المقالات

الارهاب والتوظيف العربي الرسمي

779 20:25:00 2010-05-18

زهراء الحسيني

ما يزيد الحيرة والاسى في الواقع العراقي ان التكفيريين والارهابيين وجدوا حواضن لهم في وسط الشارع العراقي خاصة في المناطق الساخنة واستغلوا اوضاع البلاد اسوء استغلال مستفيدين من الغطاء الفتوائي الذي منحهم خداع الكثير من البسطاء والمغفلين الذين يريدون لقاء الرسول الاكرم او تناول العشاء معه على جثث الابرياء واشلاء العراقيين.الفتاوى التكفيرية ذات المنحى السياسي الموظف اقليمياً لاجهاض المشروع الديمقراطي في العراق لم تواجه من علماء الدين السنة بشدة وقوة تناسب خطورتها في المجتمع لمنع انتشارها رغم تقديرنا للمواقف الشريفة للكثير من هؤلاء العلماء لكن ما يمكن الاشارة اليه هو الموقف المهزوز والمتردد في مواجهة الفتاوى التكفيرية للكثير من علماء السنة بل علت وغطت هذه الفتاوى على فتاوي الاعتدال والتعقل والواقعية واصبح اكثر رواجاً لدى هؤلاء.ومن الملفت والمؤسف ان اصوات الوسطية والوعي الاعتدالي لدى الكثيرين تحولت الى اصوات مجاملة او خفت حدتها واستسلمت للصوت التطرفي العنفي او استعارت دورها وصارت ضمن المنظومة التكفيرية وربما نضطر الى بعضها من اجل المزيد من التوضيح والتنوير فقد كان الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي من دعاة الوسطية والاعتدال ضمن كتبه وخطبه لكنه استعار ثوب التكفيريين ليوجه سهام الغدر التكفيري لابناء شعبنا بينما لم يقف بوجه اولئك الذين حاولوا تشويه الاسلام ووسطيته واعتداله.اول محاولات هؤلاء التكفيريين كانت ايجاد الفتنة الطائفية بين جميع فئات وطبقات الشعب العراقي وعبروا عن هذه المخططات والمحاولات عبر استهداف المرقد المقدس للامامين العسكريين في واحدة من اخطر المؤامرات ضد وحدة شعبنا ونجحوا الى حد ما في تحقيق بعض اهدافهم وقادوا الوضع الى طريق كارثي كاد ان يحرق العراق كله لولا حكمة مرجعياتنا الدينية وقياداتنا السياسية بالوقوف ضد هذه المحاولات وردود الفعل غير المنضبطة التي قادت الطرف الاخر للرد او ايجاد حالة من التوازن والدفاع عن مراقدهم ومساجدهم.لم يقف علماؤنا ومراجعنا وقادتنا السياسيون مكتوفي الايدي او متفرجين امام تصاعد الاحداث الطائفية ولم يتركوا الامور تجري ضمن سياقاتها وانفعالاتها ومخاضاتها الخاطئة بل وجهوا مسار الوعي والغضب المرتكز في نفوس ابنائنا بالاتجاه الوطني الصحيح ومنعوا اي تطاول على مراقد وشخصيات السنة في العراق وحرموا الاعتداء على بقية المسلمين الذي لا ذنب لهم ولا جريمة.ولعل الموقف الاكثر حزماً وحسماً لمخططات الفتنة الطائفية التي كادت ان تقلب العراق بكل طوائفه هو موقف عزيز العراق الراحل السيد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله عليه) اثناء وبعد محاولة الاغتيال الاثمة التي طالت اية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم شهيد المحراب (قدس) فقد فوت فرصة استغلال هذه الجريمة الكبرى وضبط مشاعر الملايين من اتباع اهل البيت وتهدئة انفعالاتهم وعقلنة مواقفهم غير المنضبطة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك