المقالات

قطب واحد وأطياف متعددة

635 12:08:00 2010-06-23

السيد علي الياسري

 قبل أن نشرع في سرد الموضوع لابد لنا من أن نبرق التاريخ بنظرة خاطفه نلتمس من خلالها الواقع العملي لقطب العراق ومحورية تحركه الجهادي والسياسي في زمن الجور والظلم الذي أبرز جانب التضحية والفداء جلية ولونها بلون الدم الأحمر وسير قوافل الشهداء من اجل خلاص العراق وشعبه من ويلات الطاغية وحزبه المشئوم كي نستوضح القطب الحقيقي في تلك المرحلة ومن ذا الذي تنطبق عيه هذه المقولة ومن كان قطب يوم لا قطب في العراق إلا الدكتاتور بجوره وتعسفه . نعم في تلك الفترة ظهرت تجمعات وتنظيمات بعضها ارتقى إلى كونه حزب والبعض الأخر لم يرتقي أو قطعت جذوره قبل أن يولد بمعاول البعث الجائر وهنالك أنبرئ كيان واحد والكل يعرفه وحينما اذكر اسمه ليس من باب الانحياز أو لتكتل حزبي أو ميول طائفي لا بل هو الواقع الذي لامناص منه نعم أنه المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق هذا الكيان الوحيد الذي مثل القطبية للمعارضة العراقية آنذاك حيث كان ضمن تشكيلاته السني والشيعي وكان الصابئي والمسيحي على حد سواء ولم يكن لكوادره أي فكره بتعنصر ديني أو طائفي بل كان للجميع شعار واحد وهو خلاص العراق وشعبه من ويلات الطاغية وحزبه المشؤول وبناء مستقبل زاهر لأبنائه . هذا ما كان عليه واقع الحال قبل زوال الصنم حيث اتضح لنا جلياً من هو الكيان السياسي الذي مثل القطبية في تلك المرحلة , واليوم وبعد زوال الطاغية وجلاوزته ظهرت كيانات وتشكيلات سياسية كثيرة منهم من له واقع في الساحة السياسية ومنهم من ليس له أي واقع يذكر في التصدي للدكتاتور وحزبه وسعيه لخلاص العراق من براكين الظالمين ولكن مع الآسف الشديد اختلفت الموازين وباتت مقاييس أخرى تظهر على الساحة العراقية من أبرزها هو المد الدولي والإقليمي لكيانات نكره وجعل لها وجود بين صفوف المكونات السياسية المعروفة من خلال الدعم المالي والإعلامي بغية جعل موطئ قدم لتلك الدول في الساحة العراقية فأصبح العراق يمثل ساحة الصراعات السياسية لدول المنطقة . ومن هنا كيف لنا أن نعرف من هو قطب الرحى في ضل هذه الظهورات العديدة ونعتقد أن مهمة البحث في هذا الشأن أصبحت صعبه أن لم تكن عسيرة هذا الحال لنا فكيف لعامة الشعب العراقي الذي أنهكته ويلات الحروب وظلم الطاغية وما أن زال الصنم حتى وضع هذا الشعب المظلوم بخيارات جديدة على إدراكاته فقد تحول من الحاكم الأوحد والحزب الواحد الى مرحلة الأحزاب والكيانات العديدة التي أثقلت كاهله . وعليه فيجب على الباحث أن لا يتجاهل التاريخ وأن يجعل منه منطلقه الأساسي في بداية بحثه ثم ينعطف على المرحلة التي أعقبت سقوط الطاغية إلى يومنا هذا وينظر بعين الواقع الى حركت الأحزاب والتنظيمات السياسية وغاياتها وأهدافها وما هو العطاء الذي قدمته للعراق والعراقيين ولا بد من وجود عنصر الإنصاف والحيادية وأن يضع في الميزان كل الكيانات ومن بعد ذلك يستثنى من يشاء معتمداً على عناصر ( التاريخ - الوطنية - المعطيات التي قدمها -وكل ما من شأنه أن يثبت ولائه وإخلاصه لشعبه ووطنه ) . وهنا لابد لي كباحث أن أطرح بعض الأسئلة الاستيضاحية التي من خلالها انطلق في بحثي كي اجني ثمرة أتعابي : - أولاً :- من هو الكيان السياسي الذي قدم القرابين من اجل توفير الحرية والاستقلال للشعب العراقي وساهم في الخلاص من الطاغية وزمرته ؟ ثانياً : - من هو الكيان السياسي الذي أستمر في طريقه الجهادي بعد سقوط الصنم وأعطى التضحيات تلوى التضحيات من اجل توفير الأمن والأمان وبناء عراق حر ديمقراطي جديد ؟ ثلثاً : - من هو الكيان السياسي الذي كان عرضة لأعداء العراق في زمن الطاغية وما بعد زواله وأعطى خيرة شبابه فضلاً عن قيادته التي أبت إلا أن تكون في ركب الشهداء المضحين ؟ رابعاً : - من صاحب المشاريع السياسية الوحدوية والتي تعني بحقوق جميع العراقيين ولا تفرق بينهم على أساس ديني أو طائفي أو عرقي ؟ خامساً : - من الجهة السياسية التي كان لها الدور الرئيسي في ترسيخ قواعد العملية السياسية ولملمت شمل الشعب العراقي حتى على حساب مصالحها الحزبية . سادساً : - من الجهة السياسية التي وقفت الى جانب المواطن وخطة دستوره وكانت المحامي عنه في كل موطن وموقف ؟. وبصراحة لو كانت إجاباتي دقيقه ومنصفه فلا أجد جهة أو كيان سياسي تنكر عن مصلحته الشخصية مفضلاً أن يكون شمعه تضيء مستقبل العراق وتسعى دوماً لبنائه وعمرانه متناسية آلامها وجراحاتها وأعطت وما زالت تعطي الكثير من اجل أن يبقى العراق حيا وتسعى اليوم الى ان يكون العراق واحدا وفي ضل هذا الخلافات والاختلافات ما زلات تطرح مشاريع وحدويه ومن ابرز طرحها مشروع الطاولة المستديرة من اجل ان يجلس كل ساسة العراق على طاولة مستديرة كي يبقى موحدا قوياً فلا أجد غير كيان واحد وتتساقط دونه كل الكتل والأحزاب هو ((المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ))

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك