عمار احمد
عجيب امور غريب قضية .. هكذا كان يردد جعفر السعدي في دوره بالمسلسل الذي كان يعرضه تلفزيون بغداد في الثمانينات (النسر وعيون المدينة)-(الذئب وعيون المدينة)، وكانت هذه العبارة الدارجة تأتي على لسانه حينما يستغرب من وقوع امر معين ويندهش منه..انا شخصيا رددت هذه العبارة وانا اتذكر المرحوم جعفر السعدي(عبد الله افندي)، مرات عديدة خلال الشهرين الماضيين وانا اتابع بحسرة والم الصراع السياسي الدائر في العراق بين بعض القوى والشخصيات السياسية على منصب رئيس الوزراء اساسا والمناصب الاخرى المهمة والحساسة. وكانت حسرتي اكبر والمي اشد عندما سمعت اكثر من مرة احد كبار الشخصيات السياسية الساعي الى الحصول على منصب رئيس الوزراء يحذر وفي نفس الوقت يهدد من عودة العنف والارهاب والحرب الطائفية اذا لم تحصل قائمته على حق تشكيل الحكومة المقبلة ويرشح هو لرئاستها، ولسان حاله يقول (اما ان العب واما ان اخرب الملعب)، و(اذا لم احصل على منصب رئيس الوزراء فسأحرق كل شيء ويكون علي وعلى اعدائي). اي منطق سياسي هذا في ظل نظام ديمقراطي يتحدث فيه الجميع عن التداول السلمي للسلطة واحترام الدستور، والنزول عند قرار الشعب..؟؟.الطاغية المقبور صدام .هكذا كان يتحدث ، وكان منهجه هو خلط الاوراق وتأزيم الامور اذا لم تأت الامور مثلما يريد ويشتهي، وفي النهاية اوصل نفسه الى الحضيض بعد ان خلف افضع الكوارث والماسي.هكذا وبكل بساطة اما ان اكون انا ملكا واميرا ورئيسا وزعيما واما ان يحترق الاخضر من اليابس ويغرق الجميع في بحر من الدماء..مجرد التهديد والتحذير والربط بين امرين (عدم الحصول على منصب رئيس الوزراء وعودة العنف والارهاب) يثير تساءلات كثيرة اهمها واولها، هو من سيعيد العنف والارهاب من جديد اذا لم يحصل فلان الفلاني على منصب رئيس الوزراء؟؟.. هو ام غيره؟؟ وكيف ولماذا؟؟..اجيبوا انت ايها القراء الكرام على هذه التساؤلات.. واعرف انكم عندما تتأملون في هذا الواقع ترددون معي (عجيب امور غريب قضية)..
https://telegram.me/buratha