المقالات

الامام الكاظم (ع) المغيب في قعرالسجون

1374 11:55:00 2010-07-08

خضير العواد

ترعرع الامام موسى بن جعفر في حضن أبيه أبي عبد الله الصادق (ع) فنهل منه العلوم الالهية وتخلق بالأخلاق الربانية حتى ظهر في صغره على سائر إخوته، وقد ذكرت لنا كتب السيرة أن مناظرة حصلت بينه وبين أبي حنيفة حول الجبر والاختيار بيّن له فيها الامام على صغر سنه بطلان القول بالجبر بالدليل العقلي ما دعا أبا حنيفة الى الاكتفاء بمقابلة الابن عن مقابلة الامام الصادق وخرج حائراً مبهوتاً، عاش الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع) مدة إمامته بعد أبيه في فترة صعود الدولة العباسية وانطلاقتها. وهي فترة تتّسم عادة بالقوّة والعنفوان. واستلم شؤون الإمامة في ظروف صعبة وقاسية، نتيجة الممارسات الجائرة للسلطة وعلى رأسها المنصور العباسي، ومما أوقع الشيعة في حال اضطراب إدَِّعاء الإمامة زوراً من قبل أحد أبناء الإمام الصادق (ع) وهو عبد الله الأفطح وصار له أتباع عُرفوا بالفطحية، كما كان هناك الاسماعيلية الذين اعتقدوا بإمامة إسماعيل بن جعفر الصادق (ع) الابن الأكبر للإمام الصادق مع أنه توفي في حياة أبيه. ولكن هذه البلبلة ساعدت في الحفاظ على سلامة الإمام الفعلي وهو الإمام موسى الكاظم (ع)، حيث اشتبه الأمر على الحكام العباسيين فلم يتمكنوا من تحديد إمام الشيعة ليضيقوا عليه أو يقتلوه، وهو ما أعطى الامام الكاظم فرصة أكبر للقيام بدوره الالهي كإمام مسدد للإمامة.عاصر الامام الكاظم (ع) من خلفاء العباسيين المنصور والمهدي والهادي وهارون الرشيد، وقد إتسم حكم المنصور العباسي بالشدّة والقتل والتشريد وامتلأت سجونه بالعلويين حيث صادر أموالهم وبالغ في تعذيبهم وتشريدهم وقضى بقسوة بالغة على معظم الحركات المعارضة. وهكذا حتى مات المنصور، وانتقلت السلطة إلى ولده المهدي العباسي الذي خفّف من وطأة الضغط والرقابة على ال البيت(ع) مما سمح للإمام الكاظم (ع) أن يقوم بنشاط علمي واسع في المدينة حتى شاع ذكره في أوساط الأمة.وفي خلافة الهادي العباسي الذي اشتهر بشراسته وتضييقه على أهل البيت (ع). قام الحسين بن علي أحد أحفاد الإمام الحسن (ع) بالثورة على العباسيين فيما عرف فيما بعد بثورة "فخ" وسيطر على المدينة واشتبك مع الجيش العباسي في قرية "فخ" قرب مكة ولكن انتهت المعركة بفاجعة مروّعة، وحملت الرؤوس والأسرى إلى الهادي العباسي الذي راح يتوعد ويهدّد بالإمام الكاظم (ع) فقال بصدده: "والله ما خرج حسين إلاّ عن أمره ولا اتبع إلا محبته لأن صاحب الوصية في أهل البيت، قتلني الله إن أبقيت عليه". ولكن وبحمد الله لم تسنح الفرصة له بذلك إذ مات بعد وقت قصير، فانتقلت السلطة إلى هارون الرشيد الذي فاق أقرانه في ممارسة الضغط والإرهاب على العلويين.إزاء هذا الأمر دعا الامام أصحابه واتباعه الى اجتناب كافة أشكال التعامل مع السلطة العباسية الظالمة التي مارست بحق العلويين ظلماً لم تمارسه الدولة الأموية ودعاهم الى اعتماد السرية التامة في تحركهم واستخدام التقية للتخلص من شر هؤلاء الظلمة.ومع كل هذا الحذر فقد عصف بقلب هارون الرشيد الحقد والخوف من الامام (ع) فأودعه السجن وأقام عليه العيون فيه لرصد أقواله وأفعاله عسى أن يجد عليه مأخذاً يقتله فيه. ولكنهم فشلوا في ذلك فلم يقدروا على ادانته في شيء، بل أثّر فيهم الامام (ع) بحسن أخلاقه وطيب معاملته فاستمالهم إليه، مما حدا بهارون الرشيد الى نقله من ذلك السجن الى سجن السندي بن شاهك بغية التشديد عليه والقسوة في معاملته.ورغم شدة المعاناة التي قاساها الامام (ع) في ذلك السجن فقد بقي ثابتاً صلباً ممتنعاً عن المداهنة رافضاً الانصياع لرغبات الحاكم الظالم.علمه (ع) :ونقل عن أبي حنيفة أنه قال : حججتُ في أيّام أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، فلمّا أتيتُ المدينة دخلتُ دارَه ، فجلستُ في الدهليز أنتظر إذنه ( عليه السلام ) ، إذ خرج صبيّ فقلت : يا غلام أين يضع الغريب الغائط من بلدكم ؟قال : على رَسْلِك ، ثم جلس مستنداً إلى الحائط ثم قال تَوَقَّ شُطوط الأنهار ، ومَساقط الثمار ، وأفنية المساجد ، وقارعة الطريق ، وتوارَ خلف جدارٍ ، وشلّ ثوبك ، ولا تستقبل القبلة ولا تستدبرها ، وضع حيث شئتَ فأعجبني ما سمعت من الصبي ، فقلت له : ما اسمك ؟ فقال : أنا موسى بن جعفر بن محمد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالبفقلت له : يا غلام ، ما المعصية ؟ فقال : إن السيّئات لا تخلو من إحدى ثلاث : إمّا أن تكون من الله وليست من العبد ، فلا ينبغي للرب أن يعذّب العبد على ما لا يرتكب وإمّا أن تكون منه ومن العبد ، وليست كذلك ، فلا ينبغي للشريك القوي أن يظلم الضعيف، فإن عَفا فَكرمه وَجُوده ، وإن عاقب فبذنب العبد وجَريرَته وإمّا أن تكون من العبد - وهي منه - قال أبو حنيفة : فانصرفت ولم ألقَ أبا عبد الله ، واستغنيتُ بما سمعتُ شجاعته (ع) :ويقول الرواة : إن من الأسباب التي أدّت هارون لِسجن الإمام ( عليه السلام ) أنه لما زار قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقد احتفّ به الأشراف ، والوجوه ، والوزراء ، وكبار رجال الدولة ، أقبل على الضريح المُقدس ووجه للنبي ( صلى الله عليه وآله ) التحية قائلاً : السلام عليك يا بنَ العَم فإنه قد افتخر على من سواه بَرَحِمِهِ المَاسّة من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فإنه إنما نال الخلافة بهذا السبب وعندها كان الإمام الكاظم ( عليه السلام ) إلى جانبه فَسلَّم على النبي ( صلى الله عليه وآله ) قائلاً : ( السَّلامُ عليكَ يَا أَبَتِ ) فحينها فقد الرشيد صوابه ، وَورَمَ أنفُه ، وانتفخت أوداجه ، فان الإمام ( عليه السلام ) أقرب منه إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وأَلصَقُ به من غيره فاندفع الطاغية هارون بِنَبَراتٍ تقطرُ غضباً قائلاً : لِمَ قلتَ إنك أقرب إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مِنّا ؟!!فأدلى الإمام بالحجة القاطعة التي لا يمكن إنكارها قائلاً لو بُعِث رسولُ اللهِ حَيّاً ، وخطب منك كَريمَتَك ، هل كنتَ تجيبُه إلى ذلك ؟وسارعَ هارون قائلاً : سبحان الله !! وإني لأفتخر بذلك على العرب فقال ( عليه السلام ) مقيماً عليه الدليل أنه أقرب إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) منه قائلاً (ولكنه لا يَخطِبُ مني ، ولا أُزَوّجه ، لأنه وَالدُنا لا والدكم ، فلذلك نحنُ أقربُ إليه منكم)وأقام الإمام ( عليه السلام ) دليلا آخر على قوله فقال لهارونهل يجوزُ لرسول الله أن يدخلَ على حرمك وَهُنّ كَاشفات فقال هارون : لا فقال الإمام عليه السلام (لكنه (صلى الله عليه وآله) يدخُل على حرمي ، ويجوز لَهُ ذلك ، فَلِذلك نحنُ أقربُ إليهِ منكم)فثار الرشيد ، ولم يجد مسلكاً ينفذ منه لتفنيد حجة الإمام ( عليه السلام ) ، وانطوت نفسه على الشر وفي اليوم الثاني أصدر أوامره بإلقاء القبض على الإمام ( عليه السلام ) ، فألقت الشرطة القبض عليه وهو قائم يصلي عند رأس جده النبي ( صلى الله عليه وآله) فقطعوا عليه صلاته ، ولم يُمهلُوه لإتمامها ، فَحُمِل ( عليه السلام ) من ذلك المكان الشريف وَقُيِّد وهو يذرف أَحَرَّ الدموع ، ويَبثُّ شكواه إلى جَدِّه قائلاً ( إِليكَ أشكو يا رَسولَ اللهِ ) وحُمل الإمام ( عليه السلام ) وهو يرسف في القيود ، فَمَثُلَ أمام الطاغية هارون فَجفَاه ، واغلَظَ لَهُ في القول ، وَزَجَّ الإمام ( عليه السلام ) في السجن وبعد أعوام طويلة قضاها الإمام في سجون العباسيين ، لقي مصرعه شهيداً بعد أن دسّ إليه الرشيدُ السمَّ في الطعام وذلك سنة 183 هجرية .

وُضع جثمانُ الإمام فوق الجسر غريباً بعيداً عن أهله وأحبّته ، وادعى الرشيد أنّه تُوفيّ وفاة طبيعية ، ولكن طبيباً مرّ صدفة من فوق الجسر وفحص جثمان الإمام قال : إنّ الإمام قد سُقي سمّاً قاتلاً أدّى إلى موته .

وأحدثت شهادة الإمام ضجّة في بغداد ، وخلّفت مرارة في قلوب شيعة أهل البيت.

دُفن الإمام في مقابر قريش . . . حيث مرقده الآن في مدينة الكاظمية .فسلام ٌ عليه يوم ولد ويوم أستشهد ويوم يبعث حيا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خضير العواد
2010-07-10
الله يتقبل اعمالكم يا دكتور يوسف وطابت انفاسكم وقلمكم على هذه الكلمات الطيبة الجميلة وجعلكم وأيانا من خدمة أئمة أهل البيت عليهم السلام
الدكتور يوسف السعيدي
2010-07-08
تحية طيبه اخي خضير العواد...لابأس ان يكون تعليقي هو مقالي السابق عن الامام الصابر المحتسب : شئت اليوم بياناً... فلم يطعني مقالي... وانتدبت قلمي... فخانتني أناملي... وتنكرت لي أبجديتي... فصرخ مدادي نادبا: يا صياغات الألفاظ... ترجلي من عليائك لرثاء مولاي راهب بني هاشم ..... ونحن في ذكرى استشهادك سيدي .. أسف رحيلك..... تردده السنين... وحرقة أبقت فؤادي ملتاعاً ..من وخزها... تطارح النوح الثواكل ذكريات بثت شكواها الحان الولاء الهاشمي.... أشجانا خرقت الأسماع والافئده ... هاأنذا يا كاظم الغيظ... اسطر حروفي رسالة حملتها آلاما... وأوجاعا... وأنينا... أرثيك يا راهب آل محمد... ارثي الوفاء... والصفاء... في عالم مخادع خلف قناع زائف.... يا أمير الزعامات ألهاشميه... يا ملك محافل الدعاء الرباني.... سأبقى أرثيك... لا اكف عن الرثاء... ولأني لم أجد لبيان أحزاني كلمات... ومداد... ويراع... كعادتي يا أبا الجواد... يا نجي عواطفي... فأنى لي نسيان فتون المواقف التي ألقت بكلاكلها عليك... شاهدة لصراع الشجون... والنائبات التي طوقت دهرك أشباحا... وصحائف منشورة اخترقت جدران الزمان... نوراً علوياً من مواقف العصمة ... والامامه... ولأنك أعظم من أن تلين لدياجير الدهر... وظلم بني العباس... وطوامير (ابن شاهك)... فأضحى القطر يستجير بصبرك مولاي.... ماذا أقول سيدي أيها الصابر المحتسب؟؟؟ أأقول صبراً... وبحر وجدي في الحشا أذاب أضلعي وما انطوت عليه؟؟؟ أم استعير من تجلدك وصبرك وادع شجوني... تلهب السطور... وتحرق الكلمات... وتذيب الحروف.... وانشر على مجرى حياتي شراعاً... تدفع الريح بيانه... في بحر ولائي لآل بيت المصطفى ذوي المناقب وأنوار الأنجم الثواقب.. في ليل الغرر الأطايب..... لم تزعزعك الحادثات ونوائب الخطوب... وحيث ساد الوجوم أتباع البيت المحمدي.. حزناً على وداعك سيدي... انبرت الدموع.. ناطقة لفقدك... وما قدر دموعي... وما قدر حزني... إلا أنني عقدت مآتماً في قلوب الموالين والأنصار.... وأقمت في ذكرى شهادتك... معارض... ومواسم.... لفجيعتك... وظلامتك.... انه من العقوق أن لا أرثيك... أيها الإمام... يا حليف السجدة الطويلة... أيها المعذب في قعر السجون الرهيبة... وغياهب المطامير.... أتيتك مؤدياً لشعائر الحزن... مكبلاً بسلاسل الولاء... فرضا علي ورثاءً محتماً... خذها مني دموع عواطف مسطرة على أديم الصفحات... ألما... ممضاً... مترجماً... ضمنتها قلبي المفجوع... جازعاً... متألماً... فأن لم أطق إحصاء كراماتك... وفضائلك.... فعذري أني لا اعلم كيف أحصي الأنجم والكواكب...... فغلبني غيث المدامع من بين ثنايا صباحات المآقي التي واكبت نعشك المحمول صوب الجسر المثكل بفقدك... مواسيا شيعتك المحزونين.... ذلك الجسر الذي محض الخشوع... واستشعر الخضوع... فأظلمت محافلنا... وصوحت زهراتنا الخضر... حين اقترب نعشك محمولاً... وانساب طوع المنايا في شواطئنا الحزينة.... فحنت الأطيار إلى النغم القدسي... وانفض حفل المشيعين... واستعرت جذوة خرساء بين حنايا الوجود... وعدت أدراجي انتحب... أتلمس بقايا الظلال... والأروقة... والجدران... واحتواني ليل الذكرى... وعاصفة من الهموم والأحزان... وأنا أتصنع الصبر والجلد.... يا كاظم الغيظ وسراج الدياجير... وأنا على أعتاب نهايات السطور... حيث غادرني الخيال... وضاعت مني الصياغات ... وتبعتها البلاغات.... هرباً من آهات لهيب الفراق... وأمست مقالتي رواية لها فصول مدماة من قلبي الجريح... حزناً على فراقك يا راهب بني هاشم. الدكتور يوسف السعيدي العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك