علي العطواني
يكاد يكون العراق دولة تمثل نموذجا نادرا بين جميع الدول المتحضرة والمتخلفة و النامية والنائمة لما يدور فيه من احداث لايوجد لها مثيل وعلى كافة الصعد سياسيا وامنيا واجتماعيا واقتصاديا وفنيا ورياضيا ووو...الخ.ورغم تعدد هذه المسميات الا ان شي واحدا يجمعها يجعلها تتصف بهذه الغرابة والندرة الا وهو كرسي الصدارة في بعضها والرئاسة في البعض الاخر والوزارة في الثالث المهم انه الكرسي الذي جر على ابناء هذا الوطن المبتلى الويلات والمأسي والحروب والدمار والجوع والتخلف والانهيار ومنذ زمن بعيد... اذا يحفل تاريخه بعناوين عديدة لتبوئه منها القتل والصلب وقطع الرؤؤس والمؤامرات والدسائس والانقلابات والاطاحات والإزاحات القسرية والجبرية والدموية، الى ان استبشرنا خيرا بأننا وبعد الإطاحة بالنظام المقبور وقطع راسه بأنها ستكون اخر اطاحة وبأن راسه سيكون اخر راس يقطع ثمنا لهذا الكرسي لان القوات الصديقة وهبتنا الديمقراطية التي ستجعلنا نختار من نشاء وننصب من نريد ونزيح من نرغب ونبوأ من نحب لهذا الكرسي الغالي..وجرت الممارسات بتواتر مستمر وخرجت الجماهير مرة ومرتين وثلاثة ولكنها تفاجأ في كل مرة بمعضلة ما بعد أداءهم لدورهم وتضحياتهم ومخاطرتهم بالأرواح والمال والعيال وهو صعوبة تنازل البعض عن دوره للأخر وتمسكه او التصاقه بذلك الكرسي الذي نقترح ان يطلوا مقعده بمادة تمنع الالتصاق او تشريع قانون في داخل مجلس النواب لاستيراد كراسي مانعة للالتصاق بها ..ومادام الإخوة النواب سيجتمعوا لتشريع هذا القانون ولكي لانهدر وقتهم الثمين (جدا) بقانون يتضمن فقرة واحدة نقترح إضافة مادة توصي بجلب قنفة او (كرويته) ولا اعرف ايهما اصح لفظا لاستخدامها في حل معضلة الحكومة التي على ما يبدوا ستتجدد في العراق بعد كل أربع سنوات وبضعة شهور(هذه الشهور التي ستعقب الانتخابات بين مد وجزر وذبح ونحر بين المتصارعين) وذلك لكي تكفي الشخصيات الوطنية (حيل وكلش) والحريصة على مصلحة الكراسي( اقصد المواطن )ويصبح لدينا رئيس وزراء لكل مليون مواطن ولو( القنفة مراح تكفي ) كما اقترح ان يشرع قانون بديل باجتثاث الكراسي من العراق وحضر تداولها وبيعها واستيرادها وحملها ونقلها والجلوس عليها ونستبدلها (بطخم قنفات) الحكم بدلا عن كرسي الحكم وبذلك سيترفه الشعب وسننعم بالرخاء من خلال كثرة الحريصين على مصلحتنا والذين يتسابقون الان لتبؤء منصب الخدمة من اجل ان يخدموا نسابتهم وأزواج بناتهم وأزواج أخواتهم وأزواج عماتهم وخالاتهم وبقية الأزواج من هذا الشعب.
https://telegram.me/buratha