حامد جعفر صوت الحرية
لا ينكر ان للمالكي ايجابيات اقتضتها مرحلة حكمه فقوة شخصيته ومقدرته الخطابية المقنعة بعربية فصيحة لا تشوبها شائبة وحنكته السياسية انقذت كركوك من ان تصبح فريسة للذئب القومجي الكردي المفترس واستطاع الصمود امام مؤامرة اسقاطه بقيادة ذيول البعث امثال عدنان الدليمي وجبهته التوافق عندما سحبوا وزراءهم من الحكومة بنية اسقاطها في وقت كان الارهاب في اعز ايامه وكانت الدولة بحاجة الى الحكومة كيفما تكن لتمشية امور الناس وتنظيم حياتهم , وبنى الجيش والشرطة والامن واتفق مع الامريكان على ان يخرجوا من العراق ليعود العراق بلدا مستقلا يحكمه اهله .. كل هذه ايجابيات تحسب للمالكي ولكن هناك سلبيات تقول اليوم لنوري قف عند هذا الحد ولا تظنن نفسك جبارا ولا يغرنك لقب دولة رئيس الوزراء وتلك الالقاب الغريبة العجيبة التي جاءتنا مع الواقع الجديد الملئ باحلام الف ليلة وليلة.. فهذا دولة الرئيس وذلك قرية المدير وذاك ربما امبراطورية الوزير وهلم جرا من الضحك على ذقون انفسهم وما هم الا فئران تحرسهم قطط..!!
ان لي مقياسا هندسيا وطنيا دقيقا استعمله لتقييم وطنية واداء الحاكم في عراقنا الجريح. ذلك المقياس هو بكل بساطة الزعيم الشعبي النزيه الشهيد عبد الكريم قاسم رحمه الله, الذي ثار من اجل فقراء العراق , وعمل في كل ايام حكمه من اجلهم ولرفاهية كل عراقي , وضحى بنفسه بكل رجولة ليستشهد على يد العفالقة مجرمي العصر والقومجية العرب , ولم يقاوم انقلابهم الخبيث رغم نزول الشعب الى الشارع دفاعا عنه للتصدي للمتامرين المجرمين كيلا يقتل الناس من اجله. ومات وهو لا يمتلك من حطام هذه الدنيا شيئا , لا بيت عشرة فوليوم على شواطئ دجلة كما فعل صدام وعياله ويريد ان يفعله المالكي ووزرائه اليوم وربما بعض نهابي البرلمان , ولا رصيد في بنك داخلي او خارجي , ولم يجدوا في جيبه في بدلته العسكرية بعد استشهاده الا بعض الدريهمات, وهذا ما اعترف به حتى قتلته العفالقة قبحهم الله.
كان عبد الكريم قاسم يقضي اوقاتا كثيرة في تفقد الناس , يجالسم كواحد من العائلة يستمع الى شكواهم ومشاكلهم خاصة في ساعات الليل. يشهد بذلك باعة الرقي والبطيخ في المناطق الفقيرة الذين كان يفاجاهم بزياراته ويجلس معهم على ابسط مقعد حتى لو كانت علبة صفيح وليس معه الا سائقه , لا حماية ولا امن ولا شرطه , كاي مواطن بسيط ولا كامرات تلفزيونية لتطبل لزياراته اعلاميا, ولا هلا بيك هلا وبجيتك خلخلة كما كان يفعل القبيح ابن صبحة. وتشهد بذلك المخابز التي كان يتفقدها فجرا ويزن بيده الكريمة شنكة الخبز لانها قوت الشعب ولا بد ان تكون كاملة الوزن دون نقصان.
وهنا نقول هل فعل نوري او دولة الرئيس نوري او الامبراطور نوري ولو شيئا بسيطا مثل ذلك ..؟؟ هل سمعنا انه يخرج خلسة من قصره الفخيم في المنطقة الخضراء حذر الارهب والاعداء ليذهب الى مدينة الصدر ليرى بام عينه مجاريها الطافحة تتبختر على حافاتها الصراصير المقززة وكانها تمثل مسلسل حافات المياه الياباني..!! يجالس اهلها البسطاء ويستمع الى الارامل والايتام وهم كثر بعدد نجوم السماء يمسح على راس اليتيم ويعد بحل معضلات شعبه هناك وعدا منجزا..؟!
عمل عبد الكريم قاسم مشاريع كثيرة لاسعاد الشعب وترفيهه وتقدمه . كنت صغيرا ولكني لم ازل اذكر جيدا عندما جاء عامل الكهرباء ليربط اسلاكه ومن يومها استنارت المصابيح الكهربائية في بيتنا بدلا من الفوانيس واضيأت طرقات ذلك القضاء الحدودي الذي كنا نعيش به وكان ذلك في عهد عبد الكريم قاسم . وهنا نتساءل ماذا فعل المالكي ووزير كهربائه في هذا الشأن ..؟؟ كل عام من سئ الى اسوأ رغم ان اذاننا طرشت من كثرة ما سمعنا ومنذ سنين حتى قبل حكم المالكي عن افتتاح محطة كهربائية هنا تعمل على الغاز واخرى هناك تعمل على النفط وسيأتيكم الميجاوات بالالاف فابشروا يا عراقيون ..!! اما الحقيقة فمرارة على مرارة وكذب على كذب ومزيد من انقطاع الكهرباء ويا حوم اتبع لو جرينا..!!
اما وزراء المالكي المحسوبون عليه شخصيا فمن اسوأ الوزراء واكثرهم لغفا وفسادا وسوا وتقصيرا في اداء واجبهم. وبدأ بعبد الفلاح السوداني وزير التجارة الذي تلاشت في عهده الحصة التموينية قوت العراقيين وبلغ الفساد في تلك الوزارة قمته في عهده وانتهاء بكريم وحيد وزير كهربائه وقصته اشهر من نار على علم. والغريب ان دولة المالكي يدافع عن هؤلاء الوزراء ويبذل الجهود الناجعة لانقاذهم من المحكمة والحساب.
ونقول اخيرا ان داء عهد نوري المالكي الفساد ثم الفساد ثم الفساد وتحت خيمة المفسدين يفسد حتى بيض الدجاج ولذلك نقول لدولة او امبراطورية نوري المالكي قف عند حدك ودع من هو افضل منك واكفأ ان يكمل الدرب ليصل بالعراقيين الى شاطئ الامان لنذكرك في مستقبل الايام بخير ونقدر جهودك والا حلت عليك لعنة كل مريض او يتيم او ارملة او جائع فقير ويومها لن تفلت من عذاب الدنيا والاخرة. لهذه الاسباب ارفض المالكي.
حامد جعفرصوت الحرية
https://telegram.me/buratha