المقالات

أحلام الشعب وكوابيس الحكومة بقلم أبراهيم الجبوري

952 14:22:00 2010-07-01

بقلم أبراهيم الجبوري

على وقع ظلام الكهرباء المفقودة وحرارة الصيف اللاهب ونقص الخدمات المزمن يغفوا ويصحوا ابناء شعبنا لذي طالت معاناته على امل ان تتحقق احلامهم القنوعة التي داخ فيها حتى المفسرون الضالعون في تفسير الاحلام فهي بسيطة وسهلة خصوصا على بلد غني مثل العراق ولكن هي لاتتحقق لان هناك من يمنع او يحول دون تحقيقها وتحويلها لواقع على امل ان تبقى احلام هذا الشعب البسيط ...وحتى لاتكبر احلامه ويحلم بما هو اكبر منها. اربعة اشهر مضت على ملحمة الانتخابات التي افقدها الساسة طعمها وذوقها على الرغم من اداء الشعب لكامل دوره فيها،وما سمعناه قبلها فقط من برامج انتخابية وحكومة مؤسسات وحكومة خدمات وناطحات سحاب وكل عبارات استجداء الصوت الانتخابي ...لم نسمع منه شيئا بعدها ولاخلافا حوله او حول كيفية تطبيقه فما الخلاف وعلى ماذا الخلاف بينهم؟ ان نتائج الانتخابات اصبحت كابوسا يلازم الكثير ممن راهنوا على اسقاط كتل وتيارات وصعود اخرى فجاءت احلامهم بكوابيس لن يصحوا منها حتى تتشكل الحكومة القادمة والتي هم لا يريدون لها ان تتشكل الا بهم . وبينما الشعب يغفوا على حلم الامن والخدمات وفرص العمل للعيش الكريم ...اضيف له حلم اخر هو حلم تشكيل الحكومة والذي اصبح حلمه الاهم وهذه هي احلام البسطاء. بينما الكوابيس خلقت حالة من الذعر والخوف بين اصحاب الكراسي التي صدئت من قلة عمل الجالسين عليها وضعف وفشل ادراتهم وتنامي كروشهم على حساب حق المواطن...بالرعاية الصحية والضمان الاجتماعي ...ومن المعيب ان نقول وحقه في الماء الصالح للشرب والكهرباء والطرق وغيرها من الخدمات الاساسية الضرورية والتي لم نسمع عن شحتها او فقدانها حتى في كثير من الدول التي تعاني الفقر والجوع واحيانا الحروب القبلية . ان كابوس الشعب اليوم على الرغم من انه شعب حالم فقط هو اصرار الفاشلين على عدم اعترافهم بالفشل ومنعهم الاخرين من الحصول على الفرصة للتغيير الواقعي في شكل ومضمون ادارة الدولة من خلال اعتماد معايير الكفاءة والنزاهة والاهم وضوح الرؤية والهدف وخطط العمل المطلوب تنفيذها على ارض الواقع من اجل احداث النقلة النوعية على مستوى الادارة والحد من الفساد المستشري وتنفيذ المشاريع لنقل البلد الى مرحلة جديدة من مراحل البناء والاعمار وتقوية الاقتصاد الوطني. ان كوابيس من قصروا في اداء الواجب وبنوا العروش وكبروا السلطان وعلوا البنيان باموال الشعب المظلوم واسم الوطن والمواطن ومحرومية الجنوب وقهر الكرد وخنق الوسط ومظالم الشعب العراقي ودم الشهداء وصحاب المقابر الجماعية ..ستطول...وتطول لان الشعب ايقن ان احلامه لاتتحقق بوعود هؤلاء المتحذلقين وانما بالمطالبة بالحقوق والضغط الشعبي والمظاهرات والتي وان تاخرت ولكنها فضحت الكاذبين وهددت مصالحهم الشخصية فدفعتهم وستدفع من يأتي بعدهم الى الالتزام الوطني والديني والاخلاقي امام هذا الشعب من اجل تحقيق مصلحة الوطن وسيادته ووحدته وادارة الدولة بما يحقق الرفاهية والامن والاستقرار والخدمات للشعب . نحن لا تهمنا الاشخاص ومسمياتها وانما حلمنا واملنا ان يكون خلافهم على الطريقة التي من خلالها يقدمون الافضل للوطن والمواطن من حيث الاختلاف في اولويات انفاق الاموال على الخدمات ؟؟او شكل النظام الاقتصادي ؟؟ او الاختلاف في نظام التعليم ؟؟ او الصرف الصحي واولوياته على الطرق والسكن؟؟ او العلاقات الخارجية ؟؟ لانه من خلال هذه الاختلافات في البرامج والنظم يتطور البلد ويتقدم وينهض من جديد من تركة ما خلفه النظام السابق وعهد البعث المباد من دمار وخراب شامل ...واما ان بقى همهم المكاسب الحزبية وخياراتهم ومصالحهم الشخصية وان لا خلاف بينهم على البرامج الانتخابية وانما فقط على الاسماء و اسم الشخصية التي ستكون رئيسة للوزراء ومن سيكون من ربعه وعمامه وعشيرته وحزبه وتياره لهم السهم الاكبر من الغنيمة في الحكومة فأن الوضع سيبقى من سئ الى اسوء واسوء ...وعلى الشعب العراقي ان يبقى يحلم ويستمتع بحلمه ... ولكن ان اراد تحقيق الحلم فعليه ان يسعى بمقدار الاستطاعة لتحقيق هذا الحلم من خلال العمل بما يكفله القانون والدستور والتظاهر السلمي والصراخ بصوت عالي للمطالبة بالحقوق وفضح المستوروما يجري من هدر للاموال العامة وسرقتها واستشراء للفساد المالي والاداري ..والتقصير الواضح في الاداء الحكومي ...وان يكون درس صحوة الشعب من حلمه الطويل وانتظاره الممل القاسي عسى ان يتحقق حلمه حاضرا بمظاهرات الكهرباء التي هي الاولى ولكن بألتاكيد سوف لن تكون الاخيرة؟؟ اكيد كلا لن تكون الاخيرة لاننا بحاجة لمظاهرة من اجل البطاقة التموينية ، واخرى لاجل الماء والصحة ، واعتصامات من اجل التعليم الذي لا نسمع عن انجازاته الا بالاسئلة الامتحانية الصعبة والغير متناسبة لا مع واقع البلد الامني ولا الخدمي ولا حتى التعليمي ، ولعلنا بحاجة لمظاهرة كبيرة شعارها *لا تقتلوا الحلم باسم الديمقراطية وشكلوا الحكومة *...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك