عماد الاخرس
مقهى الإنعاش هو الاسم الذي يجب إطلاقه على ردهة الإنعاش ( العناية المركزة) في مستشفى بعقوبة العام .. والسبب في ذلك يعود إلى الاضطراب والفوضى التي تسيطر على أجواء هذا المكان الخاص بالحالات الخطرة من المرضى وممن يعيشون صراعا مريرا بين الحياة والموت!! وسأروى لكم أدناه قصة إطلاق هذه التسمية ( مقهى الإنعاش) .. شاءت الأقدار أن أكون مرافقا لصديق لي في ردهة إنعاش مستشفى بعقوبة العام ولأكثر من 48 ساعة متواصلة فيها ليليتين متتاليتين .لقد كانت علامات الفوضى والاضطراب تسود في جو الردهة بدلا من الهدوء والالتزام بالتعليمات الخاصة التي تضع احتراماً لمكان يشهد العديد من حالات فراق الحياة على طول اليوم !!إن الغاية من المقال ليس استهداف احد ما بل طرح البعض من السلبيات التي تعيشها هذه الردهة أملاً في تصحيحها وعلاجها علما انه ينتقد واقع حالها والكادر الطبي والخدمي العامل فيها وبما لا يفسح المجال لفتح التبريرات التي تتعلق بالمراجعين .. وأهمها .. أولا.. قلة عدد الأطباء العاملين فيها .. حيث إن طبيب واحد في الفترة المسائية ولغاية اليوم التالي لا يكفى لسبعة وعشرين مريض راقدين في الردهة.. يضاف إلى ذلك قلة خبرة البعض منهم في كيفية استقبال الحالات الخطرة والإجراءات التي يجب أن تُمارس مع كل مريض منذ دخوله فيها . وهنا لابد من توجيه الشكر للسيد معاون مدير المستشفى الدكتور جبران الذي لاحظ ذلك الخلل بنفسه في زيارته المسائية للردهة وبادر في توضيح ذلك إلى الأطباء المقيمين وبحضوري .ثانيا .. الحالة الغير حضاريه والمتخلفة في استخدام كلمة ( عمى ) بين الأطباء .. ولا اعرف سر استخدام هذه الكلمة ومن الذي جاء بها من القاموس العشائري وادخلها في القاموس الطبي. ثالثا .. صراخ وفوضى الكادر الطبي والخدمي في الردهة .. وهذا يدلل على عدم معرفتهم بحاجة هذا القسم الحساس من المستشفى إلى توفير كل مستلزمات الهدوء التام فيه.إن الصوت المرتفع هو لغة التفاهم بين جميع العاملين في الردهة وبدون أي إحساس لما يسببه من إزعاج للمرافق قبل المريض !!ومن مشاهداتي العجيبة في اليوم الثاني هو تجمع عدد كبير من الممرضين ومن أقسام أخرى في ردهة الإنعاش للنقاش في أمورهم بفوضويه وصوت مرتفع وحتى إطلاق النكات وكأنهم في مقهى وليس غرفه للعناية المركزة!!رابعا .. أكساء أرضية الردهة بالمرمر.. ومن المفروض أن يتم فرشها بالبلاستيك المضغوط الذي لا يحدث أي صوت.. ومن مشاهداتي العجيبة .. ارتداء إحدى الطبيبات حذاء ( شحاطه ) يبعث أصوات عاليه مزعجه إثناء تنقلها بين المرضى !!خامسا .. التداخل بين حجر المرضى بسبب فصلها بالستائر والمفروض أن يتم فصلها بمقاطع الألمنيوم والزجاج العازل للصوت.سادسا .. عدم دقة أجهزة المراقبة الصحية ( المونتر ) الموجودة في حجرة كل مريض وإطلاقها أصوات مرتفعه مزعجه وعند الاستفسار من الطبيب المقيم تبين إن أغلبها عاطلة وقراءاتها غير صحيحة وتربط بالمرضى فقط كأسلوب دعائي يضاف إلى ذلك عطل بعض المعدات ومنها قناني الأوكسجين وحوامل المغذيات.. الخ .سابعا .. عدم السيطرة على أصوات هواتف النقال الخاصة بالمرضى والمرافقين وكذلك الكادر الطبي حيث تنطلق منها نغمات تحدث ضوضاء غريبة عجيبة طيلة اليوم والمفروض أن يتم تبليغ الجميع بضرورة كتم أصواتها وإجراء المكالمات خارج الردهة.ثامنا.. وضع منشورات و إعلانات خاصة يتم فيها توضيح المسموح والممنوع داخل الردهة والتأكيد على التزام الهدوء.أخيراً أقولها.. شكرا للسيد مدير عام صحة ديالى على جهوده المبذولة في تحسين واقع حال المؤسسات الصحية لهذه المحافظة الجريحة آملين اطلاعه شخصيا على ردهة الإنعاش في مستشفى بعقوبة العام والإيعاز للكادر الطبي المتقدم بضرورة متابعة ملاحظاتنا أعلاه لتوفير أفضل الخدمات الممكنة للمرضى في ردهة الإنعاش !!
https://telegram.me/buratha