عماد علي
بعد اكثر من سبع سنوات على سقوط اعتى دكتاتورية في التاريخ، و الشعب العراقي ينتقل من ازمة لاخرى و العملية السياسية تواجَه بعراقيل لم تدع ان يحس المواطن باي تقدم يحصل في الامور او التغيير الذي يتم في كافة المجالات ولو بشكل نسبي.في الحقيقة لا يمكن مقارنة الاوضاع الحالية بما كنا فيه قبل السقوط باي شكل كان ان كنا منصفين في التقييم، و ما نشهقه من هواء الحرية يساوي العيش كله الذي قضيناها في زمان الدكتاتور البغيض المباد، رغم النواقص التي نمر بها و عدم احسااس الفرد العراقي يالامن و الامان و انعدام الخدمات العامة مقارنة مع الواردات الهائلة من تصدير النفط، و خصوصا اليوم لم نؤسس جيشا جرارا كي يبلع الميزانية كلها، و لم نعتد على احد رغم تدخلات كافة دول المنطقة في شؤوننا و اشغالنا عن اداء الواجبات التي من المفروض تقديمها للمواطن العراقي.العملية السياسية هي الاهم في حياة الشعب العراقي و تشغله جل اوقاته، و اننا نراوح في مكاننا طيل هذه المدة التي ليست بقصيرة بعد سقوط الصنم، و كلما تنفسنا الصعداء لمدة قصيرة نواجه ازمة تعيدنا الى المربع الاول و خاصة بعد المحطات الرئيسية للديموقراطية و مبادئها الاساسية التي اعتمدناها خلال هذه المدة.يحس الفرد العراقي بياس و هو يعتقد بانه مسلوب الارادة و يجنى عليه الجميع رغم تغنيهم باسمه عند احساسهم بانهم يحتاجون اليه في لحظات معينة. النظام السياسي العام لم يثبت اركانه و غير معلوم المعالم و الاطر لحد اليوم، العلاقات المختلفة بين ابناء المجتمع و الجهات تشهد توترا باستمرار ، المؤسسات لم تكتمل و الصراعات على اشدها ، العقلية لازالت تحت تاثير الترسبات الماضية و للثقافة العامة و العادات و التقاليد و العقائد و الايديولوجيا تاثيراتها المباشرة على الوضع العام، الحدود لم تتحصن و مشروعة للجميع ، الاختلافات تحولت الى خلافات عميقة بين المكونات الرئيسية للمجتمع و توسعت و انتشرت في ثنايا المجتع جميعا. كل هذا و لازلنا اسير المصالح الحزبية و الشخصية و لم يفكر احد في الحلول الجذرية التي تعبرنا على شاطيء الامان و تمنع العودة بنا الى البداية بعد كل عملية ديموقراطية او نتخابات يعتمدها النظام السياسي العام في البلد.الحل يكمن في الابتعاد عن الخيال و العقائد الطوباوية و النزول الى ارض الواقع و التعايش مع ما موجود و ايجادةالوسيلة القابلة للتوفير و التطبيق و الحل خلال هذه المرحلة على الاقل.الواقع يدلنا على حجم الاختلافات و الخلافات بين المكونات على الرغم من عدم اعتراف البعض بوجود المشكلة من اجل المصالح الشخصية و الحزبية و النظرة المتعالية الضيقة الى الامور و عدم البحث العلمي الدقيق الممكن النجاح للعبور من الازمات. نتائج الانتخابات تدلنا على توجه و تفكير المكونات في كافة مناطق العراق و توضح لنا عقلية و تفكير الفرد و المجتمع العراقي بشكل عام و بكل صراحة، و يجب الا نخبيء راسنا من الحقيق، هذا هو الواقع في هذه المرحلة و لا يمكن ان نغيره بالعاطفة و التمنيات . اذن هذا ما يفرض علينا التعامل معه من اجل الانتقال الى مرحلة اخرى ليستوضح لنا الامور اكثر و يمكن في حينه ان نتعامل بغير طريقة و وفق المستجدات بعد انقاذ الوضع الراهن.اذن هذه الارضية التي انشات، توفر لنا ما يمكننا الخوض في البحث و الحوار من اجل ايجاد الحل و تحقيق الطريقة الملائمة التي ترضى بها الجميع، واتباع ما ينقلنا على الاقل الى خطوة مقبلة في مسيرة عمليتنا غير المتكاملة. الفدرالية الحقيقية وفق الدستور يجب ان تنبثق حسب المعطيات الموجودة على الارض ، فبوجود الحكومات و البرلمانات الاقليمية و توزيع السلطات و الصلاحيات تتخفف الاثقال على كاهل المركز، و يمكن السيطرة بسهولة و بشكل جيد على الامور، و يكون المركز هو الحاكم و القاضي العادل وفق الصلاحيات الممنوحة له ، و لم يبق امامه الا تنظيم الحياة السياسية العامة لجميع الاقاليم و امور الجيش و المالية و الحدود و العلاقات الدبولماسية ، فيمكنه التخطيط و البرمجة الصحيحة. و بعد التطبيق ينشغل كل اقليم في ادارة اموره الخاصة و يقدم ما يفيد المواطن من الخدمات، و السلطات فيه قريبة من المواطن و الذي يمكنه محاسبته في العمليات الانتخابية، و عندئذ يمكن ان نقول اننا نبتعد عن اثارة النعرات و الخلافات بكافة انواعها لتشابه المكونات في كل اقليم من كافة الجوانب ، و خلال فترة معينة ينسى الجميع ما اثر عليه جراء الاحتدامات الكبيرة في هذه الفترة، فيتصافح و يتصالح و يتسامح و يخلق جو الامان و من ثم تبدا مرحلة مستقبلية قريبة التي لن تكون فيها حاجة الى وجود الفواصل و حتى السلم و الامان يستقر بنسبة كبيرة و لم تبق عوائق للوحدة الشاملة الواقعية، و لا يمكن لاي مكون عندئذ ان يعيش بعيدا عن الاخر، و العلاقات التاريخية ستفرز ما يدفع الجميع الى التعاون و التصاهر و التكاتف خلال مدة معينة.اذن الفدرالية الحقيقية المبنية على ارض الواقع الطبيعي و المستندة على معطيات و تداعيات ماموجود على الارض من كافة النواحي السياسية الاجتماعية الثقافية الاقتصادية ستنجح خلال مدة قصيرة، و بها يمكن انقاذ العراق من الازمات المتكررة التي تواجهه و تمنعه من التطور و التغيير الفعلي، و الفدرالية الجوهرية هي التي تحافظ على وحدة العراق و تراصفه و تكاتفه امام اي اعتداء خارجي او خروقات هنا و هناك او اية نوايا تريد الشر للبلد.
https://telegram.me/buratha