وليد المشرفاوي
الحركة الرسالية كانت بمثابة دولة بزعامة الإمام الكاظم (ع) داخل الدولة الرسمية الظاهرية , وقد كانت هذه الحركة في أقوى درجات السرية والتنظيم ,لقد عاش الأمام الكاظم حياة متحركة في الواقع الإسلامي الذي كان ينفتح في عهدي المنصور وهارون على تطورات ومشاكل وحركات متنوعة انطلقت من خلال أكثر من موقع من مواقع الهاشميين وتمثلت فيها أكثر من مجزرة تقترب في بعض مشاهدها من مجزرة كربلاء,وكانت الحركة الثقافية في ذلك الوقت تنطلق لتنير الكثير من علامات الاستفهام حول مفردات العقيدة من جهة , وحول خطوط الشريعة من جهة أخرى , وحول الواقع السياسي من جهة ثالثة , وكانت المرحلة لا تخلوا من العنف في الجانب السياسي والأمني , لان السلطة كانت تتمثل في الخلفاء لاسيما المنصور والمهدي والهادي والرشيد, وكانت تخشى الاتجاهات المضادة لذلك كانت تعنف في المواجهة إلى حد الوحشية في التعذيب والقتل وإزهاق أرواح الناس,لقد عاش الأمام الكاظم في هذه المرحلة وقد استطاع أن يملأها علما وفكرا وروحانية وان يرصد الانحرافات التي كانت تفرض نفسها على حركة الفكر الإسلامي ليصححها ويقودها في الاتجاه الصحيح,فدخل الإمام الكاظم هذه المعركة وتحدث بأكثر من أسلوب وأكثر من فكرة , وهذا ما دفع السلطة إلى استئصال رأس الحركة الأمام الكاظم(ع) وذلك عن طريق سجن الإمام اغلب أيام عمره ومن ثم قتله عن طريق دس السم , ظنا من السلطة أنها تستطيع أن تقضي على الحركة الرسالية عن طريق قتل الإمام (ع), ولكن الحركة استمرت والدعوة الى الله استمرت واستمر المجاهدون الرساليون بعملهم الجهادي والسياسي من اجل الإصلاح والتغير في الأمة , حتى ابتلي العراق بنظام المقبور صدام فاخذ ينكل بالمجاهدين الرسالين ويطاردهم ويصب عليهم سوط عذابه ,فقتل من قتل عن طريق الإعدامات والمقابر الجماعية والغازات السامة ,وسجن الآخرين في دهاليز سجونه المظلمة التي لا يعرف ليلها من نهارها ,حيث قضوا اغلب أعمارهم في هذه المعتقلات الإرهابية لا لشئ سوى أنهم رفضوا تسلط البعث الكافر وأرادوا أن يغيروا الواقع الفاسد إلى واقع سليم سيرا على نهج إمامهم موسى بن جعفر (ع), فإننا في هذا اليوم يوم الخامس والعشرين من رجب يوم شهادة الإمام الكاظم ويوم السجين العراقي ,نرفع أصواتنا للمطالبة بحقوق السجناء السياسيين التي صادرها النظام البائد وتعويضهم عما لحق بهم من ظلم وأذى ,ومن أولئك المجاهدون الرساليون الذين قضوا اغلب أعمارهم في سجون النظام المجرم أسرة المرجع الراحل الإمام محسن الحكيم (قدس) ففي يوم 25/رجب عام 1403للهجرة تعرضت هذه العائلة الكريمة إلى جريمة قل نظيرها في التاريخ القديم والحديث حيث أقدم النظام ألصدامي على اعتقال جماعي ضم سبعين فردا من هذه العائلة وبعد أسبوع واحد من جريمته النكراء أقدم على اعتقال جماعي آخر ضم خمس وثلاثين فردا من ذات العائلة وبعد أسبوعين أقدم النظام على إعدام ثلاثة من أبناء المرجع الراحل الإمام محسن الحكيم(قدس) وثلاثة من أحفاده وهم الكوكبة الأولى من شهداء آل الحكيم, إن النظام أراد بعد اعتقاله وإعدام النخبة الأولى من آل الحكيم عقد صفقة سياسية مع شهيد المحراب آية الله السيد محمد باقر الحكيم (قدس), إما ترك العمل في ميدان الجهاد بوجه النظام المقبور أو إعدام الآخرين من آل الحكيم ولكن شهيد المحراب رفض مناديا بهتاف أصم أذن الطاغية المقبور (هيهات منا الذلة), وبعد ذلك لم يتوقف المر حيث اعدم العشرات من آل الحكيم , والجريمة الأخرى التي ارتكبت بحقهم وهم أموات هو إخفاء الطاغية قبورهم ولم يعثر عليها إلى يومنا هذا .
https://telegram.me/buratha