المقالات

الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) .. مجاهداً

1558 18:45:00 2010-05-09

سعد البصري

رجل حمل العراق بين ضلوعه وفي النهاية وهبها قنطرة ليعبر العراقيين فوقها نحو حريتهم ..فقد كان رضوان الله عليه ملء العين والقلب .. ان المراحل التي مرت خلال حياته المباركة بقيت منارا لكل من ينشد الحرية والاستقامة في عراق سعت الانظمة القمعية البعثية وغيرها لتهميش واقصاء الشخصية العراقية وجعلها صورة جامدة ليس لها حول ولا قوة ، لذا كانت الحاجة الى شخصية مثل شخصية السيد محمد باقر الحكيم ( قدس سره ) ضرورة ملحة لاخراج الشعب من محنته وفق رؤية اسلامية بعيدة عن التطرف والانحيازية ، وهذا بطبيعة الحال يمثل التجارب الكبيرة التي مرت في حياة السيد الحكيم ( قدس سره ) ابتداءً من علاقته بابيه السيد محسن الحكيم ( رضوان الله تعالى عليه ) مرورا بنضاله مع سماحة السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( قدس سره ) وما مثلته هذه المرحلة من انعطافة تاريخية في حياته المباركة والكثير من المراحل التي لا يسعها هذا البحث بكلماته التي لا تفي ولو جزءا بسيطاً من حياة هذا القائد والمفكر والمناضل وما كلماته التي القاها عند عودته الى العراق عندما قال ( انا اقبل ايادي جميع المراجع ) الا شهادة واضحة عن مدى بعد الرؤية الثاقبة لمجريات الاحداث في العراق وكون هؤلاء المراجع يمثلون صمام الامان بالنسبة للعراق واليك عزيزي القارئ جانبا من تلك المراحل :جهاده خارج العراق :منذ اللحظات الأُولى ، التي تمكَّن فيها السيّد الحكيم الخروج من العراق في تمّوز عام 1980 م ، توجَّه نحو تنظيم المواجهة ضد نظام صدام المجرم ، و تعبئة كل الطاقات العراقية الموجودة داخل العراق و خارجه ، من أجل دفعها لتحمّل مسؤولياتها في مواجهة هذا النظام الجائر . و بعد مخاضات صعبة ، أسفر النشاط المتواصل ، و الجهود الكبيرة للسيّد الحكيم عن انبثاق المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق ، في أواخر عام 1402 هـ ، و انتُخِب سماحته ناطقاً رسمياً له ، حيث أُوكلت له مهمّة إدارة الحركة السياسية للمجلس على الصعيد الميداني ، والإعلامي ، و تمثيله ، و منذ عام 1986 م أصبح سماحته رئيساً لهذا المجلس حتّى حين استشهاده . عودته إلى العراق : بعد سقوط نظام صدام المجرم في العراق بتاريخ 9 / 4 / 2003 م ، عاد السيّد الحكيم إلى مسقط رأسه مدينة النجف الأشرف ، بعد أن قضى أكثر من عقدين في بلاد الهجرة إيران ، ليواصل من هناك مسيرة الجهاد السياسي ، التي اختطَّها لنفسه منذ أيّام شبابه ، و في طريق عودته إلى مدينة النجف الأشرف قامت الجماهير العراقية المؤمنة من أهالي مدن البصرة ، و العمارة ، و الديوانية ، و النجف الأشرف ، و كربلاء المقدّسة ، وب اقي المدن الأُخرى باستقباله استقبالاً مهيباً . و منذ أن استقرَّ السيّد الحكيم في مدينة النجف الأشرف ـ أرض العلم و التضحية و الفداء ـ شرع بإقامة صلاة الجمعة العبادية السياسية ، في صحن الإمام علي ( عليه السلام ) ، موضِّحاً من خلالها مواقفه السياسية ، و تصوُّراته المستقبلية لمستقبل العراق . تعرَّض السيّد الحكيم ( قدس سره ) خلال عمره الشريف إلى أكثر من سبع محاولات اغتيال من قبل أزلام النظام الصدامي البائد ، كان منها اثنان عندما كان في العراق قبل هجرته إلى إيران ، و الباقيات كانت خارج العراق أيّام قيادته للجهاد السياسي ضد نظام البعث العميل في العراق . و في غرّة رجب 1424 هـ ، و بعد إقامته لمراسم صلاة الجمعة الرابعة عشر في الصحن الحيدري للإمام علي ( عليه السلام ) ، و في طريق عودته إلى داره ، تعرَّض ( قدس سره ) إلى عمل جبان ، حيث انفجرت سيّارة مفخَّخة تحمل ( 700 ) كيلو غرام من المتفجّرات بالقرب من الصحن العلوي الشريف ، فاستشهد ، و لم يبقَ من جسمه إلاّ قطعة أو قطعتان ، حيث تقطَّع جسده الشريف ، و استشهد كذلك عدد من مرافقيه ، وعشرات من المصلِّين وزوَّار المرقد الشريف ، ودفن بمقبرة خاصّة له ـ وللشهداء الذين سقطوا معه ـ في النجف الأشرف فسلام عليه يوم ولد ويوم حمل هموم الشعب العراقي بكل جوارحه ويوم استشهد ويوم يبعث حيا ...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حيدر الحلي
2010-05-10
الى الاستاذ احمد تكول العراقيين نسوا فضله الكبير . يجوز ويجوز لا لان الاحداث بالعراق متسارعة وقاسية وانطيك مثل ماكو واحد بالعراق يلهج باسمه العراقيين من المعاصرين بكد محمد باقر الصدر قدس والنتيجة؟؟ محد مكلف نفسه لا من المسؤولين ولا من التجار يبني قبر يليق بمكانته.
اسعد سعيد
2010-05-10
لم يتعرض عالم من علماء ال محمد صلى الله عليه واله للظلم والاذى والعدوان كما تعرض له سيدنا الحكيم رضوان الله تعالى عليه فبالاظافة للمبغضين لال الرسول كان هناك المارقين والناكثين والحاقدين على شخصه واسرته ولكنه كان كاجداده (ع) حيث قال (نحن لا نحقد لاسباب شخصيه نحن لا نحقد الا على المجرمين والكافرين والظالمين) وهكذا هم اصحاب النفوس الكبيره من" النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا" شكرا لك اخي الكاتب ان ذكرت سيدنا الذي لا ينسى والسلام عليكم
صباح الرسام
2010-05-10
سلاما عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا. كان السيد الشهيد محمد باقر الصدر يسميه عضدي المفدى وكان له الاخ والابن الروحي . وواطلق عليه الامام الخميني اسم ابن الاسلام الشجاع . كان رمزاً للوطنية والشجاعة والتضحية رحمة الله عليه
احمد
2010-05-10
الف رحمة على روحه الطاهرة مع الاسف العراقيين نسوا فضله الكبير في تخليص العراق من الدكتاتورية يجب دائما ان نتذكر شهدائنا لكي نبقى امة حية
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك