قاسم بلشان التميمي
في البداية اود ان اكتب ملاحظة وهي (كل من لم تحدثه حبوبته عن السعلوة في طفولته ، لاينصح له بقراءة هذه المقالة ) حقيقة لقد ترددت كثيرا قبل اقدامي على الكتابة عن (السعلوة) وذلك لاسباب عديدة اهمها اني لااملك حقوق النشر والاعلان عن (السعلوة)، كما اني متخوف جدا من ردة فعل (السعلوة) ،كما اني متخوف من ردة فعل (البعيوة) وهي (شخصية !) اخرى سأكتب عنها ان شاءالله في مناسبات قادمة ،وتخوفي من (البعيوة) ياتي لاني ربما جرحت كرامتها ولم اعطيها حقها بالاسبقية لان (البعيوة ) تعتبر نفسها اهم من (السعلوة)، كما ان (الباحثين !) اختلفوا فيما بينهم بشأن من الافضل والاقوى والاكثر تأثيرا هل (السعلوة ) ام ( البعيوة).ولااريد ان اخذك عزيزي القاريء في متاهات جانبية وسوف اواصل حديثي عن (السعلوة) وذلك نقلا عن (حبوبتي) التي لم (اراها !) لانها انتقلت الى الرفيق الاعلى قبل ولادتي ، وربما هناك من يسأل، اذا لم ترى (حبوبتك) فكيف تروي عنها؟ وانا اقول اني اروي عنها (بالاستعاضة ) كما يقول اهل (الزوايا المستقيمة والمنفرجة !)وعلى ذكر (المنفرجة) قولوا معي (امين ) بأن تفرج علينا قريبا، وطبعا تعرفون ماذا اقصد بالفرج .والسعلوة كما يقول اهل العلم بانها شخصية خرافية شيطانية (انثوية) ،وعفوا انساتي وسيداتي ، لاني لااحب ان الصق هذه الشخصية على الجنس (اللطيف) ولكن هذا ما يقوله اهل العلم ، اما حبوبتي فانها تخالف اهل العلم وتؤكد ان (السعلوة ) شخصية حقيقية وانها موجودة وانها اي (السعلوة) تقوم بسرقة (لطفل الوكيح) ، لكن الشيء الذي لم تذكره (حبوبتي) وكذلك لم يذكره اهل العلم هو هل هناك (سعلو) ؟ يعني هل (السعلوة) عندها رجل ؟اي بمعنى ما اسم المحروس زوج (السعلوة) ؟ حقيقة لم يذكر احد شيء عن (السعلو) ان صح التعبير.وحبوبتي رحمها الله تؤكد بان السعلوة شكلها غريب ومخيف، وجسمها مليء بالشعر كأنها قرد، لكن لديها قدرة على التحول في شكل امرأة جميلة حسنة الشكل طويلة القد، ومرتبة الهندام، تغري الرجال ثم تفتك بهم وتقتلهم . وفي روايات أخرى أن ( السعلوة ) اذا اعجبت برجل ما تخطفه وتاخذه الى ضفة النهر وتتزوجه وتنجب منه اطفال ، اي بمعنى تنجب منه سعلوة وسعلو صغار (يخبلون !).وهناك من المفسرين والمهتمين بأمر السعلوة يؤكدون على ان (السعلوة) تعني حب الرئاسة والتفرد والتكبر والتسلط في قيادة المجموعة ، ولانهم يخافون بطش الحاكم الظالم ابتكروا اسم رديف له وهو (السعلوة) ، وليس هذا فقط بل اختاروا شخصية (انثوية) حتى يكون في امان عن عن خطر هذا الحاكم او ذاك.وذكرت شخصية (السعلوة) في الادب الشعبي خصوصا في العراق ودول الخليج اضافة الى سوريا وغير ذلك من دول المنطقة ، وكانت (حبوباتنا ) رحمهن الله يقومن بسرد قصة (السعلوة) حتى يخاف الاطفال وينامون .وقد ورد في قصص الادب الشعبي ان (السعلوة) هي أشبه مايكون إلى المرأة التي تغوي الرجال وتفتك بهم، وما زالت هذه الشخصية موجودة حتى الآن في قصص الأدب الشعبي العربي عموما والعراقي والخليجي على وجه الخصوص، كما أنهم يشبهون بها بعض الفتيات اللائي يتخلقن بأخلاق القسوة والعدوانية ويتصرفن بشكل غير لائق أو بعض الفتيات ذات المظهر القبيح أحيانا.واذا نظرنا نظرة شاملة الى شخصية (السعلوة) نصل الى حقيقة مفادها ان (السعلوة) كائن لانفع ولاخير فيه غير الخراب والدمار والمنظر القبيح ، وان كل هم هذا الكائن هو العيش على سعادة وراحة الغير ، وليس هذا فحسب بل ان (السعلوة) اين ما ذكر اسمها ذكر الحزن والهم والالم والحسرة والخوف ، وحقيقة ان الخوف الذي ياتي عند ذكر (السعلوة) شبيه بالخوف الذي نعيشه حيث الخوف على اطفالنا والخوف على ارواحنا والقائمة تطول.واعتقد ان اجدادنا وحبوباتنا (رحمهم الله) كانوا افضل حال منا فهم عاشوا وقت (سعلوة واحدة ) اما نحن عشنا ونعيش وقت (السعلوات).والى الملتقى ان شاءالله مع (البعيوة) او (البعيوات).
https://telegram.me/buratha