عماد الاخرس
لقد تم بناء النظام السياسي الديمقراطي في العراق حسب الدستور الجديد على ثلاث سلطات .. الأولى.. السلطة التشريعية ويمثلها المجلس النيابي (البرلمان) ووظيفتها سن القوانين.. ثانيا .. السلطة التنفيذية.. ويمثلها مجلس الرئاسة والوزارات والمؤسسات التابعة لها ووظيفتها تنفيذ القوانين .. ثالثا .. السلطة القضائية.. ويمثلها مجلس القضاء الأعلى وجميع المحاكم الملحقة به .. ووظيفتها متابعة العدالة والنزاهة وعدم التحيز في تفسير وتطبيق نصوص القوانين .أما السلطة الرابعة فلم ترد دستورياً.. وتمثلها وسائل الإعلام بمختلف أشكالها .. ووظيفتها رقابية على السلطات الثلاث أعلاه .. ولا عجب أن تكون أقوى منها في المجتمعات الديمقراطية الحقيقية التي يكون فيها الإعلام حراً. وأقولها من البداية .. إن الواجب الرقابي الحر للسلطة الرابعة يفرض عليها أن تنقل الحقيقة والكلمة الصادقة و تعتمد الموضوعية والحرفية .وبما إن القنوات الفضائية احد وسائلها الرئيسية ( السلطة الرابعة) لذا عليها في الحالة العراقية الراهنة أن تلتزم بمصداقية نقلها الأخبارى حفاظاً على وحدة الشعب وعدم الإساءة للديمقراطية ولا تكون أداة لإشعال الفتن وتأجيج الاضطرابات أو التحريض على الإرهاب.ولكن للأسف فان واقع الحال عكس ذلك حيث أن البعض من القنوات الفضائية العراقية لم تلتزم بذلك وأصبحت قنوات حرب لا تمانع من إتباع كل الخدع من اجل تحقيق غايتها في التغيير أو نسف العملية السياسية الديمقراطية الجارية في العراق الجديد خضوعا لسياسة الجهات الممولة مالياً لها دون الأخذ بنظر الاعتبار الإضرار الذي يلحق بالعراق أرضاً وشعباً . لقد تجاوزت هذه القنوات حدود مهامها الرئيسية في الإعلام الحر الهادف لتصحيح وتقويم مسيرة العراق الجديد وأصبحت أداة تحريض على الإرهاب لا بل شريكا فيه ويمكن أن تلاحظ ذلك بوضوح من خلال متابعة صيغة النقل الأخبارى بعد كل عمليه إرهابيه والذي تلمس فيه كل دلائل الشماتة والبهجة والفرح .حقا يصح تسميتها بالقنوات الفضائية الإرهابية بعد أن أصبحت أداة لتحويل المشاهد إلى مفخخ انتحاري وتسميم أفكاره بحيث يطلق على الإرهابى مجاهداً !!إن المبالغة في تكرار عرض مشاهد الموت والدمار المأساوية بعد كل عمليه إرهابيه غايته الإعلان عن نجاح أهداف الإرهاب وتشجيع الممولين والمنفذين على الاستمرار به.إن استمرار البعض من القنوات الفضائية بسياستها على ما هي عليه الآن يعنى إنها تقدم خدمه مجانية للإرهاب.. حيث تلعب دورا في تشويه الحقائق والتستر على الفاعلين الحقيقيين الذين يقفون وراءه ليكرروا إجرامهم مادام هناك من يغطى عليه وهذه هي الشراكة الحقيقية في الإرهاب.لذا نطالب هذه القنوات بضرورة تصحيح سياستها ضمن مفهوم تقويم مسيرة العملية السياسية وليس نسفها. عليها أن تستغل المساحة الواسعة للإعلام الحر التي تمنحها ديمقراطيه العراق الجديد بشكل أخلاقي وطرح موضوعي حتى وان كانت معارضه للعملية السياسية وتسعى للتغيير بحيث يكون طرحها للأخطاء والسلبيات مشروعا ومقبولا غايته البناء وليس التهديم .أما الإعلاميين فعليهم الالتزام بالحياد والموضوعية في الطرح ومعرفة حدود حريتهم ولا يستغلون مصائب العراقيين والإرهاب القذر من اجل تحقيق غايتهم في الشهرة والكسب المادي.ونطالب الحكومة العراقية بأن تأخذ على عاتقها مهمة اتخاذ الإجراءات الكفيلة للتصدي للإعلام الإرهابى وعدم السماح لمراسلي قنواته بفتح مكاتب في المحافظات العراقية قبل فوات الأوان .أخيراً .. أرجوا أيها القارئ الكريم أن تقبل اعتذاري لعدم تحديد هذه القنوات الإرهابية لثقتنا بقدراتك في تشخيصها ولغايتنا في التنبيه لغرض التقويم وليس الفضح والتشهير.
https://telegram.me/buratha