هشام حيدر
على شاشة العراقية وليس شاشة الفرات فوجئت بنقل مشاهد من حفل التوقيع بالاحرف الاولى على انشاء جامعة امريكية في الناصرية قرب مدينة اور التاريخية يطلق عليها جامعة النبي ابراهيم ع !كان خبرا سارا لكل المهتمين والمتابعين من ابناء الناصرية خصوصا والمحافظات والمدن الاخرى عموما رغم ان الخبر كان مقتضبا ولم يتبعه اجراء لقاء مع ممثل الجامعة الامريكية وهو رئيس فرعها في بيروت ولا مع أي طرف عراقي ولم نفهم دور رئيس جامعة ذي قار بالموضوع ولولا اشادة رئيس الجامعة الامريكية في بيروت بـ(مبادرة فخامة نائب رئيس الجمهورية الدكتور عادل عبد المهدي في انشاء الجامعة) وحضور فخامته حفل التوقيع لما علمنا بدوره وبمبادرته في انشاء مثل هذا الصرح العلمي في الناصرية كما لايعلم معظم ابناء الناصرية بدور فخامة الدكتور عبد المهدي في الكثير من المنجزات التي تحققت في المحافظة ولعل من اهمها مركز جراحة القلب !ولم تكن جهود الرجل متاتية من نزعة مناطقية بقدر ماتعد تعويضا بسيطا بقدر استطاعته النابعة من دوره في الجهاز التنفيذي الرمزي لكنه وظف علاقاته الدولية الكبيرة لتحقيق تلك المنجزات للمدينة الخربة التي تتربع على خزين نفطي وغازي هائل كما تتربع على عرش الصدارة في عدد العاطلين من العمل لعدة اسباب منها خلوها من أي مرفق سياحي او ديني مؤهل لانها تضم مدينة اور الاثرية التي لو حظيت بالرعاية اللازمة لنافست الاهرامات المصرية واجتذبت عشرات الالاف من السياح سنويا ....اضافة الى كون المدينة بعيدة عن الحدود وبالتالي فهي لاتضم أي منفذ حدودي قد يدر عليها دخلا او يساهم في توظيف عدد من العاطلين او يسهم في تحريك النشاط التجاري للمدينة التي عانت الاهمال والظلم زمن الطاغية حتى حول اراضيها المنخفضة الى مبزل كبير لمحافظات اخرى تحظى برعاية النظام المقبور مما ادى الى تحويل الكثير من اراضي المحافظة الى اراض بور !تظافرت جهود الدكتور عبد المهدي فانشئت مركزا متطورا لجراحة القلب في المدينة سيجعل منها قبلة للعراقيين الذين يجوبون الدول الاخرى لاجل اجراء هذا النوع من الجراحة بعد ان كان الطاغية قد قصرها بعمليات بدائية محدودة في مستشفى ابن البيطار الخاص بالطبقة الحاكمة ومن يحصل على موافقة (السيد الرئيس) او ديوان رئاسة الجمهورية بينما يدخل للعلاج اليوم بكل سهولة ويسر بمجرد قطع تذكرة بثمن بخس!سعى الرجل الى تحريك المدينة بجعلها عاصمة طبية وقطع في هذا المضمار شوطا بعيدا وحقق نجاحات كبيرة تراجعت مع بالغ الاسف بعد استبدال المحافظ الاستاذ عزيز كاظم علوان واسوق مثالا على التراجع الذي اشير اليه يتلخص ببعض الاطباء الذين نجحت تلك الجهود سابقا باستقدامهم الى المحافظة بعد ان كانوا يرومون الهجرة بسبب التهديدات التي تلقوها في بغداد وشكلوا في الناصرية نواة لجراحة القلب لكن اهمال الحكومة المحلية الجديدة لهم ادى الى احتمال خروجهم من المدينة لاسيما بعد خروج واحد منهم نتيجة تجاهل واهمال محلي ومغريات كبيرة قدمتها له حكومة كردستان!وتعد الجامعة الامريكية الجديدة المزمع انشائها في المدينة فرصة جديدة للمحافظة لتحريك بعض القطاعات فيها فضلا عن تسهيل التحصيل الاكاديمي لابنائها وباختصاصات وشهادات عالمية كان البعض لايحلم بها اصلا !الغريب ان معظم هذه الانجازات تمت بصمت اعلامي حتى من قبل قناة الفرات المحسوبة للمجلس الاعلى الذي يمثل الدكتور عبد المهدي احد اركانه ولعل حفل التوقيع الاخير سجل نقطة سلبية جديدة في سجل القناة التي تجاهلت الخبر تماما بدل ان تجعل منه مادة اعلامية دسمة وبذلك مر الخبر مرور الكرام بعرضه على العراقية سريعا بعد ان تخلت الاخيرة عن جانب كبير من تحزبها الذي شهدناه قبيل الانتخابات !ولعل معظم ابناء الناصرية اليوم فضلا عن غيرهم من ابناء المحافظات الاخرى يجهلون هذا الخبر واعتقد جازما ان معظم القراء يسمعون به لاول مرة من قرائتهم للمقال......!!في حين يمتلك المجلس الاعلى ماكنة اعلامية لو استغلت بصورة مهنية فاعلة فانها ولاشك ستعود على الجميع بالنفع فضلا عن النفع الخاص بالمجلس نفسه !!
https://telegram.me/buratha