلك.... فعذري أني لا اعلم كيف أحصي الأنجم والكواكب...... فغلبني غيث المدامع من بين ثنايا صباحات المآقي التي واكبت نعشك المحمول صوب الجسر المثكل بفقدك... مواسيا شيعتك المحزونين.... ذلك الجسر الذي محض الخشوع... واستشعر الخضوع... فأظلمت محافلنا... وصوحت زهراتنا الخضر... حين اقترب نعشك محمولاً... وانساب طوع المنايا في شواطئنا الحزينة.... فحنت الأطيار إلى النغم القدسي... وانفض حفل المشيعين... واستعرت جذوة خرساء بين حنايا الوجود... وعدت أدراجي انتحب... أتلمس بقايا الظلال... والأروقة... والجدران... واحتواني ليل الذكرى... وعاصفة من الهموم والأحزان... وأنا أتصنع الصبر والجلد.... يا كاظم الغيظ وسراج الدياجير... وأنا على أعتاب نهايات السطور... حيث غادرني الخيال... وضاعت مني الصياغات ... وتبعتها البلاغات.... هرباً من آهات لهيب الفراق... وأمست مقالتي رواية لها فصول مدماة من قلبي الجريح... حزناً على فراقك يا راهب بني هاشم. الدكتور يوسف السعيدي العراق
عبد المهدي
2010-07-08
رائع
احمد الربيعي
2010-07-08
نعزي صاحب العصر والزمان ع والمراجع العظام وشيعه اهل البيت ع في كل مكان باستشهاد الامام الكاظم ع
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك