زهراء الحسيني
ما يزيد الحيرة والاسى في الواقع العراقي ان التكفيريين والارهابيين وجدوا حواضن لهم في وسط الشارع العراقي خاصة في المناطق الساخنة واستغلوا اوضاع البلاد اسوء استغلال مستفيدين من الغطاء الفتوائي الذي منحهم خداع الكثير من البسطاء والمغفلين الذين يريدون لقاء الرسول الاكرم او تناول العشاء معه على جثث الابرياء واشلاء العراقيين.الفتاوى التكفيرية ذات المنحى السياسي الموظف اقليمياً لاجهاض المشروع الديمقراطي في العراق لم تواجه من علماء الدين السنة بشدة وقوة تناسب خطورتها في المجتمع لمنع انتشارها رغم تقديرنا للمواقف الشريفة للكثير من هؤلاء العلماء لكن ما يمكن الاشارة اليه هو الموقف المهزوز والمتردد في مواجهة الفتاوى التكفيرية للكثير من علماء السنة بل علت وغطت هذه الفتاوى على فتاوي الاعتدال والتعقل والواقعية واصبح اكثر رواجاً لدى هؤلاء.ومن الملفت والمؤسف ان اصوات الوسطية والوعي الاعتدالي لدى الكثيرين تحولت الى اصوات مجاملة او خفت حدتها واستسلمت للصوت التطرفي العنفي او استعارت دورها وصارت ضمن المنظومة التكفيرية وربما نضطر الى بعضها من اجل المزيد من التوضيح والتنوير فقد كان الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي من دعاة الوسطية والاعتدال ضمن كتبه وخطبه لكنه استعار ثوب التكفيريين ليوجه سهام الغدر التكفيري لابناء شعبنا بينما لم يقف بوجه اولئك الذين حاولوا تشويه الاسلام ووسطيته واعتداله.اول محاولات هؤلاء التكفيريين كانت ايجاد الفتنة الطائفية بين جميع فئات وطبقات الشعب العراقي وعبروا عن هذه المخططات والمحاولات عبر استهداف المرقد المقدس للامامين العسكريين في واحدة من اخطر المؤامرات ضد وحدة شعبنا ونجحوا الى حد ما في تحقيق بعض اهدافهم وقادوا الوضع الى طريق كارثي كاد ان يحرق العراق كله لولا حكمة مرجعياتنا الدينية وقياداتنا السياسية بالوقوف ضد هذه المحاولات وردود الفعل غير المنضبطة التي قادت الطرف الاخر للرد او ايجاد حالة من التوازن والدفاع عن مراقدهم ومساجدهم.لم يقف علماؤنا ومراجعنا وقادتنا السياسيون مكتوفي الايدي او متفرجين امام تصاعد الاحداث الطائفية ولم يتركوا الامور تجري ضمن سياقاتها وانفعالاتها ومخاضاتها الخاطئة بل وجهوا مسار الوعي والغضب المرتكز في نفوس ابنائنا بالاتجاه الوطني الصحيح ومنعوا اي تطاول على مراقد وشخصيات السنة في العراق وحرموا الاعتداء على بقية المسلمين الذي لا ذنب لهم ولا جريمة.ولعل الموقف الاكثر حزماً وحسماً لمخططات الفتنة الطائفية التي كادت ان تقلب العراق بكل طوائفه هو موقف عزيز العراق الراحل السيد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله عليه) اثناء وبعد محاولة الاغتيال الاثمة التي طالت اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس) فقد فوت فرصة استغلال هذه الجريمة الكبرى وضبط مشاعر الملايين من اتباع اهل البيت وتهدئة انفعالاتهم وعقلنة مواقفهم غير المنضبطة.
https://telegram.me/buratha