المقالات

(ماذا يريد الإرهاب من العراق)

853 10:39:00 2010-05-25

ناجي لطيف العسكري

شهد العراق يوم الاثنين سلسلة منظمة من التفجيرات التي طالت جميع مؤسسات الدولة بدون استثناء وهذه رسالة يوجهها الإرهاب إلى الحكومة المقبلة بان الإرهاب في العراق لا يمكن استئصاله ويبقى يستمد وقود ناره من قتلاهم فبعد كل عملية قتل أو ألقاء القبض على أمير جماعة أو شخصية قيادية في تنظيم القاعدة تزدد وتيرة العنف ويزف هذا الأمير المقتول بسلسة من التفجيرات التي تطول كل المكونات الشعب العراقي وبكافة الطرق والوسائل المتاحة ، ولم يستهدف الإرهابيون هذه المرة فئة معينة بدون فئة آخرة كما هو الحال في جميع عملياتهم السابقة فقد استهدفت جميع مكونات الشعب العراقي فقد استهدفت العاصمة بغداد والمحافظات الجنوب والمحافظات الوسط بدون استثناء بعد إن فقد الإرهابيون جميع الوسائل من اجل اقتتال طائفي ليعلنون للعالم أن كل عراقي هو هدفاً لهم وسوف يقتصون منه، وبتقصير واضح من الأجهزة الأمنية فقد نفذت هذه العملية ببساطة وبأوقات متقاربة في العديد من المحافظات وهذه العملية خطيرة جداً تدل على توسع العمليات الإرهابية ووسائل المستخدمة التي تعجز الأجهزة الأمنية ذات الإمكانات البسيطة وبأجهزة معطلة عن العمل على كشفها ويستمر نزيف الدم العراقي يسيل في شوارعه على مرأى ومسمع الساسة الذين يقتتلون من اجل رئاسة الوزراء ومن يتولى الوليمة الكبرى (رئاسة الوزراء) لمدة أربع سنوات والعراقي ينتظر الاجتماعات السرية والعلنية لتشكيل حكومة مقبلة بفائق الصبر من اجل إحداث تغير ووضع حلول مناسبة من اجل إيصال العراق إلى بر الأمن فالكل يتهم الساسة وراء هذه التفجيرات فأين الوعود التي أطلقت من قبل الشخصيات التي وصلت إلى قبة البرلمان التي تدعي بالوطنية والديمقراطية وهم يبحث عن المصلحة الشخصية التي تضمن له شركات وأموال في خارج العراق ،فهل هولاء السياسيون العراقيون ينطبق عليهم قول المثل (فئة قليلة ذكية تضحك على فئة غبية كثيرة) فقد اثبت السياسيون العراقيون صحت هذا المثل وإنهم غير قادرين على قيادة أنفسهم فكيف يستطيعون قيادة بلد كامل.

في ظل التفجيرات يوم الاثنين التي أفجعت العراقيين ليخرج احد الشخصيات القيادية في أحدى القوائم الفائزة بعد مرور ساعات من التفجيرات ليؤكد مطالبة قائمته برئاسة الوزراء فهل أصبحت دماء العراقيين وسيلة ضغط سياسية من اجل الوصول إلى مأرب خفية وبطرق ملتوية للوصول إلى عرش الوزارة وهل يستحق هذا الكرسي كل هذه الدماء التي سالت فهل دماء العراقيين رخيصة إلى هذه الدرجة وهل هيه الوسيلة الجديدة التي يستخدمها الساسة من الضغط على تغير مسار الديمقراطية وتحويل العراق إلى بلد صراع قومي كل فئة فيه ترى أحقيتها في الرئاسة لأنها من الطائفة أو الديانة المميزة في العراق ؟ !!!.

وفي ظل هذا الاعتراك السياسي فان العراق سوف يستمر برفد انهار الدماء العراقية ، وان أي تغيب لفئة معينة في الحكومة القادمة تعني تغيب أصوات الملايين التي اختار هذه القائمة ويجب الرجوع إلى الطاولة المستديرة من اجل تحقيق الشراكة الوطنية التي لا تريد قوى الإرهاب إحقاقها لأنها بذلك سوف تضرب بيد من حديد ولن يبقى لهم أي منفذ من اجل تحقيق مأربهم في العراق وبخلافه فليس هنالك أي متضرر في فشل العملية السياسية سوى المواطن العراقي البسيط الذي يجلس على الأرصفة من اجل كسب رغيف العيش .

وتستمر الدول الخارجية بدعم هذه القوى الإرهابية بمساعدة من أجندة سياسية ودينية (هولاء الدين بريئاً منهم ) من اجل إفشال المشروع السياسي الذي يسير به العراق فان الانتخابات التي جرت في العراق هي صدمة حقيقية لجميع الدول التي تحكم بأنظمة دكتاتورية فأصبح العراق شاهداً على هذا النظام الذي تتحاشى الأنظمة الأخرى من نجاحه وبذلك ينتقل هذا المشروع إلى هذا البلد الذي تحكم بسيف والحديد فيستمرون باستهداف هذا المشروع بدعم إعلامي ومالي وبأجندة متطرفة من اجل القيام بعمليات انتحارية تستهدف جميع مكونات الشعب العراقي وكان العراقي هو العدو الأوحد لهم فليس هنالك استثناء فيقتل الطفل كما تقتل النساء فطريقة القذرة التي يتبعها الإرهاب في تفجيراتهم هو استهداف اكبر عدد من المواطنين في تجمعات سكانية والأسواق وأي تجمع يحصد اكبر عدد من أرواح العراقيين، فما هذا الفكر المتطرف لهولاء وما هذا الآلة الذي يعبدون ؟؟!!....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك