امير جابر -هولندا
تحية اجلال وتقدير الى الراحل العظيم الامام الخميني في ذكرى وفاته العشرين فقد صدق مع الله فاعزه ونصره واعلى شانه، ارادته الدنيا فم يردها عظم الخالق في نفسه فصغرمادونه في عينه وكان كما قال جده المرتضى( له قوة في دين وحزما في لين وايمانا في يقين وحرصا في علم وعلما في حلم وقصدا في غنى وخشوعا في عبادة وصبرا في شدة وتحرجا في طمع قرة عينه فيما لايزول وزهادته فيما لايبقى قانعة نفسه منزورا اكله حريزا دينه يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل في الزلالزل وقور وفي المكاره صبور)
عندما نقارن النزر القليل من السيرة العملية للراحل العظيم وماشاهدته عيوننا وسمعته اذاننا: نجده تطبيقا عمليا لتلك الاوصاف العظيمة ففي سنة1971 وفي اوج صراع البعثيين مع شاه ايران جاءه وفد من كبار قادة البعث الى النجف الاشرف وارادوا ان يستغلوه في صراعهم مع الشاه فعرضوا عليه قائلين انت تعلم مدى ظلم الشاه وجبروته وقد قررنا ان نضع محطة تلفزيون واذاعة واموالا تحت امرك تستخدمها ضد الشاه واحس الرجل العظيم انهم يريدون استغلاله في صراعهم مع الشاه وبعد انتهاء غرضهم يقومون بوقف تلك المعونات فقال لهم انا اعرف منكم بظلم الشاه ولكني لا افرق بين ظالمين فان سمحتم ان استخدم تلك الوسائل ضد جميع الظلمة فانا على استعداد لقبول عطاياكم وعندها احسوا انهم هم المقصودين فرجعوا الى بغداد خائبين،يذكر ان (شيفردنادزه)وزير خارجية الاتحاد السوفيتي انذاك حينما قدم يحمل رد الرئيس السوفيتي الى الامام الخميني ذهل عندما راى هذا العملاق الصلب الذي يوجه التحذيرات بصراحة عجيبة الى قادة ثاني قوة في العالم يعيش في بيت صغير بسيط وفي غرفة لاتتجاوز مساحتها 12 مترامربعا مكتفيا بوسائل واثاث في منتهى البساطة ودون وجود اي اثر للمراسيم اذهله انيرى الامام جالسا باطمئنان واستقامة كالطود يضع الى جانبه نسخة من القران الكريم وسجادة صلاة ومسبحة وعدد من الصحف ومذياعا صغيرا وازدادت دهشته حينما التفت الى انه لايوجد كرسي اخر يجلس عليه المسؤول الكبير الذييرافقه وان على الاخير ان يجلس على الارض ولو لمرةواحدة ولعل وزير الخارجية السوفيتي ظن بان قدرح الشاي مع حبتي السكر الذي قدمه له الشيخ العجوز الذي كان في خدمة الامام كان امرا متعمدا واستثنائيا غير ان الحقيقة غير ذلك فالامام لم يغير اسلوبه في العيش ببساطة خلال جميع ادور حياته سوء كان وحيدا مغتربا ومنفيا او خلال عهد زعامته الدينيه وقيادته السياسية وحتى اخر لحضه من حياته ولم يقبل لنفسه ان يغير من اسلوبه امام المقامات الدنيويه الاعتبارية مهما كبرت وعظمت، وفي احد المرات ذهبت بمعية احد المخلصين كي يساله عن مسالة شرعية واحس الراحل العظيم ان هذه المسألة فيها خلاف بين الفقهاء قد يضر بوحدة موقفهم من الظالمين وهنا سال السائل لمن تقلد فقال له اقلد السيد الخوئي عندها قال له الامام اذهب الى مقلدك وااستفتيه ولاتعد لمثلها
وفي منتصف السبعينات كان الايرانيون يعطونه من الحقوق مايساوي 500 مليون دولار ورغم ذلك كان يعيش في بيت للايجار ومصروفه اليومي لايزيد على دينار وربع وكل الاموال يوزعها على الطلبة والفقراء وقبل استشهاد ولده مصطفى بيوم ارسل رسالة بيد احد مساعديه الى احد الشيوخ وفي الصباح وبينما الرجل الذي يحمل الرسالة كان مار ببيت السيد سمع بكاءا ونياحا في بيت الامام وعندما دخل البيت علم باستشهاد مصطفى فالهاه المصاب عن توصيل الرسالة وعندما لمحه الامام ساله قائلا هل اوصلت الرسالة ام لا فقال له سيدي ان المصيبة انستني الرساله فقال له الامام المصلحة العامة تقدم على اي عمل اخر
وعندما عاد الي ايران مظفرا وركب الطائرة صلى ركعتين ثم نام في حين لم يستطيع االصحفيون المرافقون النوم خوفا من تهديدات شاهبور بختيار والذي نقل الاف من الجنود وقال في حينها انه اعطى الاوامر للقوات الجوية بقصف طائرة الخميني ان هي دخلت اجواء ايران وعندما ساله احمد برو مراسل اذاعة مونتي كارلو عن هذه الطمأنينة في ظل هذه الظروف اجابه بكل ثقة (قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا
اردات القوى الكبرى ان تستغله فاستغلها وارادت ان تضحك عليه فضحك عليها كما عبر عن ذلك الكاتب مصطفى محمود و كما قال لي نقيب الصحفيين في اوربا حيث قال لقد ارسلتني السي اي ايه باسالة محددة ومنها ماذا تعمل لو اسقطت الشاه فقال ساعمل حسب مايريده الشعب الايراني فقلت له حتى ولو انتخب هؤلاء المحيطون بك وكان منهم عملاء للسي اي ايه امثال ابو الحسن بين صدر فقال لي حتى لو انتخب الشعب عمر ابن سعد فانا لا اخرج عن خيار االشعب وقال لوقال لي في حينها انه سوف ينشا جمهورية اسلامية لوضعنا قنبلة صغيرة في طائرته المتجه نحو طهران وقضينا على ثورته في مهدها
وعندما نزل في ايران لم يسكن قصور طهران الفارهة ويتحجج كما يتحجج بعض من يحملون شعارات اهل البيت من ان مقامهم يتطلب ذلك سكن الامام الخميني بيتا مساحته لاتزيد على 80 متر مربع فكان حقا وكما قال جده( قانعة نفسه منزورا اكله)ولم يقدم المحاسيب وجلس على السجادة وعاش على الخبز والزيادي وكما كان يفعل عندما كان في النجف لهذا احبه الجميع واستقبله 5ملايين وودعة 10 ملايين ولهذا اعزه الله في الدنيا والاخرة ونصره على جميع اعدائه، نعم ارادته الدنيا فم يردها خوفوه بالاساطيل الامريكية البريطانية وحاربته كل الدنيا وكان راس حربة الظلمة صدام فقال قولته لصدام سياتي اليوم الذي يفعل معك هؤلاء الذين يمدونك بالعدوان وكما فعلوا مع الشاه واكثر وسيكون فعلك عليك حسرات ومرت الايام وتحقق ماقله الراحل العظيم واذا بالامريكان هم من يسقطون عميلهم بالامس ، وقال لحكام دول الخليج التي امدت صدام بمليارات الدولارت سياتي اليوم الذي تندمون فيه وسيغزوكم صدام بلاسلاح الذي اشتريتموه له ومرت الايام ويغزو صدام الكويت ويظهر فهد متحسرا ومتعجبا وليقول (كيف يغزونا بالجيش الذي سلحناه باموالنا
توقع انهيار الاتحاد السوفيتي والشيوعية من خلال رسالته التي بعث بها الى جورباتشوف قائلا( من الان فصاعدا ينبغي ان يبحث عن الماركسية في متاحف التاريخ السياسي للعالم) والمدهش انه تنباء بوصول الراسمالية الغربية وكما نراها الى طريق مسدود لايعرفون له نهاية جيث يقول لجابروتشوف( ان المشكلة الاساسية لبلدكم لاتكمن في مسالة الملكية والاقتصاد والحرية بل في عدم الاعتقاد الحقيقي بالله وهي المشكلة نفسها التي يعاني منها الغرب والتي جرته الى الابتذال ووصلت او ستصل به الى طريق مسدود) حقاوكما قال الامام جده الامام علي (عظم الخالق في نفسه فصغر مادونه في عينه)فينقل عنه مرافقوه لم يترك صلاة الليل والتهجد منذ بداية حياته حتى رحيله عن الدنيا انه ذلك الرجل الذي جلس يرد على اسئلة العشرات من الصحفيين والمصورين الذين اجتمعوا من انحاء العالم في اخر لقاء صحفي له في محل اقامته في(نوفل شاتو)في فرنسا وما ان مرت بضع دقائق وحان موعد الصلاة حتى قام ليؤدي صلاته غير مكترث لذلك الجمع)
تحية اجلال وتتقدير للراحل العظيم الذي اعاد للمسلمين ثقتهم بربهم وبدينهم لقد كانت قبل قيام ثورته النساء تسبح عرايا في شواطئ مصر وبعد قيامه بتلك الثورة لبست النساء الحجاب وعندما يسألن متى لبستن الحجاب يقلن على الفور بالسنة التي جاء فيها الخميني قبل ثورته لم تتجراء امراة واحدة على لبس الحجاب في اوربا والان تحجبت حتى الاوربيات، في هولندا الصغيرة كان هنالك خمسة مساجد قبل قيام الامام والان وصل عدد االمساجد الى 750 مسجدا قبل ثورته كانت امريكا وروسيا هما الاله المقصود لمعظم الحكام والشعوب العربية والاسلامية وقد تنبأ بسقوط الشيوعية في عشر سنوات وهذا هو ماحصل وقال ان امريكا والنظام الراسمالي الظالم سينهار وها نحن نشاهد بداية انهيار هذا النظام الذ اعتقد من بنوه انه سيحكم الدنيا ومافيها وقال ان اسرائيل غدة سرطانية يجب ان تزول وستزول وها نحن نرى كتيبة الخميني حزب الله ينزل بالصهاينة او هزيمة ويكشف اكذوبة الجيش الذي لايقهر ويجعل قادة اسرائيل يصرحون علنا ان علوهم اصبح في طورالافول
ياليت قومي يتعضون من هذا الرجل العظيم ويثقون ان العزةلله وليس لامريكا وان النصر من عنده ويثقوا فيه وحده وينصروا دينه فان الله ناصر لمن نصره وخاذل لمن تعلق بالدنيا الفانية وقد شاهدوا ذلك بام اعينهم كيف اسقط الله وفضح على رؤوس الاشهاد من تعلقوا بالمناصب او سرقة المال وخاصة ممن يرفعون شعارات اهل البيت السامية لاننا عندما نذكرهم بسيرة رسول الله والائئمة من اهل البيت يقولون على الفور اولئك معصومون فهل كان الامام الخميني معصوما ياترى؟
ذكر لي احد الثقاة ان الراحل الخميني في منتصف الثمانينات علم من ان اقطاب المعارضة العراقية في ايران كعادتهم كانوا مشغولين بتمزيق بعضهم بعضا فامرهم بالحضور وبعد التحية والسلام سالهم سؤالا مفاده كم بعث الله من الانبياء فقال بعضهم مائة واربعون الفا وقال الاخر مائة واربعة وعشرون الفا وقال غيرهم اقل او اكثر ثم اردف الامام سؤالا اخر لو نزل هؤلاء الانبياء مرة واحدة هل سيختلفون فيما بينهم فقالوا جميعا لا من المستحيل وعندما سالهم الامام لماذا لايختلفون فقالوا جميعا لان دعوتهم الى الله واحدة وهنا بادرهم الخميني العظيم هل لو كانت دعوتكم جميعا الى الله وليست لاحزابكم واشخاصكم هل ستختلفون فعليكم مراجعة علاقتكم مع الله اولا ثم كيف تختلفون وانتم ترون صدام يذبح ابنائكم ويستحيي نساؤكم؟ وقال لهم ان ان استمريتم على هذا المنوال فان مأساة الشعب العراقي ستطول لان الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابانفسهم وفعلا طالت ماساة العراق حيث جائت حرب الكويت والانتفاضة والحصار ثم الاحتلال وماسي الارهاب ورغم هذه المحن والتجارب فان من تسيدوا لم يتعضوا لا بقول نبي او وصي اوولي ولايستفيدون من هذه التجارب وقديما قال علي امير المؤمنين من لم يتعض بالتجارب والمحن لاتوعظه الكلمات عودوا الى الله فو الله لن تشهدوا عزا ولانصرا فان الناس لو انهم عندما تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم رجعوا الى ربهم بنيات صادقة وقلوب والهة لرد الله لهم كل شارد واصلح لهم كل فاسد كما قال المعصوم وان سنن الله لاتتغيير ولاتتبدل والعزة لله ولرسوله وللمؤمنيين والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لايعلمون
قال الامام الرضا عليه السلام لشاه عبد العظيم( ياعبد العظيم ابلغ موالي عني السلام واوصهم بتقوى الله وان يتلاقوا في بيوتهم وان لايشغلوا انفسهم بتمزيق بعضهم بعضا فان من فعل ذلك واذى وليا من اوليائي دعوت الله ان يعذبه عذابا شديدا في الدنيا وكان في الاخرة من الخاسرين او كما قال عليه السلام
https://telegram.me/buratha